header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

لو حفظت “الجمهورية” لما احتجّ الشعب

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (9 رمضان 1444)، إلى ذكرى استفتاء الجمهورية الإسلامية الإيرانية، معتبرا “هيمنة الرؤية المذهبية في الحكم”، السبب الأصلي في ضياع فرص نمو البلاد وتطورها.
وأضاف فضيلته قائلا: في 12 من شهر “فروردين” (من الشهور الشمسية في التقويم الأيراني)، جرى استفتاء الشعب حول النظام الذي يريدونه. عندما ينهار نظام ويحل محله نظام جديد، فإن الاستفتاء يعتبر شيئا جيدا للغاية. اختارت الغالبية العظمى من الشعب “الجمهورية الإسلامية”. أراد الشعب “الجمهورية” والجمهورية تعني أن صوت الشعب هو المهم والحاسم في كل قرار، وهذه الجمهورية من النوع الإسلامي، ويجب أن تكون وفقا لأحكام الإسلام.
وأضاف فضيلته قائلا: اختار شعب إيران شيئًا اشتاق إليه المسلمون لقرون عديدة، لأن الناس يعرفون الإسلام من سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وعهد الخلفاء الراشدين وسيدنا علي رضي الله عنه، لذلك أقبل كل الشعب من الشيعة والسنة والأقليات والقوميات على صناديق الاقتراع وصوتوا لصالح الجمهورية الإسلامية. قلنا إن ما لم يكن متيسرا في زمن آبائنا أصبح ممكناً في عصرنا. كانت فرصة جميلة وجيدة للغاية، فلو نشرنا المظلة على الشعب بأسرها، ولو استخدمنا السعة العالية للدين الإسلامي، ولو جعلنا كلّ العرقيات والمذاهب والأقليات الدينية وجميع المواطنين الإيرانيين من كل فصيل وفكرة من المتدينين والملحدين تحت هذه المظلة، ونظرنا لهذا الشعب من أفق إسلامي رفيع، ولم نفرق بين الرجل والمرأة أو بين القوميات والمذاهب وأتباع الديانات، وجعلنا القدرة والكفاءة كمعيار، ولم يكن هناك جمود وطائفية، والتزمنا على الجمهورية التي كانت اختيار هذا الشعب، لما توجّه احتجاج نحو المسؤولين لعشرات السنين.


تمّ تهميش المؤهلين في التوظيفات
وصرّح خطيب أهل السنّة قائلا: المشكلة التي حدثت بعد الثورة أن مظلة النظام لم تكن متساوية لجميع مكونات الشعب؛ كانت الأقليات قلقة وتم ارتكاب العديد من الفظائع ضد الأقليات، وكان لدى أهل السنّة وهم مسلمون مخاوف كبيرة، ولم يتمكن الكثير من أهل السنة من الترشح في الانتخابات، لأن المسؤولين وضعوا خيارات في الانتخابات لا يمكن أن يجتازها المؤهلون والنخب، وتم استبعادهم. تعرض أهل السنة للتمييز الشديد، فالعديد من الأشخاص الجديرين الذين كانوا على مستوى الرئيس، لم يتمكنوا من أن يصبحوا وزيرا أو نائب وزير، بل خلال هذه المدة، لم يعينوا محافظا سنيا واحدا.
وفي إشارة إلى الضغوط المذهبية على أهل السنة، قال فضيلته: إنهم لم يسمحوا حتى للشؤون الدينية بأن تكون حرّة كما يسمح الدستور؛ فُرضت ضغوط ومصاعب مذهبية شديدة على أهل السنة، ووضعوا أخيرا خُطة لتسليم جميع الشؤون المذهبية السنيّة إلى مؤسسة، والتي قلت عنها في مبنى هذه المؤسسة في طهران، عندما لا يكون هناك سني واحد في هذه المؤسسة من بواب هذا المبنى إلى أعلى مسؤول فيه، فكيف يمكن للسنّة أن يثقوا بكم ويفوضوا شؤونهم المذهبية إليكم؟ هذا لا يمكن. العديد من الوزارات خالية من أهل السنة تماما، بينما كل هذه العرقيات والمذاهب إيرانية، ومظلة الإسلام لا تفرق بين الفصائل والأحزاب والأجنحة والقبائل والمذاهب، فالإسلام يضع الجميع تحت مظلة الحرية والعدالة والإنصاف. لسوء الحظ لم يحدث هذا.


