header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة عيد الفطر في زاهدان:

القرارات الدينية لأهل السنة يجب أن تكون بأيديهم

وصف فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في زاهدان، في خطبة عيد الفطر يوم الاثنين، “توظيف نخب أهل السنة”، و”توفير الحريات الدينية”، كأبرز مطالب أهل السنة في إيران، مشددا على لزوم تحقيقها من جانب الحكومة.
وأكد فضيلته على لزوم الاستقلال المذهبي قائلا: أهل السنة في إيران في كثير من المناطق تحت ضغط، ويوجد تدخّل في قضايا السنّة، فكما في العراق يتم الفصل بين الأوقاف والشؤون الدينية السنية والشيعية، يريد السنة الإيرانيون فصل أوقافهم وأن يكون مصيرهم الديني بأيديهم.
وصرح قائلا: نحن مستعدون للاستفادة من توصيات المرشد الأعلى ومراجعة نصائح المسؤولين والعلماء الشيعة، وقبول تلك الحالات التي لا تضر بنا. نحن نتفاعل معها ونريد التسامح، ونسعى لوطن موحد، ونأمل أن تحل مشكلة التمييز وممارسة فرض الآراء الشخصية التي استمرت بعد 43 عاما من الثورة.
وشدد فضيلته على أن قضية الحرية الدينية والمساواة قد تمّ حلها في جميع أنحاء العالم وأن حقوق الأقليات العرقية والدينية محترمة في العالم، قائلا: نتوقع أن يحدث هذا في إيران أيضًا، وأن يتم حل مشكلات السنّة، وأن يقرروا شؤونهم الدينية بأيديهم، ولا بأس أن تشرف الحكومة، لكن يجب أن تترك الأمور لأهل السنّة أنفسهم.


“توظيف نخب أهل السنة” و”الحرية الدينية”؛ مطلبان رئيسيان لأهل السنة
وتابع خطيب أهل السنة حديثه بالإشارة إلى دور السنّة في فوز آية الله الرئيسي في الانتخابات الرئاسية، قائلا: صوت السنّة بالإتفاق في انتخاب الحكومة الثالثة عشرة، ولعبوا دورا مهما في فوزها، رجاء أن يتمكنوا من نقل مطالبهم إلى مسؤولي الحكومة.
وأردف فضيلته قائلا: لم تكن لأهل السنة مطالب كثيرة. مطالبة السنة منذ بداية الثورة حتى الآن أن يحترم حق المواطنة. نحن مواطنون من أصل إيراني. لقد حارب آباء أهل السنة وقتلوا من أجل الحدود الإيرانية، لذلك يجب استخدام أهل السنة المؤهلين في كل المجالات، وينبغي توفير الحرية الدينية لهم بشكل صحيح وسليم؛ هذان مطلبان رئيسيان للسنّة.
وعبر فضيلة الشيخ عبد الحميد عن قلقه من عدم اهتمام الحكومة الثالثة عشرة بهذا الشأن، مؤكدا: لم نشعر بخيبة أمل بعد. جميع القوى متحالفة ويجب حل مشكلة عدم توظيف السنّة في المناصب الرئيسية في البلاد ، بما في ذلك الدولة. مطلب السنّة هو أن يكون هناك نوع من الاعتدال في إدارة مراكز المقاطعات وتوظيف من يستحقها. هذا مطلب لم يتم تلبيته بعد. يجب استخدام أهل السنة في القضاء والقوات المسلحة والمناصب الرئيسية في البلاد وفي جميع مراكز المحافظات أو على الأقل مراكز المحافظات السنية.
وتابع قائلا: أهل السنّة إيرانيون وينتمون إلى إيران. لا يوجد مكان في العالم يتم حرمان طبقة أتباع مذهب على الأساس العرقي أو المذهبي. لا شك أنه جرى استخدام أهل السنّة في بعض المدن، ولا يوجد فرق في تقديم الخدمات، لكننا نتوقع تحقيق المطلبين الرئيسيين لأهل السنة. يجب تحقيق الحرية الدينية وتوظيف النخب السنية في مختلف القطاعات والمجالات. هذا هو مطلب كل أهل السنة في البلاد. لقد رافقوا البلاد في كل الظروف الصعبة، وكانوا حاضرين في جميع المشاهد، وكانوا مؤثرين في الأمن والوحدة الوطنية.


القتل أعظم خطيئة بعد الشرك
واستنكر إمام وخطيب أهل السنة زاهدان في جزء آخر من خطبته في صلاة عيد الفطر، انتشار القتل في المجتمع، وتابع قائلا: كما ذكر الله تعالى في قصة بني إسرائيل، ينشأ القتل من المعصية والذنوب.
عندما تعاني أمة من خطايا وذنوب، فإن القتل وهو أعظم خطيئة بعد الشرك بالله، يزداد في ذلك المجتمع أيضا. كثير من الناس يحملون السلاح ويهاجمون الناس لأدنى شيء، وهذا قبيح جدا.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم: “من حمل علينا السلاح فليس منا”، ولا ينبغي الإذن للأطفال بحمل السلاح، فإن مرتكب القتل يجعل نفسه وأهله في مشكلة وبؤس، ويدمر دنياه وآخرته.
وشدد فضيلته على عظمة إثم القتل وعقابه الدائم، وتابع قائلا: إن لعنة الله وسخطه تنزل على القاتل. مثل هذا الشخص سيذهب إلى الجحيم إلى الأبد، وسيعاني من عذاب عظيم. لقد استخدم الله تعالى أقوالا قاسية في القتل. لا ينبغي حمل السلاح حتى لمحاربة اللصوص وقطاع الطرق. سيقتل بهذا السلاح شخص بريء غدا. اجتنبوا النزاع مع أي شخص، وإذا أراد شخص ما أن يورطكم في نزاع، اجتنبوا ذلك ولا تتدخلوا.


