إشارة: انعقد اجتماع مديري المدارس الدينية في محافظة سيستان بلوشستان الأربعاء 26 جمادى الأولى 1440 في الجامع المكي بمدينة زاهدان، قدّم في هذا الاجتماع الذي حضره مديرو المدارس ومجموعة من أساتذة المدارس الدينية وعلماء السنّة البارزين في سيستان وبلوشستان، تقرير عن الوضع التربوي والإصلاحي من المدارس التي هي أعضاء في اتحاد المدارس الدينية السنية في المحافظة، كما أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في بداية الجلسة إلى الحوادث الأخيرة في إيران، مؤكدا على مكانة العلماء و ضرورة حفظ استقلاليتهم، مطالبا علماء الشيعة والسنّة أن يكونوا بجانب الشعب.
وقال فضيلته: ظهرتْ مؤخّرا موجة من الإلحاد في البلاد وهي مسألة خطيرة جدا بالنسبة لنا، حتى اندلعت هذه الاحتجاجات والانتفاضات في البلاد وحدثت حادثة الجمعة الدامية في زاهدان، والمثير للاهتمام أن قسما كبيرا من الشعب عادوا إلى الدين بعد هذه الحادثة، والسبب في ذلك وجود العلماء إلى جانب الشعب، ويؤكّد العلماء دائما أنه يجب الاستماع إلى الشعب وعدم ضربهم أو قتلهم، والآن ضعُف الشعور بالتشاؤم الذي كان سائدا تجاه العلماء في المجتمع إلى حدّ مّا.
وأضاف فضيلته قائلا: الرسالة الأساسية للعلماء هي توجيه وإصلاح المجتمع. إذا كان العلماء مع الشعب فإنه يتسبب في رغبة الشعب إلى الدين. نحن نؤمن بضرورة أن يسير العلماء على طريق الاعتدال، ولكن يجب أن يحافظوا على استقلاليتهم أيضا. إن قيمة العلماء وشيوخ القبائل ومكانتهم في الحفاظ على استقلاليتهم؛ يجب على العلماء أن يسعوا لخدمة الدين ويكونوا في تواصل مع الفئات المختلفة للشعب.
حادثة الجمعة الدامية في زاهدان إحدى نتائج التمييز المفروض على أهل السنة منذ سنوات
وأشار فضيلته إلى مجزرة “الجمعة الدامية” في زاهدان قائلا: في بداية الاحتجاجات الأخيرة، طلب منّا البعض المشاركة في هذه الاحتجاجات، لكننا قلنا إن شعبنا رغم أنهم ليسوا سياسيين، فإن لهم ظروفُهم الخاصة، إلى أن وقعت حادثة جمعة زاهدان الدامية.
لدينا دليل على أنّ مركز الشرطة لم يتعرض للهجوم على الإطلاق من جانب المصلين خلال حادثة الجمعة الدامية في زاهدان، ولم يذهب حتى شخص واحد نحو مركز الشرطة. لكن بعد إطلاق النار على الأشخاص من مركز الشرطة، يتجه بعض الناس نحو مركز الشرطة، ليس من داخل المصلى، ولكن من خارج المصلى، ويبدأ التراشق بالحجارة، لذلك الادعاء بأن هجوما مسلحا أو هجوم عصابة وقع على مركز الشرطة ليس صحيحا على الإطلاق، لأنه لم يُقتل حتى ضابط عسكري واحد في حادثة المصلى، لكن لدينا دليل على أن الأشخاص الموجودين في المصلى تمّ اطلاق النار عليهم من أربع جهات، وكان المصلى في محاصرة.
وذكر فضيلة الشيخ عبد الحميد أن حادثة الجمعة الدامية في زاهدان كانت خطة مسبقة، مشيرا إلى أنه قبل هذه الواقعة والأحداث، ظهرت هجمات على مصليات أهل السنة في المدن الكبرى، وكان أعلن قائم مقام مدينة “مشهد” أنه لن يسمح حتى لمصلى سني بالنشاط في هذه المدينة. في طهران قالوا إما الحصول على تصريح أو سنغلق قاعات الصلاة، وعندما قلنا من أين نحصل على تصريح؟ قالوا لا نعلم! لكن يجب أن تأتوا بتصريح من أين كان.