الرؤية المذهبية جعلت إدارة البلاد في أيدي جماعة خاصة
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: عندما تتغلب الرؤية المذهبية، سواء أكانت سنية أم شيعية، تضيق الدائرة. لذلك وضعت قيود وسيطرت طبقة خاصة وتولت إدارة البلاد في المستوى العام والمحافظات، بل جرى تهميش الأشخاص المتدينين الذين لديهم تفكير أكثر حرية وأوسع، وتم توظيف الذين كان تفكيرهم محدودا للغاية وكانوا يتظاهرون بأنهم متدينين. لقد أصدر أحد الوزراء حكم النيابة لواحد من أهل السنة، وكان الحكم معلقا لشهرين، ولا يوافق عليه، والوزير لا يقدر على فعل شيء، لأن المؤسسات الأمنية هي التي يجب أن تؤكد. لقد أعطيت كل الصلاحيات للمنظمات الأمنية وهناك العديد من الشباب في هذه المنظمات، وهؤلاء لا يملكون تجارب الشيوخ والكبار. يجب أن يكون التخطيط من جانب الكبار، والتنفيذ من جانب الشباب. الشباب طيبون وجديرون، لكن لكل فرد واجب. فالذي عاش حياة طويلة ولديه تجارب لا ينبغي أن يهجر.
واستطرد فضيلته قائلا: في بعض الأحيان أفكر وأقول ليتهم وظفوا أكفاء من بين الشيعة؛ لم يعطوا أهل السنة حقوقهم، لكن ليتهم استخدموا الشيعة المؤهلين الذين عملوا لصالح الشعب. الشيعة المؤهلون هم الذين يبنون أوروبا وبلدان أخرى الآن. يوجد في إيران العديد من الكفاءات والمؤهلين وهم أكبر ثروة للشعب الإيراني.


ستحلّ مشكلاتنا الدينية والمحلية عندما تحل المشكلات الوطنية
وأكد خطيب أهل السنة في زاهدان على المطالب الوطنية للإيرانيين قائلا: أتحدث عن القضايا الوطنية عن قصد، لأن مشكلاتنا تحل عندما تحل المشكلات الوطنية،ف نحن أيضا جزء من الشعب الإيراني. كثير من هذه المشكلات وطنية والشعب الإيراني يواجهها، فإذا حلت هذه المشكلات، فسيتم حل مشكلات الجميع. فالأولوية للمشكلات الوطنية على المشكلات المحلية والمذهبية.


ثروات هذه المنطقة وفرصها حق لهذا الشعب
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد أيضا إلى بعض مخاوف سكان سيستان بلوشستان وتابع قائلا: إن سكان سيستان بلوشستان وأهل السنة في مناطق مختلفة، لديهم مخاوف مثل توظيف الأشخاص الجديرين والحرية الدينية. أحد المخاوف لدى سكان سيستان وبلوشستان هي خطة شواطئ مكران، فإنهم يريدون إعطاء كل هذه الشواطئ باهظة الثمن للآخرين؛ شواطئ مكران هذه أراض ضحى هؤلاء المواطنون من أجل حمايتها، فهي حق هذ الشعب وسكان هذه المنطقة.
وتابع فضيلته قائلا: فإن كانت تبنى مصانع أو مصنع للبتروكيماويات هنا، فإن المشكلات والتبعات سيتحملها هؤلاء السكان ويجب أن ينتفعوا من منافعها. إذا كان من المحتمل أن يتم إعمار شواطئ مكران، فإن الأولوية هي لهؤلاء السكان أنفسهم. يجب أن يكتسب هؤلاء الناس المعرفة اللازمة لهذه الخطة وأن يكونوا قادرين على العمل هنا، ويجب أن يتم هذا التخطيط من جانب النظام والحكومة. هناك مناجم كبيرة هنا وهي كنوز وقيمة للغاية، وبعض هذه المناجم أغلى من الذهب، وهي مسجلة وتستغلها شركات في طهران، والدخان يذهب إلى أعين شعبنا. الثروة التي في المحافظة حق لأهلها، لكن الله أعلم إلى أين يأخذونها، ومن يشارك في هذه المشاريع الضخمة؟ هذا من المخاوف الكبيرة لأهالي المحافظة. هذه المناجم وطنية.


