header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة في مدينة زاهدان:

الحفاظ على استقلال المساجد والمدارس الدينية مطلب الجميع

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (15 جمادي الثانية 1442)، إلى دور المساجد والمدارس الدينية في ترسيخ الوحدة والأمن في البلاد، مؤكدا على ضرورة “الحفاظ على استقلال المساجد والمدارس الديينة” و”الاجتناب من الرؤية الأمنية إلى المساجد والمدارس”.
وقال فضيلته: إن تاريخ الثورة شاهد، والله يعلم أن الجامع المكي وجامعة دار العلوم في زاهدان وكذلك سائر المساجد والمدارس الدينية في محافظة سيستان وبلوشستان كانت لها نشاطات مؤثرة في مكافحة التطرف وتوفير الأمن، والتصدي للنشاطات المثيرة للفتنة والتي أرادت البعض توريدها للبلاد من هذه المناطق.
وأضاف فضيلته قائلا: المساجد والمدارس الدينية هي المراكز المؤثرة والمهمة في محافظة سيستان وبلوشستان، والتي كانت ناشطة للغاية في الحفاظ على الوحدة والأمن، ولا شك أن المؤسسات الأمنية والعسكرية قامت بواجباتها في هذا المجال، لكن المدارس والمساجد كان لها الدورالأهمّ.
وتابع مدير دار العلوم زاهدان: إنّ إقامة الوحدة و الانسجام والأخوة بين الناس، من واجب العلماء، وقد جاء في أحد الأيام ضيف واسع الأفق والتفكير إلى زاهدان من البلدان المجاورة، وقال لي: ياليت كانت في منطقتنا مركزا دينيا مثل “دار العلوم” فلم نكن نشهد طائفية ولا انعدامًا للأمن.


لا بد من إزالة النظرة الأمنية والسياسية عن المساجد والمدارس الدينية السنية
وشدد خطيب أهل السنة على ضرورة “الحفاظ على استقلالية المساجد والمدارس الدينية” قائلا: إن من أعظم مطالب الشعب، شيعة وسنة، أن لا تكون النظرة إلى المساجد والمدارس الدينية نظرة أمنية سياسية، كما أن المطلب العام للشعب أن لا تكون المساجد والمدارس الدينية حكومية، بل يجب أن تبقى شعبيتها واستقلاليتها محفوظة، ولا بد من الحفاظ على استقلال المساجد والمدارس الدينية؛ فالحفاظ على هذا الاستقلال مهم وضروري جدا.
أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، في خطابه إلى هدم أساس جامع أهل السنة في إيرانشهر قائلا: وقعت أخيرا في إيرانشهر حادثة أثارت القلق والشكاوى. نطالب ممثل المرشد في محافظة سيستان وبلوشستان، وكذلك المحافظ، و غيرهم من المسؤولين في المحافظة، أن يقوموا بحل قضية إيرانشهر بحكمة وبصيرة، بناء على معرفتي فإن مسجد إيرانشهر ينشط في اتجاه تعزيز الوحدة والأخوة.
و استطرد فضيلة الشيخ قائلا: للأسف، يقبل البعض من المسؤولين الذين يأتون من مناطق أخرى، التقارير التي تبلغ إليهم، فلو أنهم قاموا بدراسة هذه التقارير والتبين من صحتها سيتبين لهم أنها غير صحيحة، وتثبت أن المساجد والمدارس الدينية في المحافظة تنشط في اتجاه الوحدة والأخوة.
وأكد فضيلته قائلا: نريد ألا تكون هناك حساسية تجاه مساجد السنة والمدارس الدينية لهم، وأن يسمح للناس ببناء المساجد في المدن و القرى، وأن لا تكون هناك موانع في هذا المجال.
وأضاف قائلا: المساجد والمدارس الدينية هي مراكز عبادة وتعليم، ولقد انطلقت الثورة من هذه الجامعات والمدارس والمساجد، ولهذا قال الإمام الخميني: “المساجد هي معاقل الإسلام احتفظوا بها”.


تنمية سيستان وبلوشستان تكمن في وحدة القوميات والمذاهب في هذه المحافظة
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته إلى التنوع العرقي والمذهبي والقرابة التاريخية التي لا تنفصم بين سكان المحافظة، قائلا: عاشت قوميات هذه المحافظة شيعة وسنة قرونا كالإخوة ولديهم قرابات تاريخية لا ينفصم بعضها من البعض، وقد ضحى بعضهم للدفاع عن البعض.
وأضاف فضيلته قائلا: في بعض الأحيان يأتي أشخاص إلى سيستان وبلوشستان من مناطق أخرى من البلاد وليسوا على دراية بهذه القرابة، أو يقوم أشخاص لأجل مصالحهم الشخصية بتضخيم القضايا العرقية والدينية، و يريدون التفريق بين القبائل والمذاهب في هذه المحافظة، بينما عملهم هذا ليس في مصلحة النظام والوطن والمحافظة.
واعتبر خطيب أهل السنة في زاهدان “وحدة القوميات والمذاهب” هي السبيل الوحيد لتطوير سيستان وبلوشستان قائلا: إن تنمية سيستان وبلوشستان لا يمكن تحقيقها بغير وحدة القبائل والمذاهب في هذه المحافظة.
وفي الختام أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على ضرورة قيام ممثلي المحافظة بالدفاع عن حقوق الشعب وأضاف قائلا: نطلب من ممثلي زاهدان وغيرهم من ممثلي المحافظة الأعزّاء الدفاع عن حقوق هؤلاء الشعب الذين لا يستطيعون الدفاع عن حقوقهم، نحن نقبل القانون، فالقانون في مصلحة الشعب، ولكن للأسف يتصرف البعض من المديرين والمسؤولين حسب ميولهم الشخصية.

988 مشاهدات

تم النشر في: 31 يناير, 2021


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©