header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة لأهل السنة في زاهدان:

لا يصل أحد من أولياء الله وأئمة الفقه والحديث إلى منزلة أدنى صحابي

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة بمدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (٢٢ شعبان ١٤٤٣) إلى مكانة الصحابة، معتبرا أن هذه المكانة الرفيعة لا يصل إليها أحد من أولياء الله وأئمة الفقه والحديث.
وقال فضيلته: لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانة رفيعة، الصحابة بالإضافة إلى القتال إلى جانب رسول الله صلى الله عليه وسلم دفاعاً عن الدين، استفادوا أيضا من شرف مصاحبة الرسول صلى الله عليه وسلم.
وتابع فضيلته قائلا: لا يصل أحد من أولياء الله ولا إمام من أئمة الفقه والحديث، إلى مكانة أدنى صحابي درجة، بل جميع الأولياء والأئمة استفادوا من مائدة الصحابة. رأى الصحابة بأم أعينهم جمال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم واستمتعوا بمرافقته، وهذه عبادة لا مثيل لها، وكان لها تأثير كبير في تكوين الصحابة.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: الصحابة تعلموا من الرسول صلى الله عليه وسلم، ولا يوجد معلم أو فقيه أو مفتي أو مرجع في العالم يستطيع تعليم طلابه بشكل جيد مثل الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، وكانت لرفقة النبي وهو خليل الله وصاحب الوحي والمعجزات وإمام المتقين، التأثير الكبير في ذلك.
واستطرد مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: قال النبي الكريم صلى الله عليه وسلم: “لا تسبوا أصحابي”، والكثيرون يسيئون إلى الصحابة وإلى معاوية، بينما كان صحابيا، وكاتبا للوحي، وما ذكرت من فضائل لعامة الصحابة تصدق على معاوية رضي الله عنه أيضا.
وأضاف فضيلته قائلا: والصحابة إن كانوا غير معصومين، لكن القرآن أينما ذكر معصية أحدهم، ذكر العفو بعده، وهذا يدل على اهتمام رب العالمين ورحمته بالصحابة، فيجب على الأمة أن يلتزموا احترام الصحابة وأهل البيت الذين لهم نسبة إلى الرسول الكريم.


الصلاة والزكاة وغيرها من الأحكام لإصلاح المجتمع و نجاة الإنسان من العقاب الإلهي
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته “الأحكام والتعاليم الإلهية” في اتجاه “إصلاح المجتمع” و”نجاة الإنسان من العقاب الإلهي” مشدداً على ضرورة اتباع تعاليم الشريعة في جميع مناحي الحياة.
وأضاف فضيلته بعد تلاوة آيتي 34 و 35 من سورة التوبة المباركة قائلا: إن الله تعالى خالق الإنسان، وهو على معرفة كاملة بكل تعقيدات الإنسان ومواهبه وأهليته وضعفه، وخطط لبنائه وإصلاحه من آدم إلى سيدنا خاتم عليه الصلاة السلام.
وتابع فضيلته قائلا: إن الله سبحانه وتعالى أنزل الشرع و تعاليم لعلاج الأمراض الباطنة والظاهرة، والتطهير من العيوب والرذائل التي من شأن كل واحد منها أن يهلك الإنسان ويسوقه إلى جهنم، والتعاليم الشرعية من أجل أن يتطهر الإنسان ويذهب إلى الجنة.
وأردف مدير دار العلوم زاهدان قائلا: الصلاة من أوامر الله وبرامجه لتكوين البشر. توجد الصلاة في جميع الديانات السماوية وقد أوصى بها جميع الأنبياء وأكدوا عليها. بالطبع تختلف نوعية وعدد ركعات الصلاة في الديانات السماوية وحتى في الإسلام نفسه.
وفي إشارة إلى مكانة الصلاة، تابع قائلا: الصلاة مناجاة مع الله تعالى، وهي من الأحكام التي تطهر الإنسان، وينشئ في القلب خشية الله تعالى، ويقوي العلاقة مع الله تبارك وتعالى، ويجلب محبة الله في القلب. يجب ان نكون حريصين على أن لا تفوت الصلوات. ترك الصلاة إثم قريب من الكفر.
وأضاف خطيب الجمعة قائلا: الحكم الثاني الذي له دور مهم في تربية الإنسان وإصلاحه هو “الزكاة”. إخراج زكاة المال من أحكام الله عز وجل، ومن القيم الأخلاقية، وتعاطف مع الفقراء والأيتام والمحتاجين وإنفاق المال على خير.
وتابع فضيلته قائلا: كانت الزكاة موجودة في جميع الأديان السماوية؛ لقد أمر الله عيسى وإسماعيل والأنبياء السابقين بأداء الصلاة والزكاة. الزكاة تطهر المرء من البخل والطمع في أموال السائرين والحب الشديد للثروة.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى أن محبة المال ليست مذمومة، ولكن إذا كانت شديدة لدرجة أن الإنسان لا يدفع النفقة لزوجته وأولاده والحقوق الواجبة على الناس ويأخذ الرشاوى والربا ويعقد صفقات فاسدة، فهي مذمومة، وبإعطاء الزكاة والصدقات تختفي هذه المحبة. عدم إعطاء الزكاة من الذنوب الكبيرة، وقسوة على النفس. كما تحسبون أموال الشركاء بدقة وشيئًا فشيئًا، هكذا يجب أن يحسب مقدار الزكاة التي هي حق الفقراء والمحتاجين.
وتابع قضيلته قائلا: بالإضافة إلى الزكاة، فإن الصدقات النافلة أيضا تطهر القلب عن الحب الشديد للمال، وتزكي الإنسان من العيوب، لذلك قال صلى الله عليه وسلم: اتقوا النار ولو بشق تمرة.
وصرّح خطيب أهل السنّة قائلا: دفع الزكاة والصدقات سيحفظ أموالكم وينقّي الممتلكات المتبقية، والأموال التي لا تُدفع زكاتها عرضة للتلف. بالزكاة وبإنفاق المال في سبيل الله، تأتي البركة في المال وينقى القلب. لا بد من تقوية العلاقة مع الله تعالى، وأفضل المال هو الذي تؤدى زكاته.
وتابع فضيلته قائلا: في شهري شعبان ورمضان، وهما من أشهر التزكية والإصلاح والتقرب إلى الله، يحسب الكثير من المسلمين أموالهم ويؤتون زكاتها، لذلك يجب التبليغ للصلاة والصيام والزكاة وتوصية الأهل والأصدقاء بالصلاة والصبر والثبات على الدين، فالصلاة والزكاة والصوم والحج وجميع الواجبات والنوافل والمستحبات والأحكام الإلهية، لها تأثير كبير في بناء المجتمع والإنقاذ من النار.


ينبغي توفير فرص الحج للإيرانيين
وقال خطيب أهل السنة في قسم آخر من خطبته: إن الحج من أهم العبادات، ومن أركان الإسلام المهمة، وقد بدأ من عهد النبي إبراهيم (عليه السلام) واستمر في ذريته، ولهذا يُنسب الحج إلى النبي إبراهيم ويسمى “الحج الإبراهيمي”.
وأضاف قائلا: نسأل الله تعالى أن يمهد طريق الحج للحجيج الإيرانيين، كما نطالب منظمة الحج أن تقوم بدورها لتوفير فرصة أداء فريضة الحج للحجاج الإيرانيين.

1107 مشاهدات

تم النشر في: 27 مارس, 2022


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©