header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

يجب أن يكون السياسيون الخبراء على رأس إدارة الدولة

انتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (19 رجب 1444)، تولي العسكريين المناصب الإدارية، مشددا على ضرورة تعيين “سياسيين” و”خبراء” في المناصب السياسية والإدارية في البلاد.
أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى ذكرى انتصار ثورة 1979، منتقدا تضييق دائرة الثورة: في ثورة 1979، التي نمر الآن بذكرى انتصارها، استطاع الشعب الذين بلغوا في ذلك الوقت الرشد ووصلوا إلى التمييز، أن يأتوا إلى الميدان لتحقيق آمالهم، ولقد حضرت الغالبية العظمى من الشعب إلى المسرح لتحقيق آمالهم.
وتابع فضيلته قائلا: كلما ابتعدنا عن بداية الثورة، بدل أن نكتسب خبرة وتحسن الأوضاع، مع الأسف زادت الاختناقات والتضييقات. الكثير ممن كانوا معنا في بداية الثورة انفصلوا تدريجياً أو تم فصلهم، فلم يروا مجالاً لأنفسهم.


أصبحت المرأة مواطنة من الدرجة الثانية، وأصبح أهل السنة مواطنين من الدرجة الثالثة
وصرح فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: لم تكن المشكلات الاقتصادية بهذا الشكل منذ سنوات في بداية الثورة، لكن مع تقدم الزمن ازدادت المشكلات الاقتصادية وتم تضييق الدوائر. قد حذّرتُ مرات عديدة من تضييق الدائرة، لكن كلما مرّ الزمان، بدلاً من اكتساب الخبرات وتوسيع الدائرة، للأسف صارت أضيق.
وانتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد التمييز ضد الشعب قائلا: للأسف ازداد التمييز وعدم المساواة، والمرأة في الحقيقة لم تكن مواطنة من الدرجة الأولى، لكنها كانت مواطنة من الدرجة الثانية، وواجه أهل السنة وأتباع الديانات الأخرى والقوميات تمييزًا شديدًا وواسع النطاق. نحن أهل السنة نعرف ما عانينا منه خلال هذا الوقت؛ لقد قيل مرات عديدة لو كنا مواطنين من الدرجة الثانية، لكان جيدا، لكننا كنا مواطنين من الدرجة الثالثة وما بعدها. اعتاد المسؤولون القول بأن أهل السنة مواطنون من الدرجة الأولى، لكن لم يكن كذلك عمليا. سمعنا أقولا ولم نجد أفعالا، فلم نر وزيرا ولا محافظا من أبناء أهل السنة حتى الآن.


ما هي السياسة التي كانت وراء التمييز ضد أهل السنة؟
وأضاف خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: في المحافظات السنية كانت هذه المسألة شديدة لدرجة أنه لم يكن هناك عضو سني واحد في مجلس أمن المحافظة. لمجلس أمن المحافظة مهمة ثقيلة، فهي تخطط لأمن المحافظة، ففي المحافظات ذات الأغلبية السنّية، بما في ذلك مقاطعتنا، لم يكن هناك عضو سني واحد في هذا المجلس المهم.
وتابع فضيلته قائلا: في مركز المحافظة الذي يؤخذ فيه القرار وهو مركز ثقل المحافظة، توجد دوائر ومؤسسات تشكل أهل السنة خمسة عشر أو عشرين شخصا من مؤظفيها البالغين إلى 300 أو 400 مؤظفا. والتمييز كذلك منتشر في دائرة التربية والتعليم، وكانت هناك دائما شكاوى حول هذا الأمر. في التربية والتعليم الذي هو أساس التنمية والتقدم ويجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، لكنه كان دائما مصدر قلق ولم يتم حل هذه الاهتمامات مطلقًا، بل كانت تزداد مع مرور الزمن، وكلما اشتكينا منه، لم نجد جوابا مقنعا، وهذا هو الوضع نفسه في المحافظات الأخرى. ما هي السياسة وراء هذا التمييز؟


طالبتُ بحقوق المرأة في فترة الإصلاحيين أيضا
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى التمييز ضد المرأة قائلا: النساء مواطنات هذا الوطن، ولم تُمنح للنساء المكانة التي ينبغي أن يحصلن عليها والاهتمام الذي ينبغي أن يولى بهن. في الماضي أيضا طالبنا بحقوق المرأة. خلال فترة الإصلاحيين هتفنا بحقوق النساء، وناقشنا التمييز ضد المرأة، وهذا التمييز يرفضه الإسلام. عندما يكون النظام باسم الإسلام، يجب أن تكون هناك مساواة ويجب أن تتساوى حقوق الجميع.


