header

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب الجمعة لأهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (6 رمضان 1443)، إلى تأثير كل من قواعد الإسلام وواجباته في إصلاح الإنسان وتنشئته، معتبرا تطبيق هذه التعاليم ضروريا للتزكية واكتساب مرضاة الله تعالى.
وأضاف فضيلته بعد تلاوة آيتي 184- 185 من سورة البقرة، قائلا: إن الله تعالى يريد أن يكوّن الإنسان، ويدخله الجنة، وإن خطة الله لتربية الإنسان، كاملة وشاملة للأبعاد المختلفة من الحياة البشرية.
وتابع قائلا: تكون الأبعاد المختلفة من حياة الإنسان بمجموع الصلاة والصيام والحج والزكاة وأداء الواجبات ومراعاة حقوق الناس وترك المحظورات. جميع الواجبات وتعاليم الشريعة، في اتجاه صنع الإنسان، فكل حكم وفريضة لبناء بُعد من أبعاد الحياة في الإنسان، ولأجل أن يتزكى الإنسان يجب عليه مراعاة جميع الواجبات والتعاليم، والاجتناب من كل المحظورات والنواهي. إذا صام الإنسان وفعل الحسنات ولكن لم يمتنع عن المنهيات كالغيبة والتهمة والشتيمة، واللغو، ونحو ذلك، فلا تحصل له التزكية. إن المحرمات تحبط أثر الصوم، ولقد جاء رمضان من أجل أن يزكينا ويصلحنا.
وقال خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: العبادات مؤثرة؛ بالصيام تنخفض أمراض الدم مثل السكري، ويزول الكثير من أمراض الكبد والمعدة بالمشي ونشاط الجسم أثناء الحج، والزكاة تطهركم من ذنوبكم، فلا يمكن التزكية بغير الزكاة. الزكاة واجبة، ولا تحصل تزكية إلا بالفرائض، ولا مفر من العقاب الإلهي بغير أداء الفرائض والابتعاد عن المحرمات والمنهيات.
واعتبر فضيلته “أداء الصلاة بالجماعة في المساجد” تعليما بنّاءً آخر من برامج الشريعة، و أضاف قائلا: صلوا الفريضة في صفوف المسلمين وفي المسجد. صلاتك في البيت ليس لها أثر الصلاة في المسجد ولا أجرها. يأتي النور إلى منازلكم من طريق المسجد، كونوا مرتبطين بالمساجد طيلة حياتكم. المساجد بيوت الله، ودور النور والهدى والعبادة، فعند دخولك المسجد تكون ضيفا لله، والله يرحب بك بنزول الرحمة، وتسلم عليكم الملائكة. جاء رمضان لإصلاح علاقتنا بالله والمساجد والقرآن والفقراء.
ووصف مدير دار العلوم زاهدان رمضان بأنه “شهر المواساة”، وتابع قائلا: رمضان شهر الصلاة والتضرع، وإصلاح النفس، وشهر التعاطف مع الفقراء، فلا يمكن للمؤمن أن يتجاهل الفقر والجوع ومشكلات المجتمع. هل يمكن للمؤمن ألا يقلق بسبب مشكلات المعاقين والمرضى وعوائل الأسرى والظلم وغيرها من المشكلات الموجودة في المجتمع؟! هذا مغاير لسيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان رحيما بالناس كافة، ويفكر في خلاص الجميع وتوفيقهم، عندما تزداد سعة الأفق يفكر الإنسان في نجاح جميع البشر بطريقة تزعجه حتى القسوة على الحيوانات. من وجهة الإسلام هناك حقوق للحيوانات أيضا؛ فعندما لا يكون الحيوان ضارا مؤذيا، فلا ينبغي مضايقته ولا التعرض له.
وشدد فضيلته على ضرورة “الإصلاح والتزكية” قائلا: الإنسان بغير التزكية وإصلاح الباطن يحرم من دخول الجنة ومن الرذائل، ولكي نستحق الجنة وننال رضا الله، يجب أن نسلم أنفسنا للقرآن وتعاليم الدين.
وأردف فضيلته: حاولوا إصلاح أنفسكم في هذا الشهر، وطهروا أنفسكم من الأنانية، حتى يدخل نور الإيمان والهدى في قلوبكم، وقللوا من أعمالكم الفردية، وزيدوا من العبادة والتضرع، وعليكم بإدارك الفوائت في هذا الشهر.


البشرية واجهت الفشل بالابتعاد عن الشريعة
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد “البعد عن الفطرة” من مشكلات البشر المعاصر، وتابع قائلا: إذا نظرنا إلى العالم والمجتمع البشري، نرى أن البشر يواجهون تحديات في العالم، وأصبحت الحياة ضيقة ومرة لهم، ويرون أنفسهم فاشلين، وبالانتحار والحرب والصراع وقتل الآخرين يريدون حل المشكلات أو الترويح عن أنفسهم.
وتابع فضيلته قائلا: مشكلات الإنسان تنطلق عندما يتخلى الإنسان عن طريق الفطرة التي وضعها الله تعالى في وجوده، ويسير في الطريق الخطأ؛ طريق الفطرة هو “الدين”. إذا كان الإنسان يسير في هذا الطريق وينظم حياته على أساسها، يكون مرتاحا في عيشه، وتكون الحياة طيبة له، ويحصل له شرح الصدر.
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان: في عصر الصحابة، عندما كان الناس يسيرون على الفطرة، كانوا يستمتعون بالحياة، ويشعرون بالهدوء والسعادة، إذا فقد الإنسان الغاية من الحياة وطريق الفطرة التي هي طريق الشريعة، ونظر إلى الحياة بعقله فحسب، فإنّ الحياة تكون مريرة عليه، ويعتبر نفسه فاشلاً.


ندين حوادث مدينتي “كنبد كاووس” و”مشهد”
وفي القسم الأخير من خطبته، أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى الحوادث الأخيرة في مدينتي “كنبد كاووس” و”مشهد”، حيث قتل في الأولى عالمان من علماء السنة، وفي الثانية عالما من الشيعة، وأضاف قائلا: ندين ونرفض ما حدث في مشهد وكنبد كاووس حيث قتل وجرح عدد من رجال الدين الشيعة والسنة، إنه لأمر قبيح للغاية أن يتعامل الشخص مع الآخرين بشكل تعسفي ويقضي عليهم.
وتابع قائلا: الأمن أعظم نعمة، الشعب الإيراني بمنزله عائلة واحدة، ونشعر بالقرابة مع البلاد الأخرى في العالم. إذا ارتكب شخص مجنون أو منحرف عملاً غير مناسب، فلا ينبغي أن يحسب ذلك في حساب الجميع. على المسؤولين أن يكونوا يقظين في معالجة هذه القضايا.

622 مشاهدات

تم النشر في: 9 أبريل, 2022


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©