header
الشيخ عبد الحميد في اللقاء الأسبوعي لأساتذة دار العلوم زاهدان:

مجزرة الجمعة الدامية في زاهدان كانت مخططة

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، رئيس جامعة دار العلوم زاهدان، في اللقاء الأسبوعي لأساتذة هذه الجامعة، إلى مجزرة “الجمعة الدامية” في زاهدان، (3 ربيع الأول 1444) التي استشهد وجرح فيها أكثر من مائتي مصل من أبناء أهل السنة، قائلا: تشير التحقيقات إلى أن مجزرة “الجمعة الدامية” في زاهدان كانت مخططة لها مسبقًا، حيث كان الطرف الآخر قد استعدّ لذلك بالفعل، ولكن لم تكن لدينا معلومات.
وأضاف فضيلته قائلا: من الآثار الجيّدة لهذه الحادثة أنها دفعت أهلنا إلى الوعي واليقظة، وزال الخوف من قلوبهم. لقد جاء الله بهذه الحادثة العظيمة ليوقظنا. إذا لم يوقظنا هذا الحادث الذي هز العالم، فماذا يوقظنا؟
واستطرد فضيلته مشيرا إلى ضرورة وعي الشعب قائلا: الوعي مهم جدا، يجب أن يكون الشعب مستيقظين واعين. إن الله يكره الأمم والشعوب التي تخاف الموت وتفكر في مصالحها الخاصة ولا تفكر في مصالح مجتمعهم ودينهم، وإنه تعالى لا يحب مثل هؤلاء العبيد؛ قال الله تعالى: “فلا تخشوا الناس واخشون”.
وتابع فضيلته موضحا: على العلماء ووجهاء القبائل الذين يقومون خوفا أو طمعا بإجراء مقابلات مع وسائل الإعلام التابعة لبعض المؤسسات ويلقون الملح على جروح المظلومين، أن يتخلصوا من هذه التبعية والشعور بالرق. إذا فقدنا ضميرنا، فلن يغفرنا الشعب.
وأردف فضيلته قائلا: حادثة الجمعة الدامية وجهت ضربة كبيرة للوحدة، وإن مجتمعنا جريح، فعلى العلماء والشيوخ أن يحذروا ولا يعرضوا أنفسهم لغضب الشعب ولعنتهم.
وأضاف قائلا: يجب أن نقول بوضوح إن مثل هذه الجريمة قد حدثت وليس لها أي مبرر. يجب إعادة التفكير في علاقاتنا وتعاوننا (مع الحكومة)، لأن الظلم قد تجاوز الحد.
كما أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى أن المصلين استهدفوا في صدورهم ورؤوسهم في “الجمعة الدامية”، قائلا: ما هي جريمة المصلين ليُقتلوا؟ في الأحداث التي وقعت لاحقا، المتسببون نفس المجرمين الذين أطلقوا النار على الشعب، وأثاروا غضب الشعب بجريمتهم، وكانوا سبب الاضطرابات. وطالب فضيلته في نهاية كلمته، بمحاكمة ومعاقبة من قتلوا المصلين وأمروا بإطلاق النار عليهم، قائلا: المجرمون الرئيسيون في قتل المصلين، هم الذين أمروا بإطلاق النار. مطلب الشعب والوجهاء والعلماء وأهالي الشهداء أن يدين كبار المسؤولين هذه الجريمة أولاً، ثم يقوموا بمحاكمة ومعاقبة من قتل الناس وأمروا بإطلاق النار. “الصبر” نعمة عظيمة، لكن هذا لا يعني ذلك أن ننسى دماء الشهداء وحقوق الشعب.
وأوصى فضيلته في نهاية كلمته بالاهتمام بالذكرو الإعمال والدعاء، وتابع قائلا: يجب أن نوطد علاقتنا مع الله تعالى، والله ربنا وحافظنا، ونهتم بالذكر والأعمال، ولنتأمل في قضايانا وقضايا المجتمع ونتوسل بالصلاة. لا يقبل فقط دعاء ذوي الشهداء، بل إن الله تعالى يتقبل دعائكم جميعاً، لأنكم كنتم تحت وابل الرصاص وكنتم مظلومين، فلا تقصروا في الدعاء، وتضرعوا إلى الله وابتهلوا إليه.

482 مشاهدات

تم النشر في: 11 أكتوبر, 2022


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©