اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (22 ذوالحجة 1443)، التغيرات المناخية و ظهور جميع أنواع الآفات والكوارث على الأرض “نتيجة معاصي وأعمال البشر”، مؤكدا على ضرورة “التوبة” و”إصلاح الفرد والمجتمع” للتخلص من هذه الآفات والمشكلات.
وتابع فضيلته بعد تلاوة آية «ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ» قائلا: الذنوب والمعاصي، والمنكرات، تؤثر في الطبيعة، وتكون سببا للتغيرات في الظروف المناخية والفساد في الأرض، والمراد من الفساد الذي ذكر في هذه الآية (الآية 41 من سورة الروم) هو نفس هذه التغييرات التي تحدث في العالم وتضرّ بالبشر.
وأضاف فضيلته قائلا: إنّ واجب البشر جميعا هو طاعة الله، وطالما أطاع البشر أوامر الله تعالى، فإن العالم والأرض والسماوات أيضا لمصلحته وخدمته، ولكن عندما يرتكب الإنسان الخطيئة، والظلم والعصيان، والجحود في أداء واجبه، يتغير وينحرف عن مساره الأصلي، وتتغير الطبيعة أيضا، ويتغير العالم نحو الإضرار به.
وقال خطيب أهل السنة في زاهدان: إن الإنسان المعاصر عصى ربه، ولم يعد هو ذلك الإنسان الذي يستمع لأوامر الله تعالى. فكم من الجرائم التي يرتكبها البشر! وكم من دماء تراق على وجه الأرض! لقد انحرفت البشرية عن طريق الفطرة والعقلانية، وإنها تسفك بالأسلحة المدمرة والحروب المدمرة دماء الأطفال، والضعفاء الذين لا يملكون القوة للهروب والدفاع عن أنفسهم. إنّ السلوك البشري اليوم مثير للاشمئزاز ومصدر للخزي والعار لمن عنده ذرّة من العقل.
وأضاف قائلا: إن أزمة الاحتباس الحراري والتغيرات الجوية أصبحت مروعة، فالغابات تشتعل، والقرى تهلك، والناس يموتون من الحر في المناطق ذات الطقس الجيد. لقد جلب الله هذه الحرارة والتغييرات والجفاف والغبار والمجاعة والزلزال. هذه الأوبئة التي تتدفق في العالم هي من عذاب الله تعالى، والتغيرات المناخية التي تسبب الغبار والحرارة هو بحد ذاته عذاب، وهذا التغير في المناخ هو نتيجة أعمال الإنسان.
وأردف: لماذا يتجاهل البشر ربهم؟! لماذا لا يذكر العلماء البشر بأن الذي يدير العالم كله هو الذي يجلب المجاعة، وهو الذي يجلب الرحمة، وهو الذي يمرض ويشفي. لماذا لا يفهم الناس لغة الأنبياء والوحي؟!
وقال مدير دار العلوم زاهدان: كل شيء بإذن الله ومشيئة. عندما لا يريد الله وقوع زلزال أو حادث، فإنه يزيل الأسباب، وإذا أراد، فهو يوفر الأسباب. لماذا لا يرجع الناس إلى القرآن، ولا يعملون في حياتهم بالقرآن وتعاليم خاتم النبيين الطاهرة؟! لماذا يفسد البشر أرض الله الطيبة والنافعة بالخطيئة والعصيان؟!
وأضاف قائلا: لا شيء يمكن أن تفعله أيدي البشر ضد إرادة الله تعالى. هل يمكن للبشر وقف تغير المناخ؟ هل تستطيع الحكومات وقف العواصف الغبارية؟ لقد جاءت أمراض مثل كورونا وأوبئة أخرى ليعقل البشر أن إدارة العالم بيد الله تعالى، لذلك يجب علينا جميعا أن نخضع رؤوسنا ونفكر في أفعالنا، وعلى المسلمين أمة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعيدوا النظر في حياتهم ويصلحوا أعمالهم ومجتمعهم.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى أن الطريق الوحيد للهروب من الكوارث والمصائب هو “العودة إلى الله تعالى” و”التوبة” و”إصلاح النفس والمجتمع”، وتابع قائلا: يجب القضاء على السرقة والربا والكحول والقتل والفساد الذي انتشر في المجتمع. يجب منع التعدي على حقوق الأيتام والضعفاء والنساء. مع الأسف يدعم في بعض البلدان القانون المثلية الجنسية؛ يجب وقف هذا الفساد. تتفق كلمة عقلاء العالم كلهم أن الحرية ليست مطلقة، وأن حرية الإنسان واحترامه محفوظان، ولكن لا يعني ذلك أن يسلك البشر طريق حياته رأسا على عقب، ويمشي ضد العقل والفطرة، فعندما يتحرك البشر ضد العقل والفطرة، تفتح له أبواب الوباء والفساد ويسلب منه الأمن في البر والبحر.
وقال خطيب أهل السنة: على العلماء والمثقفين رجالاً ونساءً أن ينهضوا ويمنعوا الناس من أنواع الفساد وجميع أنواع الذنوب والرذائل والمنكرات، وأن يوجهوا المجتمع إلى اتباع أوامر الله تعالى، وهدي النبي الكريم الذي هديه هدي العقل والطريقة الصحيحة.