وصل الدولار من 7 تومان إلى 54 ألف تومان / فماذا بقي للشعب؟
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى الوضع الاقتصادي في البلاد قائلا: إن أحد المخاوف العامة التي ظهرت في إيران والتي تخشى عليها قطاعات كبيرة من الشعب، بما في ذلك النساء والشباب، أنه بدلاً من النمو، أصبح البلد عالقا في مثل هذا الوضع. في اليوم الذي استلمنا فيه الحكومة من الشاه البهلوي وجاء النظام وجرى الاستفتاء، كانت قيمة الدولار سبعة تومان، لماذا وصل اليوم إلى 54 ألف تومان؟ فماذا بقي للشعب؟ هذا يترك ضغطًا وتأثيرا كبيرا على الشعب.
وأضاف قائلا: لقد تأثرت جميع فئات المجتمع بهذا الهبوط في قيمة العملة، وجميع النقابات من العمال والمتقاعدين والمعلمين قلقون. لقد تورطت إدارة الدولة مع مديرين ضعفاء غير قادرين على فعل أي شيء. يقول العديد من هؤلاء المديرين الضعفاء أيضا أننا لا نمتلك الخيار على فعل شيء، لأن القرارات تتخذ في مكان آخر.
وذكر فضيلته تصويت الشعب للإصلاحيين، قائلا: لفترة من الزمن توجه الشعب نحو الإصلاحيين وصوت لهم عدة مرات حتى رأوا أن الإصلاحيين لا يستطيعون فعل أي شيء. يقولون أيضا أنه ليس لدينا خيار، يعلم الله ما إذا كان عندهم الخيار أم لا. لقد صوت السنة بالكامل للإصلاحيين وزعموا أنه إذا أصبح فلان رئيسا، فسيتم حل مشكلاتنا، ولكن لم يتم فعل أي شيء للأهل السنة، وقالوا إنهم لا يملكون سلطة، ولم يكن لديهم القدرة لحل المشكلات.


من يصدق أنّ الجمهورية الإسلامية تمنع الصلاة!
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: في الانتخابات الماضية مع كل التحديات التي كانت موجودة، شارك جزء من الشيعة والسنّة، كما صوّت السنّة رغم المخالفات لحل مشكلاتهم، لكن المشكلات ازدادت. تم إغلاق عشرات المصليات في مدينة مشهد الآن. من يصدق أن الجمهورية الإسلامية تمنع الصلاة؟! إذا قلنا هذا في بلد آخر، فسيقولون لنا إنه كذب؛ هل يمنع أحد عن الصلاة؟ أي نوع من المسلمين هؤلاء؟ الصلاة والمصلى لا ضرر فيهما لأحد.
وأشار فضيلته إلى منع صلاة أهل السنة في المدن الكبرى بالبلاد، قائلا: يقولون دائما إما الحصول على الإذن والتصريح أو سنغلق المصلى، وعندما نسأل من أين نحصل على التصريح، يقولون إننا لا نعرف أيضا. التقيت ذات مرة بوزير الإرشاد وأخبرته أن أهل السنة يتعرضون لضغوط للصلاة وعليهم الحصول على الإذن والتصريح، فقال إن الله تعالى قد أذن بالصلاة. حتى في روسيا لا يوجد منع من الصلاة، ويقع أكبر جامع في روسيا بجوار قصر الكرملين.