وأضاف: في لقاء أجريته مع وزير الثقافة والإرشاد قبل بضع سنوات وتحدثت معه عن تصريح للمصليات في طهران، قال إننا لم نسمع أن يطلب التصريح للصلاة، ولا يحق لأحد أن يمنع الناس من الصلاة.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: أخيراً طُرحت هذه المشكلات في صلاة الجمعة وكتبت الرسائل وأرسلت إلى المسئولين؛ لقد كتبت رسالة أو رسالتين إلى القيادة ورسالة أو رسالتين إلى رئيس الجمهورية لمنع المتطرفين الذين يخلقون مشكلات لمصليات أهل السنة، لكن للأسف لم يتم الرد على هذه الرسائل ولا الرسائل الأخرى التي كتبتُها عن المشكلات الدينية.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: خلال رحلتي الأخيرة إلى طهران مكثت هناك لمدة عشرة أيام؛ كان لي لقاء مع رئيس مكتب الرئاسة الجمهورية، وتحدثت معه في موضوع المصليات، فقلت: هل تغيرت سياسة النظام تجاه السنّة حيث يتم منعهم من الصلاة؟ قال: لا، لم تتغير. قلت: إذا لم تتغير، فامنعوا الذين يمنعون الناس عن الصلاة.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: في حادثة جمعة زاهدان الدامية، نعتقد أن شعبنا لم يتعرض للهجوم من قبل ضبّاط الشرطة، بل من جانب الحكومة والنظام، لأنه عندما تميز الحكومة ضد السنة، ولا وجود لأهل السنة في القوات المسلحة والنظام القضائي والمناصب المهمة، فمن الواضح أن الضباط غير أهل السنة يضربون شعبنا بلا رحمة. لو كانت هناك مجموعة من القوميات والعرقيات في القوات المسلحة، لم يكن أحد يجرؤ على قتل شعبنا بهذه الطريقة، فعندما تفرضون علينا التمييز تكون النتيجة أن يُضرب شعبنا.
وأشار خطيب أهل السنة إلى حادثة هجوم القوات المسلحة على الجامع المكي بمدينة زاهدان وقتل الناس عام 1994، قائلا: في حادثة 1994، ضرب شعبنا بلا ذنب، واستشهد 13 شخصا في تلك الحادثة. نقول لو لم يكن هناك تمييز لما وقعت أحداث عام 1994 وأحداث الجمعة الدامية هذا العام.
واستطرد فضيلته قائلا: منذ أكثر من ثلاثة أشهر مرّت على حادثة الجمعة الدامية في زاهدان، ورغم الوعود التي قُطعت، لكن لم يتم التعامل معها بالشكل المطلوب، ورغم قولهم إنهم استدعوا واحتجزوا عددا من الأشخاص المرتبطين بهذه القضية، بالطبع إن مطلبنا أن يتمّ التعامل مع قضية كل مواطنينا الإيرانيين.
المديرون الضعفاء وغير الأكفاء في المناصب أحد أسباب الاحتجاجات الحالية في البلاد
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: على الرغم من أنّ أهل السنة لديهم مشكلاتهم الخاصة بالإضافة إلى المشكلات العامة للشعب الإيراني، إلا أنه للأسف انتشر “التمييز” في جميع أنحاء البلاد، والعديد من القوميات وأتباع المذاهب الأخرى تواجه هذه المشكلة أيضًا؛ لأن هناك لم تكن أهلية وكفاءة، وجرى استخدام جماعة معيّنة. نحن ننتقد هذا الموضوع منذ فترة طويلة وقلنا لا نريد مسؤولاً يتهجد، لكننا نريد مسؤولاً له ضمير وكفاءة يستطيع حل مشكلات الشعب، وإن صلى وتدين فهو نور على نور.
وأضاف: وجود مديرين ضعفاء وغير أكفاء في المناصب، أحد الأسباب الرئيسية للاحتجاجات الحالية في البلاد. لو تم توظيف أشخاص أكفاء، فسيكون ذلك مفيدا للبلد والنظام. حان الوقت الآن للتغييرات في البلاد، ولن يرضى الشعب دون إجراء تغييرات وتطورات.