وجّه فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، رسالة هنأ فيها الدكتور “مسعود بزشكيان” والشعب الإيراني، بفوزه في الجولة الرابعة عشرة من الانتخابات.
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد في هذه الرسالة “إحداث تغيير وتطور جذريين” أهمّ رسالة لزيادة المشاركة في الجولة الثانية من الانتخابات، وخاطب رئيس الدولة الرابعة عشرة قائلا: “مع بدء عمل الدولة سينتظر الشعب في أول فرصة التزامك بالميثاق الذي قطعته معهم”.
ونص رسالة فضيلة الشيخ عبد الحميد كما يلي:
بسم الله الرحمن الرحيم
السيد مسعود بزشكيان، الرئيس المنتخب للشعب الإيراني الكريم!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهنئ فخامتكم وخاصة شعب إيران الفخور بفوزكم في الانتخابات الرئاسية الرابعة عشرة، وبالطبع سأؤجل التهنئة الأصلية لفخامتكم إلى نجاحكم في تحقيق أهدافكم ووعودكم التي أعطيتموها للشعب الإيراني أثناء حملتكم الانتخابية.
السيّد بزشكيان!
كما تعلم، لقد شهدنا الانتخابات الأكثر تنوّعا في تاريخ الجمهورية الإسلامية، ومن وجهة نظر كافة الخبراء والسياسيين، فإن عدم مشاركة أكثر من 60% ممن تحق لهم المشاركة في الجولة الأولى من الانتخابات، كان بمثابة احتجاج صريح على الوضع الحالي، ورسالة واضحة للاستياء الشعبي وابتعاده عن تطبيق سياسات غير متوازنة وغير عادلة.
السيد بزشكيان!
رغم استنفار كافة وسائل الإعلام وعرض إحصائيات كاذبة عن رقي الوطن وتنظيم حياة المواطنين، وفضلا عن الجهود الحثيثة التي تبذلها مختلف طبقات السلطة في كافة المؤسسات من أجل مرافقة الشعب ومشاركته في الانتخابات الرئاسية، أرسل الشعب الإيراني الواعي رسالته في الجولة الأولى من الانتخابات بلغة صامتة ومن خلال الجلوس في البيوت، وبأكثر الطرق تعبيرًا، وبالطبع من دواعي التأمل والارتياح أن كل الخبراء وخاصة قادة ومسؤولي النظام، تلقّوا هذه الرسالة بشكل جيّد.
بحسب خبراء وناشطين اجتماعيين، واستناداً إلى أبحاث ميدانية، فإن الموجة التي نشأت في المرحلة الثانية وتسببت في زيادة المشاركة الانتخابية، كانت رسالة واعية أخرى من النوع «الاحتجاجي»، وتشير إلى أن الشعب الإيراني يريد “إحداث تغيير وتطور جذريين”.
السيد الرئيس!
في مناظراتكم مع منافسيكم ولا سيما في المرحلة الثانية، طرحتم مطالب الشعب الإيراني العزيز عن علم وحكمة، وتحدثتم عن التمييز والظلم وعدم توظيف المؤهلين وهجرة الأدمغة والنخب، وأكدتم على تطبيق العدل، وتوفير الحريات، ودور القوميات والطوائف الدينية والمذاهب، ولقد لاحظ الشعب الإيراني الواعي والمطلع نهجكم الجديد وقدم رسالته الثانية المتمثلة في إحداث التغيير من خلال انتخاب فخامتكم.
لقد وجّه الشعب الذكي رسالته بالفعل من خلال خطة “التراجع” في المرحلة الأولى، و”الحضور في الميدان” في المرحلة الثانية، وسجل هدف الفوز بطريقة أذهلت العالم.
من الجدير بالذكر وبما أنكم صرحتكم عدم انتمائكم إلى أي حزب، فإن الأصوات التي حصلتم عليها هي أصوات جماهير الشعب الإيراني.
السيّد بزشكيان!
إن الشعب الإيراني سئم الوضع القائم، وسئم الضغوط السياسية والاقتصادية والاجتماعية العديدة، والطبقات المضطهدة من هذا الشعب تكسرت عظامها تحت وطأة المشكلات المعيشية، لذلك فهم يواصلون أنشطتهم وجهودهم المدنية حتى التحقيق الكامل لمطالبهم وسيواصلون مطالبتهم للقضاء على ضيق الأفق، وتحسين الظروف المعيشية، وتحقيق اقتصاد حيّ، وإعادة العزة والثقة الدولية، وتحقيق المصالح والحقوق الوطنية.
السيد بزشكيان!
تأكدوا أن هذا الشعب الواعي لن يخذل فخامتكم في سبيل تحقيق أمانيه المحقة وتحقيق المثل الوطنية السامية، وسيدعمونكم في كافة المجالات.
وفي النهاية نذكر بأن عهد وميثاق فخامتكم في متابعة مطالب الشعب الإيراني والبدء بالتغييرات المنشودة لن ينمحى من ذاكرة هذا الشعب الواعي، ومن الطبيعي أنه عندما تبدأ الدولة العمل سينتظر الشعب في أول فرصة التزامكم بالعهد والميثاق الذي عاهدتموه معهم، ومن الواضح أن إهمال وتجاهل دولتكم لهذا الأمر المهم، سيحول الآمال مرة أخرى إلى يأس، وسيصرف الألسنة إلى النقد، والحماس إلى السخط وخيبة الأمل.
نأمل لسماحتكم التوفيق والتأييد بالتوكل على الله تعالى والاهتمام بمشكلات الشعب الإيراني.
(فضيلة الشيخ) عبد الحميد
إمام وخطيب أهل السنة بزاهدان
29 ذو الحجة 1445