header

وصف فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في زاهدان، في خطبة الجمعة (25 محرم 1443) انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان بـ “الحدث المهمّ والتاريخي”، معرباً عن أمله بأن الشعب الأفغاني بعد عشرين عاما من “النضال الجهادي” حققوا الحرية والعزة، وسيطروا على مصير بلاده.
وتابع فضيلته قائلا: إن خروج القوات الأمريكية من أفغانستان وانتصار الشعب الأفغاني من الأحداث المهمة والتاريخية. قد يكون هناك الكثيرون مستائين من انسحاب القوات الأمريكية وقوات الناتو من أفغانستان، برأيي هؤلاء الأشخاص هم الذين لديهم شعور بالرق والعبودية في أذهانهم.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: لو جاع أهل أفغانستان والبلاد الأخرى في منازلهم وارتدوا ثيابا مرقعة، لكن مصير بلادهم بأيديهم وهم يقررون أمور بلادهم، فهذا أفضل بكثير لهم من الخزائن الأوروبية واستثمارات الشرق والغرب، لأن الإنسان على عكس الحيوان له كرامة وعزة، وهذه الكرامة مصونة عندما يشارك الإنسان في تقرير مصيره.
وتابع فضيلته قائلا: يقول العلامة إقبال اللاهوري رحمه الله: إن الله تعالى إنما يعطي السيادة لشعب / كتب مصيره بيديه / ولا علاقة له بتلك الأمة / التي زرع فلاحها من أجل غيره. لذلك فإن الشعوب التي يقرر مصيرها الآخرون لا تتمتع أبدًا بالكرامة، الحرية والكرامة والتفكير الحر مهمة للغاية. خلق الله تعالى الإنسان حرّاً، ويكره الذين لديهم مزاج العبودية والرق.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: شعب أفغانستان لم تكن له كرامة خلال السنوات العشرين الماضية، وكان الأجانب يحكمون على هذا الشعب، وكانت أفغانستان تحت مظلة الآخرين، ولكن الآن وصل هذا الشعب إلى المجد والعزة والكرامة، واليوم التاريخي للشعب الأفغاني هو الوقت الذي يمكنهم فيه الوقوف معاً واتخاذ قرار بشأن مستقبل بلدهم ومصيره. لكن من المؤسف أن بعض الأفغان غير راضين عن هذا ويريدون مغادرة بلادهم.


على الشعب الأفغاني الكريم أن لا يتأثروا بـ”المفلسين السياسيين” ولا يشتبك بعضهم مع بعض
وانتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد بشدة جهود “المنهزميين في العملية السياسيية” لإدامة حالة انعدام الأمن في أفغانستان، قائلاً: من المؤسف حقًا أن بعض المفلسين السياسيين الذين حكموا أفغانستان لمدة عشرين عامًا وفشلوا، يستفزون الآن الشعب تحت عناوين “المقاومة” أو عناوين أخرى ولا يسمحون للشعب الأفغاني أن يحقق السلام والراحة والأمن والوحدة من أجل تنمية بلدهم.
واستطرد فضيلته قائلا: نصيحتي للشعب الأفغاني العزيز أن لا يتأثّروا بتحريضات المنهزمين في ميدان السياسة، ولا يشتبك بعضهم مع بعض، بل فكروا بحرّية واتحدوا، وامنحوا الفرصة للحكومة الجديدة في أفغانستان التي وصلت إلى السلطة باسم القرآن والسنة والشريعة الإسلامية، ولا تهتموا إلى كلام من لا يؤمن بالقرآن الكريم. أفضل الحكم هو حكم الله تعالى، فلو طبّق حكم الله في بلدكم، ستتغمدكم البركات من الأرض والسماء.
وتابع خطيب أهل السنة بتقديم توصيات لطالبان والدولة الجديدة في أفغانستان قائلا: نصيحتنا لطالبان والحكومة الجديدة التي ستصل إلى السلطة في أفغانستان أن تطبق دين الإسلام وفق الشروط ومقتضيات العصر الحاضر، وتستخدم تعاليم القرآن وسيرة الخلفاء الراشدين التي هي أفضل وأكمل سيرة في العالم، والتي احترمت فيها حقوق المرأة والعرقيات والديانات والمذاهب. يجب على الحكومة الأفغانية الجديدة أيضًا أن توسع آفاقها وتؤظف المؤهلين من جميع القوميات، ويجب أيضا احترام حقوق المرأة في هذا البلد.
وأضاف فضيلته قائلا: نصيحتي الأخرى للحكومة الأفغانية الجديدة هي أن تراعي حساسيات المجتمع الدولي، ولا تسمح بأي نشاط يسمى “إرهابيا” في هذا البلد، ويجب أن تكون أفغانستان لأهل هذا البلد وللجيران والبلدان الأخرى مكاناً آمنا. ينبغي على الحكومة الأفغانية المستقبلية أن تركز معظم جهودها على التنمية والبناء والتوظيف في هذا البلد، وبناء أفغانستان ظاهريا وماديا، وكذلك علميا وروحيا.


تعريف حرية المرأة في “الخلاعة” هو أكبر اضطهاد للمرأة / يمكن للنساء أن يشاركن في الأنشطة الاجتماعية مع مراعاة الآداب الإسلامية
وأشار مدير جامعة دار العلوم زاهدان إلى بعض الدعايات حول حقوق المرأة في أفغانستان في الأوضاع الجديدة قائلا: في هذه الأيام، استغل كثير من الناس قضية حقوق المرأة في أفغانستان كذريعة، وهم قلقون في هذا الصدد، بينما للمرأة حريتها في الإسلام، وبإمكانها الدراسة في الجامعات والعمل في المجتمع مع التزامهن باللباس الإسلامي والشؤون الإسلامية، ولا يحق لأي حكومة أن تمنع النساء من تعلم العلوم والمعرفة، وأن تمنع النساء من العمل في المجالات السياسية والاجتماعية.
واستطرد فضيلة الشيخ قائلا: يرى البعض حقوق المرأة وحرياتها في الخلاعة، في حين أن هذا هو أكبر قمع يمارسه المجتمع الغربي ضد المرأة. جمال المرأة وزينتها في لبس جسدها وثيابها، وما يرى البعض الخلاعة حقا للمرأة، هذه المشكلة في وجهة نظرهم الخاطئة.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: تغطية الجسد جزء من الفطرة البشرية، ولقد أكد كل الأديان والشرائع وشددت على تغطية الجسد، ولكن هذه التغطية ليست مقيدة بلباس خاص، بل بإمكان كل شخص أن يرتدي وفقا لثقافته.
وأكد مدير دار العلوم زاهدان على الاهتمام بآراء ونظريات الأئمة والعلماء، ولا سيما آراء الإمام أبي حنيفة رحمه الله، قائلا: نصيحتنا أن تستفاد من القرآن الكريم وسيرة الخلفاء الراشدين، وآراء الإمام أبي حنيفة رحمه الله وسائر الأئمة الكبار في مجال حقوق النساء. آراء الإمام أبي حنيفة في مجال الحكم مفيدة وبناءة، وينبغي الاستفادة من أسهل الأقوال والآراء في المذهب.

579 مشاهدات

تم النشر في: 5 سبتمبر, 2021


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©