اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد، في خطبة الجمعة 3 ربيع الأول 1444 “إقامة التجمعات والاحتجاجات السلمية” حقا للشعب، ونصح المتظاهرين بالتجنّب من تدمير الممتلكات والإهانة إلى الأفراد، كما طالب فضيلته المسؤولين بالمداراة والتسامح مع المتظاهرين.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: بصفتي كمواطن محب للشعب والبلاد، قد ذكرتُ مرارا أن البلاد بحاجة لسلسلة من التغييرات في السياسات الداخلية والخارجية، وهذه حاجة وضرورة. مع أني لست مسؤولا حكوميا، ولكنني كمواطن بإمكاني تقديم الاقتراحات والتوجيهات، لأني أعيش بين الناس وأشعر مشكلاتهم ومطالب الشعب عن كثب.
وتابع فضيلته قائلا: قبل كلّ شيء يجب تخفيف حدّة التوترات فيما يتعلق بالقضايا الخارجية، ويجب أن تكون لدينا علاقات جيدة مع العالم، وثانيا يجب أن يكون اهتمام مسؤولينا أكثر على القضايا الداخلية ومشكلات البلاد. لسوء الحظ أصبحت الحياة اليوم صعبة للغاية ومعقدة للشعب في بلد يتمتع بأكبر قدر من الإمكانات والمواهب والثروات والموارد.
وأكد خطيب أهل السنة على “تطبيق الدستور” و”ضمان الحريات الدينية والقانونية المشروعة”، قائلا: إذا كانت للناس الحرية، وسُمعت أصواتهم، فهذا لمصلحة الوحدة الوطنية وأمن البلاد، ولقد طرح في فترة الإصلاحيين والأصوليين هذا الموضوع أن الشعب لها مطالب وتوقعات، ويجب الاهتمام بهذه القضايا من أجل تحقيق مرضاة الشعب. فلو تمّ الاهتمام بكلمات هذا المواطن وغيره من الخبراء والمتعاطفين، لما كانت في البلاد مشكلات أو كانت مشكلات أقل من هذه.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: لقد جاء الشعب إلى مسرح الاحتجاجات في مناسبات مختلفة، والآن هم يحتجون أيضا. لا شك أن الاحتجاجات والتجمعات السلمية حق الشعب. طبعا هذه التجمعات والاحتجاجات يجب أن تكون سلمية حتى لا تتضرر الممتلكات العامة وبيت المال، ولا يساء إلى أحد، ويراعى الأمن، بل يطرح الناس مطالبهم وقضاياهم؛ ففي عرف العالم، ولا سيّما في البلاد ذات النظام الجمهوري، يحق لجميع الطبقات من الشعب التعبير عن رأيهم.
وتابع فضيلته قائلا: هناك أطياف وديانات وأعراق وقوميات مختلفة في المجتمع، وعلى النظام والحكومة والمسؤولين رؤية كل هذه الأطياف وإدارة مطالب الجميع والاهتمام بها، هذا هو الاهتمام بالوطن الذي يجلب معه الوحدة والأمن والتضامن الوطني، فلا تتحقق الوحدة والتضامن بالكلمات، بل من خلال رؤية الشعب وسماع كلمتهم. كلّ مطلبنا الآن أن تعتنى بمطالب الشعب.
كما نصح فضيلة الشيخ عبد الحميد المسؤولين القضائيين بالتسامح والمداراة مع الشعب وأضاف قائلا: نصيحتي للمسؤولين والسلطات القضائية ضبط النفس والتسامح في التعامل مع الشعب، ويجب أن تجتنب الشدة والقسوة، فهذا يؤدي إلى نتائج أفضل للجميع.
