اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (10 رمضان 1442) “تضييع الصلاة”، و”اتباع الشهوات”، من أهم عوامل هلاك الأمم السابقة، مؤكدا على ضرورة السعي لإقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، وتطبيق العدل، وترك المعاصي والذنوب، وإصلاح المجتمع.
وتابع فضيلته بعد تلاوة آية: «فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَ اتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا»: القرآن الكريم كآخر الكتب السماوية وكأكبر معجزة ووثيقة على حقانية الدين الإسلامي، ذكر في آيات صريحة ونصوص واضحة أسباب هلاك الأمم السابقة؛ ذكر الله تعالى في سورة مريم المباركة بعد تذكرة الأنبياء عليهم السلام أن الذين خلفوا الأنبياء واجهوا تحديين كبيرين، الأول تضييع الصلاة، والثاني اتباع الشهوات.
واستطرد فضيلته قائلا: الصلاة من أهم أركان الدين وواجباته؛ مع الأسف لا يصلي الكثير من المسلمين، فعندما يضيع المسلم الصلاة، فماذا عنده من الإسلام والنبي محمد، حيث يرى نفسه محمديا؟ الإيمان والاعتقاد وحدهما لا يكفيان لإنقاذنا من العذاب الإلهي ولدخولنا الجنة، ولكن لا بد من العمل الصالح، كما قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا}.
ثم أشار خطيب أهل السنة إلى أهمية الزكاة كركن آخر من أركان الدين قائلا: الزكاة من أركان الدين وأهم تعاليمه، والمسلم الذي ينقض ركن الإسلام، فماذا يبقى له من دينه؟ الذي لا يصلي ولا يؤدي الزكاة ليستعد للنار. يقول الله تعالى: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}.
المال الذي لا تؤتى زكاته يكون طوقا يوم القيامة، الزكاة حق الفقراء والمساكين والمحتاجين. الذي لم يصل، ولم يؤد الزكاة، ولم يصم، فهو ظالم.
وأشار خطيب أهل السنة إلى التحدي الثاني الذي واجتها الأمم السابقة قائلا: التحدي الثاني الذي واجهته الأمم السابقة، هو اتباع الشهوات. الكثير من الناس اتبعوا شهوات النفس، والسحر، والزنا، وشرب الخمور، والربا والكذب، والتهمة، والقتل بغير حق، والمعاصي المدمرة؛ هذه ذنوب ومعاص تدمر الإنسان وتدخله النار.
وتابع فضيلته قائلا: أكل أموال الناس، وقتل النفس بغير حق، والانتقام من عشيرة القتل وعائلته، وسائر الذنوب من هذا القبيل، ذنوب في اتجاه اتباع الشهوات ورغباتها. ليس لنا أن نقتل القاتل بأنفسنا، بل يجب تسليمه للسلطات القضائية، ليحاكم.
وتابع فضيلته قائلا: الإدمان وتعاطي الخمور من إتباع النفس والشهوات، لأن بيع المخدرات هي التي تدمر المجتمع وتسوقه نحو الفساد، وتدمر حياة الناس. من أفتى بجواز بيع المخدرات؟ والذي يقوم بهذه المعاملات ماذا يكون جوابه عند الله تعالى؟
وأضاف فضيلته قائلا: مع الأسف، تضيّع حقوق الأيتام والأرامل، ولا ينفذ العدل الذي هو أحد أهم أركان الدين، فإن كان المخاطبين الأصليين في مجال العدل هم الحكام، لكننا جميعا مخاطبون ويجب أن نراعي العدل في حقنا وحق السائرين، والعدل في حقنا أن نحفظ أنفسنا من البلايا والآفات، ولا نضغط على أنفسنا في العمل والعبادة، بل نعبد الله تعالى ونستريح أيضا.
ونصح فضيلة الشيخ عبد الحميد بتلاوة القرآن الكريم، قائلا: يجب أن نتمسك بالقرآن الكريم، ولا يهتدي المجتمع بغير القرآن الكريم، فعلينا أن نقرأ القرآن ونفهمه، وعليكم بالمشاركة في صفوف ترجمة القرآن وتفسيره، وعلّموا أولادكم القرآن الكريم.
وأكد فضيلته قائلا: يجب أن تقام الصلاة، ومالم يصل الناس لن يصلح المجتمع، ولا تزول الآفات والبلايا، والبلايا ينزلها الله تعالى، والله تعالى هو المؤثر المسبب الحقيقي في كافة المصائب. كورونا وسائر الآفات بمشيئة الله تعالى وإرادته، لذلك يجب أن نتوب ونعود إلى الله ونتوسل إليه.
واعتبر خطيب أهل السنة “الابتعاد عن القرآن والسنة” من أسباب المشكلات في العالم الإسلامي قائلا: إن كانت الأمة المسلمة اليوم تعاني من مشكلات، وتحترق في نيران المعاصي والذنوب، كل ذلك بسبب ابتعاده عن القرآن والسنة.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على لزوم السعي لترويج الصلاة والعمل على سائر الأحكام الدينية قائلا: يجب أن نحث الناس على إقامة الصلاة والعمل على الأحكام الشرعية. المسلم الذي لا يصلي ويدّعي العبودية، هو يخدع نفسه. يجب علينا جميعا أن نتصدى للذنوب والمعاصي، وعلى الأقل نسعى أن نزيل المنكرات والذنوب من مدينتنا.