شرطة الجمهورية الإسلامية تقول يوم العيد في بعض المدن الكبرى: لا تصلوا والذنب علينا!
وصرّح خطيبُ أهل السنّة في زاهدان قائلا: أنا لا أوافق على كل تصرفات قادة روسيا، لكن خلال رحلتنا إلى موسكو، قال كبارهم إن كل الأديان حرة من وجهة نظرنا ولا نتدخل في شؤونها. هناك الأمور الدينية للمسلمين بيد المفتي، وليست بيد الحكومة. كما تصدر التصاريح من جانب مفتي المسلمين. في وقت من الأوقات كانت روسيا ضد الدين والمذهب، لكنهم لم يتوصلوا إلى نتيجة وفهموا أن الدين والمذهب يجب أن تكون لهما حرية. يجب أن نستفيد من تجارب العالم ونعلم أن الضغط على الدين ليس بالأمر الصائب. خلال فترة النظام السابق طلب الإذن من عمدة مدينة لأداء صلاة الجمعة، فعندما ذهبوا إلى عمدة المدنية، سأل في أي يوم تقيمون صلاة الجمعة. قالوا في يوم الجمعة. قال صلوا يوم الجمعة وكذلك يوم السبت. لكن هنا في يوم العيد تأتي الشرطة لتخبرك بالاجتناب من الصلاة يوم العيد، ويتحمل الذنب حسب زعمه. هذه الشرطة هي شرطة الجمهورية الإسلامية! أهل السنة لديها مشكلات في المدن الكبرى في البلاد مثل طهران والمدن الأخرى.


الشعب الإيراني يائس من السيطرة على التضخّم وارتفاع الأسعار
وأعرب فضيلة الشيخ عبد الحميد عن خيبة أمله في كبح جماح التضخم في العام الجاري، وتابع قائلا: يدعي المسؤلون أن التضخم يجري كبح جماحه هذا العام، لكن مع هذا الاتجاه، أعتقد أنه من المستبعد أن يتم كبح هذا التضخم. يشعر الشعب الإيراني بخيبة أمل من هذه القضايا. نحن بحاجة إلى إرادة قوية ورؤية واسعة تضع الجميع تحت مظلتها وتنظر فقط إلى إيران، وبغير تحقيق هذه الرؤية لن تحل المشكلات.
وأضاف فضيلته قائلا: من حق الشعب أن تنفق ثروته وموارده على نفسه، ومن وجهة نظري وفتواي، إذا لم يكن الشعب الإيراني راضيا، فلا يمكننا إنفاق ثروته خارج البلاد. نحن إذ ننصح بالإنفاق على المسجد، لا ننتظر شيئًا من جائع لا يملك شيئًا، بل عليه أن ينفق على أهله.
وأضاف خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: فقدنا الكثير من الفرص ولم نتمكن من التركيز على البعد الإسلامي وبناء الشعب الإيراني أخلاقياً ودينياً. اليوم نرى مقدار تراجع الأخلاق والتدين في بلدنا. نشأ الإلحاد في بلادنا من هذه الحالة المعيشية. لقد أتيح لنا العديد من الفرص لخدمة الشعب كله بإخلاص وتوظيف الجميع، ولكن لم يتم الاستفادة من هذه الفرص.


لمدة 30 عامًا لم يسمحوا لي بلقاء مرشد الثورة / التقيت برؤساء الجماهير لكنهم لا يملكون السلطة
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: لمدة 30 عاما قلت إنني أريد أن أتحدث مع الكبار (مرشد الثورة)، لكنهم لم يسمحوا لي بذلك. لقد تحدثت مع الرؤساء، لكن الرئيس ليست لديه سلطة. حتى أنني كتبت خطابًا، لكنهم لم يمنحوني الوقت. الآن لا أعرف ما إذا كان طلبي وصل إلى مرشد الثورة أم لا، لكنهم لم يسمحوا لي باللقاء؛ لأنهم يعرفون أني أتحدث.
ونصح فضيلته قائلا: دعونا لنتكلم. لو جلستم مع المعارضين والمنتقدين، لما واجهتم أي تحدٍ اليوم. نصيحتي للسلطات هي ضرورة البحث عن حلول. أرى هذا الطريق الذي تسيرون فيه طريقًا مسدودا. لا تعاملوا هؤلاء الشعب بالعداء والإكراه، وكونوا لطيفين بهم، واستسلموا لمطالب الشعب.


