وصف فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة بمدينة زاهدان، في خطبة عيد الأضحى، الظروف الراهنة بأنها أفضل فرصة للاتفاق النووي، معتبرا تحقق هذا الاتفاق لمصلحة الجميع.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: اليوم فرضت القوى الأجنبية على الشعب الإيراني شروطا صعبة للغاية من خلال العقوبات، وما لدى الحكومة والنظام كلها ملك الشعب، واليوم هناك الكثير من الضغوط على هذا الشعب.
وتابع: لقد تراجعت قيمة العملة الإيرانية على المستوى الدولي، واقتصاد البلاد حاليا يتجه نحو أزمة، وعلى السلطات أن تفكر في التخطيط للاقتصاد ومعيشة الشعب وإزالة العقوبات.
وأضاف فضيلته قائلا: اليوم هو أفضل ظروف للجمهورية الإسلامية للتوصل إلى اتفاق في المفاوضات النووية، وهذا الاتفاق في مصلحة الشعب الإيراني، فالشعب الإيراني لا يريد أسلحة نووية، ولقد أفتت القيادة بتحريم إنتاج السلاح النووي، لذلك الآن أفضل فرصة للتوصل إلى الاتفاق النووي.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى السيرة النبوية قائلا: يجب أن نتخلى عن بعض المطالب ونتبع نهج نبي الإسلام صلى الله عليه وسلم الذي رضى بشروط العدو في الحديبية وعقد اتفاقية السلام، وهذا السلام كان لمصلحة الاسلام والمسلمين. اليوم هذه الاتفاقية في مصلحتنا، وستزول العقوبات وستستعيد عملتنا قيمتها، وسيتم تحرير مليارات الدولارات من أموالنا ويمكننا بيع النفط بالسعر الحقيقي، وهو أيضا سعر مرتفع.
التوتر في المنطقة لصالح أعداء الشعب
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد الاتفاق النووي لمصلحة الشعب الإيراني وخلافا لمصالح إسرائيل وأعداء الشعب الإيراني، قائلا: من المهم جدا إزالة التوترات من المنطقة. ولسوء الحظ فإن هذه التوترات لصالح إسرائيل والعديد من الأعداء. لقد جلب هؤلاء الأعداء العديد من جيراننا إليهم وجعلوهم قريبين منهم.
وأضاف قائلا: من المناسب تفعيل الدبلوماسية والمفاوضات في الوضع الراهن، ولا يزال من مصلحتنا الاستماع إلى صوت الشعب. النظام والحكومة يكتسبان شرعيتهما من الشعب. الشعب الإيراني هو الذي ثار، وتشكل هذا النظام بثورة الشعب، فعلينا أن نصغي إلى كلام الشعب في كل الأحوال، ونجلس مع المعارضين والمتظاهرين.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: الوضع الحالي فرصة ذهبية للاتفاق وحل المشكلات. وحذر فضيلته من أنه “إذا لم نتوصل إلى اتفاق، فقد يصنع العدو أعذارا للمزيد من العقوبات، وإذا لم نفوت عليه فرصة صنع هذه الأعذار ، فمن المحتمل أن لا تتاح مثل هذه الفرصة في المستقبل القريب”.
على القوات المسلحة الاجتناب من الاستيلاء على أراضي الشعب
وتطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى أزمة السكن وارتفاع أسعار العقارات في زاهدان قائلا: لقد زاد السكن في هوامش مدن المحافظة ، لا سيما في مدينتي زاهدان وتشابهار، وزادت قيمة إيجارات الأراضي والعقارات.
في مثل هذه الحالة، لا يستطيع الناس دفع إيجار مرتفع. فيجب تسليم الأراضي الواقعة على أطراف المدينة للناس حتى يتم إنقاذ الناس من البؤس والفقر. هذه الأراضي ملك للشعب وما تملكه الحكومة للشعب. لم تُمنح عقارات للبناء للشعب منذ فترة طويلة. أين سيذهب الفائض السكاني في زاهدان؟ أين يذهب من لا يستطيع دفع الإيجار؟ متى نقرر منح الأرض للناس؟
وتابع فضيلته قائلا: أنصح القوات المسلحة بعدم الاستيلاء على أراضي أهل زاهدان، وهي أراضي أجدادهم وأراضيهم التاريخية، والقوات المسلحة لها مكانة في قلوب الناس، والشعب يحترمونها، ولا ينبغي لها أن تتنافس مع الشعب على الأرض. مثل هذه القضايا تسبب استياء الشعب ويجب تسليم هذه الأراضي للشعب لبناءها وخفض أسعار الأراضي.
وأضاف: هذا حق الشعب، ونتمنّى أن يفكر المحافظ المؤقر ومؤسسة الإسكان وسائر المؤسسات في مصلحة المدينة وأهلها. وأضاف: الشعب غير راضين عن بيع أراضي زاهدان وإيداع ما يحصل منها من أموال في خزينة الحكومة. يجب إنفاق هذه الأموال في المدينة نفسها. وعلى السلطات، وخاصة مؤسسة الإسكان، التخطيط بحيث يتم إنفاق هذه الأموال على تطوير زاهدان.
يجب مراعاة حرية الشعب
وطالب فضيلة الشيخ عبد الحميد جميع القوميات والمذاهب في البلاد إلى مراعاة الأخوّة، وطالبهم بنبذ التعصبات، كما نصح السلطات بعدم التفريق بين العرقيات المختلفة وأضاف قائلا: كلنا إيرانيون وإذا طرحنا قضايا فإننا نعتبرها حقنا كمواطنين إيرانيين. يجب احترام حرية الناس، بما في ذلك الحرية الدينية وحرية الكتابة والتعبير والحريات الأخرى.