أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (29 شعبان 1443)، إلى اقتراب شهر رمضان المبارك، واصفا هذا الشهر بـ “موسم العبادة” و”الاحتفال بنزول القرآن الكريم”، مؤكدا على ضرورة استغلال هذه الفرصة الذهبية.
وقال فضيلته بعد تلاوة آية “يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”: نحن أمام شهر رمضان المبارك؛ رمضان هو موسم العبادة، وموسم الصوم والاحتفال بنزول القرآن الكريم. هذا من كرم الله تعالى وفضله حيث يأتي بهذا الشهر المبارك كل عام لنفع البشر، فيجب أن نهتم به ونعد أنفسنا لهذا الشهر، ونجتنب السفر من غير ضرورة، ولنشارك في البرامج الخيرية ودروس القرآن وتلاوات القرآن في صلاة التراويح. يجب أن نسعى لنقضي وقتنا في تلاوة القرآن الكريم والتعلق معه، ونخطط لتحقيق أفضل استفادة من رمضان.
وأضاف فضيلته قائلا: لنتدرب في رمضان على التقليل من الحديث، والتقليل من الأكل والنوم؛ فلنترك في هذا الشهر الذنوب والاشتغال بالأمور التي ليس فيها خير الدنيا ولا الآخرة. بدلاً من الإكثار من الكلام، يجب أن نشتغل بالذكر والصلاة والاستغفار، ونتدرب على الصمت وذكر الله في هذا الشهر.
وتابع مدير دار العلوم زاهدان قائلا: لنقضي رمضان مع العبادة، ولنشارك صلاة التراويح ونؤدي صلاة التهجد، ولا نضيع أيام شهر رمضان المبارك بالنوم، بل يجب أن تكون الاستراحة بقدر الحاجة، ونقوم بالتلاوة وفعل الخيرات، وانطلقوا إلى تجارتكم، ولا تهملوا ذكر الله أينما كنتم.
واستطرد فضيلته قائلا: احرصوا على أن لا يتضرر صومكم، واحفظوا أعينكم وآذانكم وألسنتكم من الذنوب والمعاصي. من لم يترك المعصية ضاع أجر صومه، والصوم إذا تم بشكل صحيح، من شأنه أن يكون مؤثرا، ويحدث تطورا فينا.
واستطرد فضيلته قائلا: حاولوا في رمضان إخراج زكاة أموالكم، لأن أجر كل فريضة في هذا الشهر يزيد سبعين ضعفاً، والصدقات والنوافل لها أجر الفريضة، فرمضان شهر الخير والبركات، ويضاف إلى خير أموالكم وأعمالكم وبركاتها. رمضان شهر تُغلق فيه أبواب النار، وتفتح فيه أبواب الجنة للصائمين والصالحين. يجب أن نوصل أنفسنا إلى الجنة في هذا الشهر بأعمال الخير والصلاة والتلاوة والتوبة والاستغفار والأعمال.
وأكد فضيلته على التبرع على المحتاجين في شهر رمضان قائلا: ابسطوا موائد الإفطار في شهر رمضان الكريم؛ ورد في الأحاديث: “من فطر صائما كان له مثل أجره، غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا”.
وأضاف فضيلته قائلا: اعتنوا بالمدارس الدينية التي تدار بمساعدة الناس، يجب أن تراجعوا بأنفسكم إلى المدارس. كونوا أكثر كرما وسخاء في شهر رمضان المبارك، وقد ورد أن جود الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتضاعف أضعافا في شهر رمضان الكريم، وكان يتصدق كالريح المرسلة.
كما قدم مدير دار العلوم زاهدان في خطبته بعض التوجيهات إلى حفظة القرآن، فقال: أيها الحفاظ! اقرأوا القرآن الكريم في صلاة التراويح بطريقة يفهمها الناس، وعليكم بمراقبة تعديل الأركان، ولا بد من الوقفة بين السجدتين وبعد الركوع، وفي الركوع والسجود، ليمكن للمصلين قراءة الأذكار، و يمكن للشيوخ والضعفاء المرافقة.
وأكد فضيلته قائلا: نصيحتنا لأهلنا الكرام أن يعتنوا بأئمة المساجد، فالكثير منهم لا يحصلون على رواتب، ولا يصل إليهم ما عيّن لهم.
لا بد من مراعاة “رضا الله” و “مصلحة الشعب” في تنظيم سياسات النظام
أشار خطيب أهل السنة في جزء آخر من خطبته، إلى مناسبة الثاني عشر من شهر “فروردين” المسمى في إيران بـ “يوم الجمهورية الإسلامية”، قائلا: نأمل أن تعيد السلطات والمعنيين بالأمور النظر في السياسات والبرامج، ويجب أن تصاغ السياسات على نحو يراعى فيه رضا الله عز وجل ورضا الشعب، وتضمن الكرامة الوطنية ومصالح الشعب الإيراني.
“الاحتكار” محظور شرعا
وفي جزء آخر من خطبته انتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد “الاحتكار” قائلا: تردنا تقارير بأن البعض من التجار يحتكرون البضائع، لا سيما المواد الغذائية واحتياجات الناس. ينبغي أن نعرف أن “الاحتكار” محظور شرعا، و قد وردت في الروايات وعيد شديد حول المحتكرين.
وتابع قائلا: ليس من الجيد أن يقلق الناس لتحضير الطعام، خاصة في شهر رمضان المبارك. الرزق بيد الله تعالى، وعلينا أن نفوض أنفسنا إلى الله تعالى.
كما أشار مدير دار العلوم زاهدان في نهاية الخطبة إلى موضوع “رؤية هلال رمضان” وتابع قائلا: يجب أن يتحرى الناس هذا المساء (الجمعة) هلال رمضان، فإن رأينا الهلال نصوم يوم السبت وفقا لحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم: “صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين”، ولكن إن لم نجده، فنكمل شعبان ثلاثين يوما ويكون مساء السبت (ليلة الأحد) أول رمضان.