header

طالب فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (27 جمادى الثانية 1444)، إلى تغيير دستور البلاد ليتناسب مع الظروف الحالية.
وقال فضيلته: نحن نعيش في عصر الاتصالات، تعلمون أن أخبار العالم في عصرنا تتناقل خلال لحظة. في الماضي كانوا يقولون: إن العالم أصبح كقرية، لكنه الآن أصبح منزلا. شباب اليوم لديهم توقعات، هؤلاء شباب هذا العصر ونسائه، ويجب على الحكومات النظر في هذه الظروف. يختلف الشاب والطفل المعاصر عن المسن الذي ينتمي إلى سبعين وثمانين وتسعين عامًا قبل هذا. لا يستطيع الأشخاص في سنّ التسعين والثمانين اتخاذ قرارات من أجل الشباب إلا أن يكونوا مطلعين بتوقعات الشباب.
وأضاف خطيب أهل السنة في زاهدان، قائلا: في قوانين العالم يجري تعديل بعد كل عقدين أو ثلاثة عقود؛ للجيل الجديد شروط جديدة واحتياجات مختلفة. من المؤسف أن دستورنا بكامله هو نفس القانون الذي تم تدوينه قبل 44 عامًا. يجب تحديث هذا القانون وفق شروط العصر. على المسؤولين وصناع القرار والبرلمان النظر في هذه الظروف الجديدة. على من يقول إننا نطبق دين الإسلام، أن يعلموا أنهم إذا لم يأخذوا بعين الاعتبار الظروف الحالية وحاجات العصر، فلن ينجحوا.


حرمان المرأة من التعليم لا يليق بأي حكومة
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: الرجال والنساء نوعان مختلفان من نفس واحدة، والرجل والمرأة متساويان في الحقوق. يجب احترام حقوق المرأة وكرامتها، ويجب على المجتمعات البشرية والحكومات الاهتمام المزيد بالمرأة. لا يوجد فرق بين تعليم الذكور والإناث. العلوم العصرية والعلوم الدينية كلها ضرورية للرجال والنساء على حد سواء.
وتابع فضيلة الشيخ قائلا: يجب على الحكومات توفير مجال التعليم للرجال والنساء. ليس من المناسب لأية حكومة أن توقف تعليم الرجال أو النساء. هذا من واجبات العصر، ويجب أن ندرك الظروف، ونعلم في أي ظروف نعيش، ولندرك الشباب والنساء والأطفال.


الحرية والمساواة والعدالة مطالب الشعب
وأشار خطيب أهل السنة إلى تعذيب وإعدام الشباب في البلاد قائلا: ننصح المسؤولين بالترحم على الشباب، وأن لا تخيبوا آمالهم. الشاب يغمره حلم الحياة والمستقبل، وله احتجاج على مستقبله. يجب أن يقتنع هؤلاء الشباب وأن تتحقق مطالبهم، ولا ينبغي إلقائهم في السجن. ارحموا الشباب والنساء وتحدثوا إليهم، وإن كانوا على حق فتقبلوا منهم، وإذا كانوا مخطئين أقنعوهم، ولكن لا ينبغي القسوة معهم ولا تعذيبهم أو إعدامهم.
وأضاف فضيلته قائلا: لا يوجد تمييز في دين الإسلام وفي السيرة النبوية. سيرة النبي الكريم، سيرة العدل والمساواة. إن أفضل قوة لأي سلطة في الحرية والمساواة وإقامة العدل بين جميع أفراد الشعب. هذه هي مطالب الشعب، ويجب أن يكون الجميع أحرارا في دينهم وطريقتهم ومعتقداتهم، ولا ينبغي لأحد أن يزعج الآخرين. ينبغي أن يملك كل شخص حريته في العبادة، ويجب أن يتمتع بحريته، بغضّ النظر عن الدين الذي ينتمي إليه؛ هذه الحرية ضرورية.


النسوة أكثر تقدّما في مجال تعلم العلوم
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: هذه الأيام تقام في بلادنا امتحانات القبول للالتحاق بالجامعات، وسألتُ شخصا فأعطى إحصائية أن ستين بالمائة من المشاركين في الامتحانات من الشابات وأربعون بالمائة من الشباب. اتضح أن النساء متقدمات في تعلم العلوم، وقيل إن النتيجة مختلفة أيضا ومعدل قبول النساء أعلى من الرجال. من الواضح أن كلا من الرجال والنساء لديهم مواهبهم الخاصة، وأن النساء يبذلن جهدا أكبر، ويجب على الجميع الانتباه للمرأة.
وأكّد فضيلة الشيخ قائلا: يجب أن يذهب الشباب إلى الجامعة ويتعلموا، ويجب إطلاق سراح الطلاب المسجونين، وإن تمّ تعليقهم يجب أن يؤذن لهم بالدراسة، ولا ينبغي سدّ باب التعلم عليهم. يجب أن يدرس كل شبابنا، فالمستقبل لمن لديه العلم والمعرفة، فكل العلوم من حاجات العصر والبشر.


تخلف البلاد يعود إلى الأجواء الأمنية
وأشار خطيب أهل السنة إلى تضاعف عدد الحواجز ونقاط التفتيش في زاهدان قائلا: في الآونة الأخيرة تسود مدينتنا أجواء أمنية مشددة، وقد وصل عدد الحواجز ونقاط التفتيش من 7 حواجز في الماضي، إلى 15 حاجزا. إنّ تخلف مقاطعتنا وبلدنا يعود إلى مثل هذه الأجواء الأمنية للبلاد، فالأجواء الأمنية معادية للتنمية، وحيثما كان هناك جو أمني، لا يمكن الاستثمار وتحقيق التنمية.
وأضاف فضيلته قائلا: في كثير من الحكومات عندما شارك الشعب في الانتخابات كان المطلب إزالة الأجواء الأمنية، لكن لم يحدث هذا، والآن اشتدت هذه الأجواء. هنا الشعب بأنفسهم يعتنون بأمن البلاد، ولكي تكون الأحوال المعيشية عادية، لا ينبغي أن تكون البيئة أمنية. هناك تشديدات كثيرة على مداخل المدينة، نرجو أن تتم إزالتها.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد: أحد جرحى يوم الجمعة الدامية كان في غيبوبة وتوفي أخيرا، أسأل الله تعالى أن يرفع درجات هذا الشهيد، ويرزق كل الشهداء درجات عالية. لا زال هناك جرحى من حادثتي زاهدان وخاش. استهدف هؤلاء الشهداء ظلما، ولا بد من معاقبة عوامل هذه الجريمة ومرتكبيها.
في النهاية نصح فضيلة الشيخ عبد الحميد المتظاهرين من أهل زاهدان بالاجتناب من الإهانة في شعاراتهم قائلا: الذي يصعب علي في هذه المظاهرات هي الإهانة إلى الشخصيات والشتائم؛ هذا ليس من سيرة النبي الكريم، وليس من أخلاقنا شتم شخص ولعنه، وإن أخلاقنا وثقافتنا لا يقبلان هذا. يجب أن نحافظ على الحرمة، وإذا كان لدى شخص ما مطالبة أو انتقاد، ليتحدث به، وإن كان لديه شعار إيجابي ليهتف به، لكن يبنغي الاجتناب من هتافات الموت والإهانة.

728 مشاهدات

تم النشر في: 21 يناير, 2023


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©