يجب على مسؤولي الحكومة الأفغانية تقديم الإسلام وفقًا لظروف العصر الحالي
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد مخاطبا المسؤولين في الحكومة الأفغانية: لديّ أيضًا خطاب إلى قادة الحكومة الأفغانية؛ عندما جاهدتم وضحيتم حتى تسلمتم حكومة أفغانستان وأعلنتم حكومة إسلامية، فأنتم تعلمون جيّدا أن الإسلام هو آخر دين وأن كتاب الإسلام هو القرآن، والدين في القرآن والسنّة، والباقي تفسيرات، والعلماء والفقهاء لا يملكون شيئا، بل كل شيء في القرآن والسنة. لا أحد يستطيع أن يضيف شيئًا إلى الكتاب والسنّة.
وأضاف فضيلته قائلا: لقد قبلتم مسؤولية كبيرة وقمتم بمغامرة كبيرة، وسيطرتم على الحكم، فيجب عليكم تقديم الإسلام وفقًا للعصر الحالي، ويجب أن تكون الرؤية واسعة، فعصرنا يختلف عن القرن الماضي أو عصر الخلفاء الراشدين. لو أن عالما أو فقيها أفتى قبل ألف سنة، فإن الفتوى كانت على شروط ذلك الزمان، فلو كان علماء السلف اليوم لغيروا آلاف الفتاوى. لقد تغير العالم، وهذا العالم ليس عالم ما قبل مائة وخمسين عاما.


يجب توفير بيئة تعليم المرأة في أفغانستان في أسرع وقت ممكن
وقال خطيب أهل السنة معربًا عن أسفه من منع المرأة عن تعليم: إن ما يقلقنا هو أننا نرى العديد من النساء والفتيات الأفغانيات يذهبن إلى بلدان أخرى للدراسة. ربما عندما تغادر هؤلاء النساء والرجال وهم غير راضين، ستتغير ثقافتهم أيضا وسيكون ذنبهم علينا.
وأكد فضيلته قائلا: يجب توفير الظروف لتعليم النساء والفتيات في أفغانستان في أسرع وقت ممكن. لا يمكن لأي رجل أو امرأة أن ينمو بدون علم، فالعلم سواء كان علم الدين أو العلوم العصرية، كلها أسباب تقدم المجتمع، وجميع خطابات الشريعة عامة، فالكل مخاطبون للقرآن والنبي في تعلم العلم.
وأضاف فضيلته قائلا: أقول أيضا للسلطات الأفغانية إن القوميات الأفغانية التي هي كلها نعمة، يجب أن تعتبر متساوية، وأنه ينبغي توظيف الأفغان القادرين من كل مجموعة عرقية، واقبلوا نصيحتي هذا، فإذا كان في أفغانستان شخص غير مسلم فيجب استخدامه. يجب ألا تشعر أي مجموعة عرقية بالتمييز. أنا أفكر في الإسلام وأخشى أن تتأثر سمعة الإسلام بسلوك من هم مثلي. نصيحتي هي أن نبذل اهتماما خاصا بالهزارة والشيعة في أفغانستان حتى لا يشعروا بالحرمان من حقوقهم بسبب اختلافهم في الشؤون الدينية، اهتموا بهم أكثر من غيرهم.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: وأنصح أيضا الحكومة الإسلامية في أفغانستان أن تستخدم الأكاديميين والمتعلمين. يجب توظيف النساء وعدم منعهن من العمل والدراسة. حقوق الرجل والمرأة متساوية. حق الرجل ليس أكبر من حق المرأة. اهتموا بالنساء. سيكون هذا مصدر سمعتكم الحسنة وقوة حكومتكم. النقد لا يضركم، بل يصلحكم. وإنما يكون إصلاحنا بانتقادات خصومنا وليس أصدقائنا. أعيدوا أولئك الذين غادروا أفغانستان واجلبوا تعاونهم.
ونصح فضيلته في نهاية الخطبة المجتمع الدولي بمراعاة الإنصاف بحق أفغانستان ورؤية الفرص، وتابع قائلا: لم تنعم أفغانستان أبدًا بالأمن الذي تتمتع به اليوم. حالات انعدام الأمن عارضة وقليلة. لقد قضت الحكومة الأفغانية الجديدة على الفساد. لم تتح لهم الفرصة حتى الآن، وعلى المجتمع الدولي أن يمنحهم فرصة فتح السفارات. نحن ندافع عن الإسلام وحقوق الشعب. اليوم يعاني شعب أفغانستان من المشكلات الشديدة والجوع، ويجب أن تكون بلادهم مزدهرة ومرتبطة بالعالم.

366 مشاهدات

تم النشر في: 2 أبريل, 2023


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©