على الشرطة الامتناع من إطلاق النار على المواطنين
ونصح فضيلة الشيخ عبد الحميد الشرطة بمزيد من الحذر في إطلاق النار، وأضاف قائلا: إن الشرطة تعمل بجد للحفاظ على النظم والأمن، وعندما يكونون من بين الناس، يكون الناس سعداء للغاية، لكن عليهم الحذر الشديد.
وتابع: نرجو من القيادة المحترمة لقوة الشرطة الحرص الشديد على عدم إطلاق النار على المشتبه بهم الذين لم تثبت جريمتهم أو ليس لديهم أسلحة. الشرطة أحباؤنا، وندعو من أجلهم أن يعملوا بجد، لكن نصيحتنا هي الامتناع بشدة عن إطلاق النار على المواطنين.
كما نصح فضيلته الشرطة بالاجتناب من إطلاق النار على بائعي المحروقات، و تابع قائلا: لا ينبغي إطلاق النار على حاملي المحروقات. الكثير منهم المحروقات في عذاب. يطلب الكثير منهم أن ندعو لهم بأن يعثروا على وظيفة توفر لهم معيشتهم فيتركوا تجارة المحروقات، لكن الكثير يضطرون إلى القيام بذلك لإعالة أنفسهم وأطفالهم.
كما نصح فضيلته حاملي الوقود بتجنب السرعة في قيادة السيارات؛ لأن غيرهم أيضا يسافرون على هذه الطرقات ومن يحمل المحروقات يجب أن يسوق بطريقة لا تشكل خطرا على الناس، هذه قضية حيوية يجب على الإخوة الأعزاء مراعاتها.


الإعدامات الكثيرة لم تكن رادعة لبيع المخدرات
وأوصى فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى التجنب من توزيع المخدرات وتعاطيها، وتابع فضيلته قائلا: تعاطي المخدرات خطر كبير لمجتمعنا، وإن أسوء الحالات أن تعاطي النساء المخدرات أيضا.
وتابع: من الضروري أن يكون الآباء حذرين بالنسبة للأطفال من عدم وقوع أطفالهم في أيدي الأشرار.
وأضاف: من المؤسف أن يتم إعدام كثير من الناس في السجون لغرض محاربة المخدرات، بينما تجارتها مستمرة لم تنقطع. إن الله تعالى تكفل بالأرزاق، فلا داعي لأي شخص أن يكون له عمل مرتبط بالمخدرات. نرجو أن يتم تعطيل هذا العمل في مركز إنتاجه، لكن يجب تركه قبل ذلك. الكثير من مشكلات مجتمعنا ناشئ من هذه المخدرات.


ضميرنا مرتاح بإعلان العيد اليوم
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى رؤية الهلال مساء الأحد، قائلا: حاولنا دائما أن يكون صومنا وفطرنا في موعد واحد، نحن نحب الوحدة والانسجام، لأن هذا لصالح مجتمعنا وأمتنا. كان عيدنا وصومنا معا منذ سنوات.
وتابع فضيلته قائلا: هذا العام، بسبب غيوم السماء، لم يمكن رؤية الهلال في كل مكان، لكن في محافظتنا حاول الناس حسب تقليد قديم رؤية الهلال، وتمت الرؤية.
وأضاف: تأكدنا الخبر من حوالي 30 شخصًا في أماكن مختلفة، وقد شهد الجميع بذلك، وطلبنا من بعضهم الشهادة ولم نكتف بالخبر. في حالة تكون السماء مغيمة إذا شهد شخصان بأننا قد رأينا الهلال، تكفي شهادتهما من وجهة نظرنا الفقهي. من بين هؤلاء الثلاثين، سجلت شهادة 10 شخصا، لذلك لم يمكن لنا من الناحية الفقهية إعلان يوم الاثنين من شهر رمضان.
وذكر فضيلة الشيخ عبد الحميد أن هذه القضية قد تم رفعها إلى مقر تحري الاستهلال المكون من أعضاء شيعة وسنة، وتابع مؤكدا: هناك دائما وحدة وأخوة، ولكن هناك أعذار في المسائل الفقهية لا بد من مراعاتها، وهذا من واجباتنا. توجد في الجمهورية الإسلامية حرية ليعمل كل شخص بفقهه، ويراعي الجميع الأخوة.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: على كلٍ، ضمائرنا مرتاحة اليوم، ولو أننا صُمنا هذا اليوم وأمرنا الناس بالصوم لما كانت ضمائرنا مرتاحة، وكنا نشعر باللوم أمام الله تعالى. نحن عملنا بالفقه، وحينما يجري العمل بالفقه وقوانينه، يكون الضمير مرتاحا. لكن الأخوّة على أي حال موجودة في مكانها، ونحن إخوة.

652 مشاهدات

تم النشر في: 5 مايو, 2022


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©