header

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (12 شوال 1443)، إلى تحذير القرآن الكريم من “المحبة المفرطة للأموال والأولاد “، واصفا إياها بأقوى عوامل الغفلة والخسارة، مؤكدا على ضرورة “الإنفاق في سبيل الله” للتخلّص من هذه المحبة.
وقال فضيلته بعد تلاوة آية «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ»: المحبة القوية للأولاد والأموال، سبب مهم للبؤس والنفاق، وهذا الحب عندما يطغى على القلب ويتغلب على محبة الله، يسبب الدمار ويفقد الإنسان المنافع العظيمة التي هي ذكر الله والفلاح في الآخرة. من أجل هذا حذّر الله تعالى من أن نقع في محبة الثروة والأولاد، و نخسر منافع الآخرة الدائمة من أجل الفوائد العابرة في هذه الدنيا، وأن نسخط الله تعالى ونغفل عن ذكره وطاعته.
وأضاف فضيلته مشيرا إلى بعض مصاديق ذكر الله تعالى: الصلاة، والصدقة، وإخراج الزكاة، ومراعاة المحتاجين، وتربية الخيول للجهاد، وكل ما يتماشى مع طاعة الله تعالى ويكون بنية استجلاب مرضاته وفي سبيل الله تعالى، هو من قبيل ذكر الله تعالى.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: من جمع مالاً ولم يخرج زكاته، ولم يدفع حق الناس، ولم يدفع نفقة العائلة التي تجب عليه، فإن هذا المال سيكون سببا لهلاكه، وأيضاً إذا اكتسب المال بالرشوة والباطل، واليمين الكاذبة، والغدر، ونهب أملاك الناس، فهذه الأموال أيضا تسبب الخسارة والدمار.
وتابع قائلا: إن الله تعالى يحذر من الوقوع في محبة المال والأولاد، بل لا بد من مراعاة حقوق الناس بإخلاص وأمانة وعدالة والأخلاق الحميدة. كانت خُلُق الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعدالة الصحابة أثرتا في العالم، وكانتا سبباً في أن يعتنق غير المسلمين الإسلام.
وأشار مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقترض أحيانا من أثرياء اليهود حتى لا ينتبه المسلمون لحاجاته. في يوم من الأيام طالب أحد اليهود الذي كان له دين على رسول الله، دينه بشدة، فأراد الصحابة تأديبه، لكن الرسول الكريم منعهم من ذلك وقال: إن لصاحب الحق مقالا، ثم أمرهم بأن يقضوا دينه بأحسن مما كان.
وأضاف قائلا: اليوم كثر ادعاء الإسلام، لكن أحكام الإسلام وأوامره لا تُراعى، وأفعالنا لا تتفق مع الإسلام والقرآن؛ لقد قلّ الصدق والأمانة والعدل وطاعة الله، وإنّ محبة المال والأولاد أغفلتنا عن ذكر الله تعالى.
واستطرد فضيلته قائلا: إنّ علاج محبة المال هو إنفاقه في سبيل الله تعالى، والتصدّق منه، وإعانة الجياع والفقراء منه. إن الإنفاق في سبيل الله يزيل الجشع والمحبة المفرطة للمال من القلب، وتجلب محبة الله في القلب، وينال المنفق أجور الصدقات والإنفاق يوم القيامة، فادخروا ثروتكم للآخرة، وينبغي أن نبكي على من ترك ثروته في الدنيا وذهب إلى الآخرة. يجب الاهتمام بالناس في هذه الحالة التي يكثر فيها الفقر والمشكلات.