أولوياتنا قضايانا الوطنية / نريد عزة الشعب الإيراني وكرامته
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: لا نريد أن نتحدث كثيرا عن القضايا القومية والدينية. أولوياتنا هي القضايا الوطنية؛ القضايا التي تشمل الشعب الإيراني بأكمله، فكل الإيرانيين مواطنون، والشعب الإيراني كلهم إخوة وأخوات، ونحن جميعاً شعب واحد. لقد قلت من قبل وسأكرر أنه ليس لدينا شيعة ولا سنّة. لا ينبغي للمسؤولين القلق بشأن الاختلافات بين الشيعة والسنّة. ليست لدينا شيعة أو سنّة اليوم. ليست لدينا القوميات، والشعب الإيراني كله شعب واحد وجميعهم أبناء هذا الوطن. يريد جميع الإيرانيين أن تكون حقوقهم متساوية. نحن نتحدث عن حقوق كل الإيرانيين. نريد عزة إيران وكرامتها.


لقد توصل الشعب إلى هذه النتيجة أن المشكلات لا يمكن حلها
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد الأوضاع الاقتصادية السيئة للبلاد، تضييعا لحقوق الشعب الإيراني، وتابع قائلا: إن الشعب الإيراني يشعر بخيبة أمل من تحسن أوضاعها الاقتصادية، وهذا سبب الاحتجاجات التي شهدناها في البلاد. توصل الشعب إلى أن المشكلة لا يمكن حلها. لماذا يصل الدولار إلى 45 ألف تومان؟ استقرض الكثير من الإيرانيين من الخارج ولا يمكنهم سداد ديونهم. لقد عملوا تجارة عندما كان الدولار عشرين أو ثلاثين ألف تومان، والآن لا يمكنهم شراؤه بـ45 ألف تومان. ظهرت العديد من المشكلات للشعب، ونحن نريد الخير ونتعاطف مع الجميع ونريد عزة إيران وكرامتها، ونريد وحدة أراضي البلاد.


يجب أن يعود العسكريّون إلى ثكناتهم / يجب أن يدير السياسيون البلد
وطالب خطيب أهل السنة العسكريين بالعودة إلى مجال عملهم وترك ميدان السياسة للسياسيين الخبراء، وأضاف قائلا: البلد الآن بيد العسكريين، وهناك العديد من الجنرالات يشغلون مناصب سياسية. نحن نحب العسكر وهم أبناءنا ولكن للعسكر مجال عملهم، ومجال عملهم هو الدفاع عن وحدة الأراضي وتثبيت الأمن، والسياسيون أيضا لديهم مجال عمل، ويجب أن يدير السياسيون البلد؛ يجب أن يكون السياسيون على رأس المناصب السياسية وإدارة الدولة. يجب أن يتولى الخبراء والأشخاص القادرون في مجال السياسة إدارة البلاد.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد، قائلا: لدينا خبراء ومؤهلون داخل البلاد وأكثر من ذلك يعيشون خارج البلاد. الإيرانيون في الخارج هم أفضل الأطباء وأساتذة الجامعات والخبراء. البلد يحتاج إلى هؤلاء. هؤلاء يجب أن يبنوا البلاد. لقد ذهب الجميع، لأنه لا أمل لهم في أن يكون لهم مجال هنا. إن اختيار المديرين الضعفاء والممثلين الضعفاء أثار مشكلات للبلاد، وهذا هو الألم الذي يصرخه الشعب اليوم. يجب أن يؤخذ هذا في الاعتبار، وهذا ما نقوله، ونطالب بأن اسمعوا صوت الشعب، وانظروا ما هي آلام الشعب.


