أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (5 جمادى الأولى 1443) إلى أسباب انحطاط المسلمين، معتبرا “حب الدنيا” و”عدم الاهتمام إلى التحذيرات الإلهية”، و”الابتعاد من الكتاب والسنة”، و”تقليد الثقافات غير الإسلامية”، من أبرز أسباب انحطاط المسلمين.
واستطرد فضيلته بعد تلاوة آية: «واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة واعلموا أن الله شديد العقاب»، قائلا: عندما نعود إلى القرآن والسيرة النبوية، نرى أنه جاء الإخبار في القرآن الكريم والأحاديث النبوية عن الفتن التي يواجهها المسلمون. أخبر النبي عن انحطاط الأمة، والمشكلات التي تنشأ بسبب ضعف المسلمين واتباع الثقافات غير الإسلامية. يتبع المسلمون النفس والشياطين وغير المسلمين، لذلك يبتعدون عن القرآن والسيرة، ويقعون في المنكرات والمعاصي، ويحدث في الأمة انحطاط وضعف.
وأكّد خطيب أهل السنة قائلا: الابتعاد من السيرة يحمل معه الهزيمة والضرر. حينما تخلو القلوب من محبة الله ورسوله، كيف ينتصر الإنسان؟ مع الأسف ظهر في المسلمين الوهن، يقبلون على الكحول والمخدرات وسائر المفاسد تقليدا للأجانب. كيف يمارس المسلم الذي يدعي اتباع الرسول والقرآن، ما نهاه القرآن الكريم؟ الخمر رجس ونجس، وإن بيعها يضر بحيثية المسلم والمجتمع.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد: على المسلم أن يطلب رزقه من الله تعالى، ويتبع الحلال. من أي طريق يبحث الإنسان الرزق يرزقه الله تعالى من تلك الطريقة. فلماذا نتبع الحرام؟
وتابع فضيلته قائلا: حينما نرى الآفات، يجب أن نصلح أنفسنا، ونفكر في إصلاح المجتمع أكثر. لكن الغفلة موجودة في المجتمع مع الأسف. المسلمون بدل التوبة ينسبون القحط وكورونا والآفات إلى الطبيعة، وينسون رب الأسباب الذي يدبر الأمور كلها.
وأضاف فضيلته قائلا: لماذا لا نرى الحاكم المطلق؟ لا تظهر مصيبة ولا آفة إلا بإذنه. لماذا لا نرى تعاليم القرآن والرسول؟ ولماذا لا نهتم بنداء القرآن الكريم؟ لماذا الفساد والقتل بغير حق في زيادة وانتشار؟ لماذا نقصر في حقوق الناس والأهل والأولاد والجيران؟ لماذ قل الصدق، والأمانة والوفاء بالعهد والوعد في المجتمعات الإسلامية؟
وتابع مدير جامعة دار العلوم زاهدان: اليوم نظرتنا موجهة إلى الشعوب الأخرى. نحن ورثة الحضارة الإسلامية، ونحن حملة دين عظيم. المسلم يجب أن يتبع الرسول والصحابة وأهل البيت. لماذا يتبع المسلم بمن هم فقراء بأنفسم وبعيدون عن الله تعالى؟ ما الحاجة إلى أن يقلد المسلم الثقافات الأجنبية؟ إن عزة المسلمة في طاعة الله ورسوله. يجب أن نفتخر بالثقافة الإسلامية وتعليم الرسول. هذا سبب لعزة المجتمع الإسلامي، وكافة الناس في العالم.
المفاوضات النووية في “فينا” فرصة للطرفين
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة، إلى الجولة الجديدة من المفاوضات النووية بين إيران والقوى الكبرى في فينا، معتبرا هذه المفاوضات فرصة للطرفين، كما نبه فضيلته الجانب الإيراني باتباع سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وأشار فضيلته إلى المشكلات المعيشية للشعب الإيراني قائلا: يعاني الشعب الإيراني من المشكلات المعيشية. العقوبات الجائرة دفعت الشعب نحو المشكلات. أصبحت ظروف الحياة صعبة للغاية بالنسبة إلى الشعب. ارتفعت الأسعار، وضاقت حياة الشعب.
وأشار خطيب أهل السنة إلى المفاوضات النووية بين إيران والقوى الدولية في فينا قائلا: أنصح الطرف الإيراني أن يتبعوا سيرة الرسول الكريم بجدية، ويجعلوا سيرته نصب أعينهم في صلح الحديبية. سيرة الرسول كلها دروس وعبر لنا.
وتفاءل فضيلته أن لا تفشل المفاوضات، وأضاف قائلا: هذه الجولة من المفاوضات فرصة للطرفين. لما أفتى قائد الثورة أن إنتاج السلاح النووي محظور، لا ينبغي أن تفرض هذه الضغوط على الشعب، ويكفي هذه الفتوى لإقناع الأمم، لكن مع ذلك يواجه الشعب الإيراني الضغوطات والعقوبات.
وأضاف فضيلته قائلا: نرجو أن تحقق المفاوضات نتائج إيجابية، وترفع العقوبات الجائرة، وتنتهي المعاناة القديمة للشعب الإيراني.
إن عجزت الدولة الثالثة عشرة عن حل مشكلات أهل السنة، سيظهر يأس كبير
وأشار خطيب أهل السنة في قسم آخر من خطبته إلى مشكلات أهل السنة والتمييزات في توظيف المناصب الحكومية، قائلا: التمييز هو الألم المشترك لأهل السنة في إيران. كان مجتمع أهل السنة في مواجهة التمييز خلال 43 سنة، ولم يؤظف مؤهلوهم في المناصب الإدارية في المنطقة ومستوى البلاد.
وأضاف فضيلته قائلا: كان أهل السنة يرجون أن يحل آية الله رئيسي هذه المشكلة. أهل السنة في إيران من السكان الأصليين لهذه البلاد، حيث ضحوا للمحافظة على حدودها. أهل السنة في إيران يفتخرون بإيران وبالإسلام، ويرون من حقهم أن تحل مشكلتهم هذه.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: أهل السنة يجربون الأجنحة السياسية المختلفة في البلاد، ليروا أيا منها قادر على حل مشكلاتهم، فإن عجزت الدولة الثالثة عشرة التي كل القوى من جناح واحد، ولم تحل هذه المشكلة لأهل السنة، سيظهر يأس كبير لهم. لسنا يائسين حاليا، ونرجو أن يحل آية الله رئيسي وسائر المسؤولين المشكلات بجديتهم، ويستجيبوا لمطالب أهل السنة في توظيف مؤهليهم في العاصمة ومراكز المحافظات.