header

اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة (18 محرم الحرام 1443) المشكلات والمصائب والآفات في حياة الدنيا “امتحانا إلهيًا” ودعا إلى “الصبر” و”الصلاة” و”الدعاء”، و”الاستفادة من الأسباب” و “التوكل على الله تعالى” عند المشكلات.
وتابع فضيلته بعد تلاوة آية “يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين”، قائلا: الدنيا محل الامتحان والبلاء. توجد في حياة الإنسان تقلبات وتطورات عديدة، فأحيانا يكون الإنسان مريضا، ويصبح مرة أخرى صحيحا سالماً، ويكون أحيانا فقيرا، وأحيانا غنيا، فالله تعالى يبتلي الإنسان أحيانا بالفقر وانعدام الأمن والمجاعة والخوف، وأحيانًا بأعوام من الرخاء والأمن والصحة والرفاهية. وقد أبلغنا الله تعالى أنه يريد أن يمتحن العباد، كيف يعملون عند النعمة والعافية والفتوحات، وكيف يعملون عند المصيبة والألم والمصيبة.
واستطرد فضيلته قائلا: كان عباد الله صابرين بحيث يرون إظهار الألم نوعا من الشكوى. مرة ابتلي أبوبكر الصديق رضي الله عنه بألم، فلم يخبر النبي الكريم به، ولما سأله النبي الكريم عن ذلك، فقال المرض من عند الله فلم أخبركم لئلا أكون شاكيا من الله تعالى، ولما مرض العلامة عبد العزيز رحمه الله، وسأله شخص عن حاله، كان يقول: الحمد لله، فكان يشكر الله تعالى، ثم يبين حاله.
وأشار مدير دار العلوم زاهدان قائلا: إن الله سبحانه وتعالى يبشر الصابرين الذين يصبرون عند البلاء والفقر والمرض ونقص الأنفس وغيرها من المشكلات ويستسلمون لقضاء الله وقدره برحمة من عند الله وصلوات من عنده، ولذلك وإن كان من الطبيعي أن يكون القلق يعتري على الإنسان عند مواجهة المشكلات والمصائب، إلا أننا يجب أن نسلم دائما أنفسنا لله وأن نكون متفائلين، ونقول الخير فيما وقع من عند الله تعالى.
وأضاف فضيلته قائلا: إن تعاليم الإسلام تنصح العباد بـ “الصبر” و”الصلاة” و”التوكل” عند المصائب والمشكلات، وفي نفس الوقت لا تتجاهل استخدام الوسائل ولا تعتبرها مخالفة للتوكل، فالذهاب إلى الطبيب واستعمال الدواء مع الدعاء والتوبة والاستغفار ليس خلافاً للتوكل.
وتابع خطيب الجمعة قائلا: لما فقد سيدنا أيوب عليه الصلاة والسلام ماله وأولاده وصحته وعافيته لجأ إلى الدعاء، قائلا: رب أني مسّني الضرّ وأنت أرحم الراحمين. فاستجاب الله تعالى لدعواته، بحيث ركض رجله على الأرض، فخرج ماء بارد، فاغتسل فيه النبي أيوب فشفي من مرضه، كما بارك الله تعالى في ذريته وثروته. فاستخدام الأسباب مع الدعاء هو سنة الأنبياء.
وتابع فضيلته قائلا: يجب أن نسلم لقضاء الله وقدره؛ وهذا هو الإيمان الذي يجلب السلام والطمأنينة، ويستجلب رحمة الله، وعندما يرضى العباد من قلوبهم ولا يشكون، ينزل الله عليهم رحماته كالأمطار.


يجب أن تعمل الدولة الجديدة لإزالة التمييزات والتحديات الداخلية والخارجية وحل المشكلات الاقتصادية
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد، في جزء آخر من خطابه، مشيراً إلى موافقة المجلس على أعضاء مجلس الوزراء في الدولة الثالثة عشرة، على ضرورة “حل المشكلات الاقتصادية” و”القضاء على التمييز والتحديات الداخلية والخارجية في الدولة الجديدة” وتابع قائلا: نتمنى أن تكون الدولة الجديدة قادرة على حل مشكلات الشعب الإيراني بحكمة وبصيرة، وأن تبادر إلى حل مشكلة الفقر والبطالة والعقوبات وغيرها من التحديات التي تواجهها الدولة في السياسات الداخلية والخارجية التي هي مكلفة للشعب الإيراني.
كما أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على ضرورة “توظيف مديرين أكفاء” قائلا: نأمل أن تتمكن الدولة الثالثة عشرة من معالجة مشكلات الشعب الإيراني من خلال اختيار مديرين أكفاء قادرين، ونأمل أن يتمكن السيد رئيسي كما صرح في حفل الافتتاح، من حل مشكلات الشعب بسهولة من خلال تعديل بعض بنود الدستور وإزالة بعض الموانع والعراقيل.
وأكّد فضيلته قائلا: نتمنّى أن تستمر الدولة الجديدة بتغيير الآراء والمواقف مع تطبيق العدالة وتوظيف الكفاءات والمؤهلين من العرقيات والطوائف المختلفة في إدارة المحافظات والوزارات والمناصب العامة، في مسير الوحدة الوطنية، والقضاء على التمييز الذي يستمر منذ أكثر من أربعين عاماً، وتجلب ثقة كافة القوميات والمذاهب.
واعتبر خطيب أهل السنة مكافحة كورونا وتوفير الصحة للناس، من الواجبات المهمة الأخرى للدولة الجديدة، وأضاف قائلا: على الدولة الجديدة كما أعلن السيد رئيسي، وكما طالبنا من قبل، أن تجعل قضية الصحة، ومواجهة كورونا في أولوية المخططات والإجراءات.