المطلوب أن يتمّ الإفراج عن السياسيين جميعا
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد إطلاق سراح بعض المعتقلين “أمرا إيجابيّا”، وطالب بالإفراج عن جميع المعتقلين السياسيين، ولا سيما معتقلي الاحتجاجات الأخيرة، قائلا: مطلب الشعب ومطلبنا جميعا في أن يفرج عن المعتقلين السياسيين، وأسرى الاحتجاجات الأخيرة. أفرجت الحكومة عن البعض ونعتبرها خطوة إيجابية. لقد قلت من قبل من يتخذ خطوة إيجابية، فإننا نعتبرها إيجابية من أي جانب كانت.
وأضاف قائلا: الإفراج عن بعض السجناء خطوة إيجابية، لكن من المتوقع ألا يظل السجناء السياسيون الآخرون في السجن. أطلقوا سراح جميع السجناء السياسيين، ومعتقلي الاحتجاجات الأخيرة. نحن نتمنى لكم الخير ونطلب منكم الجلوس مع هؤلاء والاستماع إلى مطالب الشعب الإيراني الذي يعيش في مأزق ويشعر بأزمة، كونوا خاضعين للأغلبية، استجيبوا لمطالب الغالبية العظمى أيّا كان مطلبهم، فالقمع والسجن ليسا الجواب المقنع للشعب. وفي الضغط والسجن ليس حل المشكلات، لأن المشكلة باقية في مكانها.


لا تقلقوا بشأن سيادة الأراضي؛ عليكم بحل أزمات البلاد
وصرّح خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: علينا أن نخضع لمطلب الغالبية العظمى من الشعب، أيا كان مطلبها. يمكن حل هذه القضايا من خلال الحوار. كلنا إيرانيون ومن عائلة واحدة، خسائرنا وأضرارنا مشتركة، وبالحوار والتفاوض نستطيع أن نسير في الطريق الصحيح، وهي مطلب النساء والرجال وغالبية الشعب.
وأضاف فضيلته قائلا: يجب أن نحل مشكلات البلد بالسؤال من الشعب. يجب أن نتفهم المشكلات والقضايا الموجودة ونحلها بالطريقة الصحيحة. إن شاء الله سيكون أمامنا مستقبل مشرق، ولا تقلقوا بشأن الأمور الأخرى. لا تقلقوا بشأن وحدة أراضي البلاد والاختلافات القومية والدينية والطائفية، لكن كونوا قلقين من الأزمات التي نشأت في البلاد اليوم.


سارعوا لمساعدة ضحايا الزلزال في مدينة خوي وتركيا وسوريا
وفي الجزء الأخير من خطبة الجمعة، أعرب فضيلة الشيخ عبد الحميد عن تعاطفه مع متضرري الزلزال الذي ضرب مدينة “خوي” غرب إيران، وكذلك الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا، قائلا: الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا عُبّر عنه بالقيامة. توفي حتى الآن أكثر من 20 ألف شخص في سوريا وتركيا، وربما يكون آلاف الأشخاص تحت الأنقاض وليس لديهم أمل في البقاء. هذا وضع صعب للغاية، فقد دمرت مدن، وانهارت مبان كبيرة، والبرد شديد جدا. وهناك حاجة حقا إلى البكاء والدعاء من أجلهم ومساعدتهم. على الرغم من تعاون المجتمع الدولي بأسره ودعم المناطق المتضررة من الزلزال، إلا أن هذه الكارثة كبيرة لدرجة أنه من الضروري لجميع المسلمين، أينما كانوا مساعدة متضرري الزلزال والقيام بواجبهم الإنساني.
وأضاف فضيلته قائلا: أطلب من أهالي زاهدان وأهالي المحافظة وأهل البلد وكل شعوب العالم أن يعتنوا بمتضرري هذا الزلزال. أطلب بالتحديد من رجال الأعمال والتجار، أن يتعاونوا مع متضرري الزلزال، وإن مؤسسة محسنين الخيرية التي تعمل تحت إشراف جامعة دار العلوم زاهدان، تجمع هذه التبرعات. إن حجم هذه الخسارة وأضرارها جسيمة، لذلك يرجى أن نجمع شيئاً جديرا بالاهتمام من الأموال والتبرعات لمتضرري الزلزال.

421 مشاهدات

تم النشر في: 11 فبراير, 2023


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©