إن كنّا نريد أن لا نفقد الشعب، فعلينا أن ننتبه لمطالبهم
عبّر خطيب أهل السنة في زاهدان، في استكمال حديثه، عن أسفه لتزايد هجرة نخب البلاد في السنوات الأخيرة، قائلا: إنّ الأمر الذي يجب أن يؤسفنا جميعا هو هجرة العديد من النخب والمتعلمين والمتخصصين في مختلف المجالات من البلاد في السنوات الأخيرة. هؤلاء النخب لأي سبب من الأسباب هاجروا، فهم ثروة البلاد، فإن ثروات إيران ليست فقط النفط والغاز والثروات المادية، ولكن أكبر ثروة للبلاد هي العقول والأفكار والنخب، فلا بد من الدراسة لمعرفة أنه لماذا لا يستطيع هؤلاء النخب البقاء في إيران؟ هل يرجع ذلك إلى انخفاض قيمة العملة، أم لأنهم لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم وشعورهم لعدم تمتعهم بالحرية؟ ينبغي الاهتمام لهذه القضايا.
وأكد فضيلته قائلا: إذا أردنا ألا نفقد الوطن ويبقى الشعب معنا، فعلينا أن ننتبه لمطالبهم ونستمع إلى أقوالهم، كما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم كلام الناس، و كما كانت من سيرة علي رضي الله عنه حيث كان يقول: لو لم يكن أخذ حق المظلوم من الظالم مهمّا لي لما توليت الخلافة، لذلك فإنّ قيمة الحكومة هي خدمة الشعب وكسب قلوبهم، وعلى رجال الدولة والمسؤولين أن يكونوا متواضعين أمام الشعب وأن يخدموهم، ولا شك أن رضا الله تعالى ورضا الشعب في هذه الخدمة.
الحجاب من الثقافة الإيرانية والإسلامية لا بدّ من احترامها
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد في جزء آخر من خطبته: أحيانا نرى في الاحتجاجات الأخيرة، تقوم بعض الفتيات بقصّ شعرهن وإشعال النار في غطاءات الرأس، نصيحتنا للسيدات الإيرانيات وغير المسلمات، أن الحجاب هو ثقافة المشرق الإسلامي ولباسهم، وهذا الثوب محترم، وإذا كانت فتاة مّا غاضبة ولا ترتدي غطاء الرأس فهذه مسألة أخرى، ولكن يجب عدم الازدراء بالحجاب وغطاء الرأس وإلقاءهما في النار.
وشدد فضيلته قائلا: لا بد من مراعاة الحرمات، وعدم إهانة الثقافات والشعب، بالإضافة إلى ذلك فإن هذا الحجاب وغطاء الرأس ليس ثقافة إيرانية فحسب، بل ثقافة إسلامية أيضا، ويجب على الشخص غير المسلم أن يحترم الثقافة الإسلامية.
على السلطات أن يتابعوا بشكل عادل قضية تشابهار الأخيرة
أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد كذلك إلى القضية الأخيرة في تشابهار التي اتهم فيها قائد شرطة تشابهار باغتصاب فتاة، وتابع قائلا: بخصوص القضية التي حدثت في تشابهار مؤخرّا ومن الصعب علي أن أستخدم كلمة “اغتصاب”، ولكن على أي حال أثيرت هذه القضية. مطلب الجمهور من الحكومة والمسؤولين أن يهتموا اهتماما خاصا بهذه القضية ويتعاملوا معها بطريقة عاجلة.
وشدد فضيلته قائلا: على الجهاز القضائي والجهات المعنية بذل قصارى جهدها لضمان الحياد والعدالة في هذا الأمر حتى تكشف الحقيقة ضد أي شخص كان.
وتابع قائلا: ونرجو أيضا أن يحافظ الشعب والشباب على هدوئهم وإعطاء القضاء فرصة لإعلان النتيجة.
وتابع مدير دار العلوم في القسم الأخير من كلمته إلى وفاة العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رحمه الله قائلا: توفي في الأيام الأخيرة أحد أبرز العلماء والشخصيات العالمية، كانت لديه معرفة كافية بعلوم القرآن الكريم والحديث والفقه وتطورات العالم، وكانت آرائه في القضايا مطابقة لضرورات العالم الإسلامي وتطورات العالم وظروفه.