يجب احترام ثقافة كافّة القوميات ولغتهم وزيّهم
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته إلى تعرّض زيّ النساء البلوشيات للإهانة في مسلسل تلفزيوني، وتابع قائلا: لقد أضرت الإساءة إلى زي النساء البلوشيات في مسلسل تلفزيوني بمشاعر كثير من الناس، وحتى أعضاء البرلمان احتجوا عليها.
وقال فضيلته: لا ينبغي لصانعي الأفلام والمخرجين أن يتهاونوا في هذه القضية، وعلى المؤسسات المعنية أن لا تسمح بعرض أي فيلم يهين ثقافة القوميات أو لغتهم أو لباسهم، والعرقيات الإيرانية كلها أمة واحدة ولديها أخوة بعضها البعض، يجب احترام الثقافة واللّغة واللباس لجميع القوميات والشعوب.


خلال اللقاء مع رئيس الجمهورية طرحت المشكلات المعيشية للشعب وقلق أهل السنة
أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من الخطبة، إلى اجتماع عدد من علماء أهل السنة أخيرا مع رئيس الجمهورية، وأضاف قائلا: كان لنا لقاء مع الرئيس خلال الأسبوع المنصرم، طرحت فيه المشكلات الاقتصادية والمعيشية، وتمّ التأكيد على أنها مشكلات وطنية.
وأضاف قائلا: في هذا الاجتماع، طرحت أيضًا قضايا أخرى، بما في ذلك قضية توظيف أشخاص مؤهلين من مختلف العرقيات، وطرحت مطالب دينية، كما تحدث السيد الرئيسي وقال إنه يريد حل مشكلات الناس وهمومهم في برامج حكومته. في المجموع كان اجتماعا جيدا، وكانت هناك ملاحظات تم نشرها في وسائل الإعلام، ونكتفي ببيان هذا المقدار.
وتابع فضيلته قائلا: المهم أن تُعرض قضايا ومشكلات الناس على كبار المسؤولين بلغات مختلفة وعبر قنوات مختلفة، ويجب على السلطات أيضا اتخاذ تدابير لحل هذه المشكلات.


على الشعب الاجتناب من الإسراف في استهلاك الماء والخبز
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى المشكلات المعيشية للشعب، لا سيما في ضروريات الحياة الأساسية في البلاد، ونصح الناس بـالاجتناب من الإسراف قائلا: رغم أن الحكومة يجب أن تفعل كل شيء لحل مشكلات الشعب المعيشية، لكن أفضل طريقة للتعامل مع المشكلات الحالية هي تجنب الإسراف بشكل صارم. نحتاج جميعا إلى الاقتصاد في المعيشة، والتجنب من الإسراف في الماء والخبز.
وحذر فضيلته من نقص مياه الشرب في زاهدان في المستقبل وقال: مياه آبار سيستان آخذة في النفاد، وإذا جفت مياه هذه الآبار، فلن يعود بإمكان الناس العيش في سيستان أو زاهدان. بالرغم من أن مياه بحر عمان يفترض تحليتها بالأجهزة واستخدامها للشرب، إلا أن الله يعلم ماذا سيحدث للناس إلى أن تصير تلك المياه حلوة.
وقدم فضيلته بعض النصائح للمزارعين ومربي الماشية وقال: نصيحتنا للمزارعين ومربّي الماشية هي إنتاج السلع التي ارتفعت أسعارها، فبدلاً من استيراد الدجاج والبيض من المحافظات الأخرى، يجب إنتاجها في المحافظة نفسها. يجب أن نفكر في إنتاج الزيت في المحافظة، يجب علينا أن نلبي احتياجات مجتمعنا وخلق فرص عمل للناس بهذه الطريقة.
وقال مدير دار العلوم زاهدان: للأسف تواجه البلاد عقوبات من الأرض ومن السماء، والجزاء السماوي أنها لا تمطر، وربما كانت هذه العقوبات بسبب أن أفعالنا كانت بطريقة أغضبت الله، فكلّ من يعصى التعاليم الإلهية لن يكرّم بل سيبتلى. لذلك، بالإضافة إلى أخذ التدابير والحلول، يجب علينا أيضا أن نتوب ونستغفر الله تعالى.

633 مشاهدات

تم النشر في: 15 مايو, 2022


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©