سوء المعاملة مع السجناء مغاير للشريعة الإسلامية وخرق للدستور
وواصل خطيب أهل السنة حديثه بالإشارة إلى نشر مقطع فيديو من داخل سجن إيفين في طهران، بشأن التصرف السيء مع السجناء، وتابع قائلا: نشرت في الأسبوع الماضي مشاهد من سجن إيفين عبر وسائل الإعلام، وهو أمر مؤلم حقًا.
واستطرد فضيلته قائلا: بالرغم من أن الدين الإسلامي يحرم إساءة معاملة السجناء والمعتقلين، والدستور كميثاق وطني يحظر إساءة معاملة السجناء وتعذيبهم، لكن للأسف هناك أناس لا يحترمون الشريعة الإسلامية، ولا يهتمون بالدستور ويفعلون ما يريدون.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: من وجهة نظر الشريعة الإسلامية للسجين والأسير حق وكرامة، فلو ارتكب شخص جريمة، يجب على القاضي والقانون تحديد العقوبة وإصدارها، ولا يحقّ لحراس السجن وموظفي السجن تعذيب السجناء وإساءة معاملتهم.
وأضاف فضيلته: تعذيب السجناء وإساءة معاملتهم انتهاك للدستور ومخالف للشريعة الإسلامية، ومثل هذه المعاملة تتسبب في سوء سمعة الإسلام ولها عواقب وخيمة على بلدنا وشعبنا.
ودعا خطيب أهل السنة إلى تأديب المنتهكين، وتابع قائلا: نطالب السلطات القضائية بالتعامل بشكل صارم مع هؤلاء المنتهكين للقانون من أجل احترام كرامة السجناء.


الهجوم الإرهابي على مطار كابول كان “مروعاً” / انتهى عهد الحرب والصراعات في أفغانستان
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في الجزء الأخير من خطابه إلى انفجار مطار كابول، واصفًا إياه بـ “الصادم” وتابع قائلا: الهجوم الإرهابي الذي وقع حول مطار كابول وأدّى إلى مقتل العشرات، كان مروّعاً للغاية.
وأشار فضيلته قائلا: انعدام الأمن والخلافات في أي بلد يسبب خسائر ويهدر الطاقات، ونأمل أنه مع إقامة وتطبيق النظام الإسلامي في أفغانستان، سيتغلب شعب هذا البلد على هذه المشكلات وانعدام الأمن والاختلافات، وسيجرب الشعب الأفغاني نظاما يتماشى مع معتقداتهم، واطمئنوا أنه لا يوجد نظام أفضل من النظام الديني والسماوي.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: نأمل أن تتمكن “الإمارة الإسلامية” من أن تأمل في مستقبل هذا البلد حتى يعود أبناء أفغانستان إلى بلادهم ويعملوا معا من أجل ازدهار البلاد بالتخطيط السليم وباستخدام القدرات الموجودة في القرآن وسيرة الخلفاء الراشدين وتشكيل حكومة شاملة، والعمل على أمن بلادهم.
وصرح مدير دار العلوم زاهدان قائلا: أفغانستان كانت متورطة في الحرب منذ عقود، ولكن انتهى عصر الحروب والصراعات في هذا البلد. نصيحتي الكريمة لمختلف فئات الشعب الأفغاني الكريم الذين هم جيراننا ودائما دعونا من أجل هذا الشعب من هذا المنبر، هو إنهاء الحرب والصراع في أفغانستان، وأن يلقي كل الأطراف أسلحتهم ويحلوا مشكلاتهم بالتفاوض والحوار، ولا يهتموا باستفزاز الأعداء، فكل من شجّع وحرّض شعب أفغانستان على القتال ووقوف بعضهم ضد بعض، هو عدو أفغانستان، أيا كانت مكانته وفي أي لباس كان.
وصرح فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: نصيحتنا لمسؤولي “الإمارة الإسلامية” والعلماء وغيرهم من أصحاب القرار ومن يطبقون أحكام الشريعة الإسلامية في أفغانستان، أن يأخذوا بعين الاعتبار متطلبات العصر الجديد والعالم المعاصر، ويختاروا في إدارة البلاد أسهل حكم وأيسر فتوى في الشريعة والعالم الإسلامي، كما أن سيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعمله كان هكذا.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: فلو تم تطبيق الإسلام بشكل صحيح في أفغانستان خلافاً لدعاية المجتمع الدولي، فإن مستقبلًا مشرقًا ينتظر أبناء أفغانستان وسائر الشعوب التي تطبق تعاليم القرآن والسنة في حياتهم.

616 مشاهدات

تم النشر في: 29 أغسطس, 2021


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©