header

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (4 ربيع الثاني 1442) إلى تفشي فيروس كورونا في العالم، واصفا هذه الظروف بالخاصة ومن نتائج الأعمال السيئة، كما أكد فضيلته على حفظ حقوق الله وحقوق الناس.
وتابع قائلا بعد تلاوة آية {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَىٰ أُمَمٍ مِنْ قَبْلِكَ فَأَخَذْنَاهُمْ بِالْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ لَعَلَّهُمْ يَتَضَرَّعُونَ فَلَوْلَا إِذْ جَاءَهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُوا وَلَٰكِنْ قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}: الظروف الراهنة ظروف خاصة، لم نشهد خلال عمرنا ظروفا مثل هذه أن يعم وباء العالم كله، ويترك العالم في مأزق. في السابق لما كان وباء ينتشر في منطقة كان محصورا في تلك المنطقة، ولم يكن يعم العالم، لكن الله تعالى أنزل وباء عم العالم، وبقي العالم عاجزا أمامه.
وأضاف فضيلته قائلا: إن الله تعالى أظهر قدرته للبشر، بأن البشر مع إدعائه القوة والتطور والعلم، عجز أمام الله تعالى. هذا المرض مستمر مع كل قوة، ولا أحد يدري إلى متى يستمر المرض، وكم عددا من الأرواح سيسلب؟
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في ضوء التعاليم الإسلامية إلى بيان علل مثل هذه الآفات والبليات العامة في العالم، قائلا: في ضوء القرآن والروايات نصل إلى نتيجة أن هذه الظاهرة والآفة، نتيجة الظلم، والفساد، والمعصية، والغفلة، وفوق ذلك هي من نتائج الدماء التي تراق، والمعاصي التي تنتشر، والقنابل التي تلقى على رؤوس الأبرياء، في أفغانستان، والعراق، وسوريا.
وتابع فضيلته قائلا: هذه الآفة انطلقت من الصين، وهاجم الصينيين أولا، لأن الصين ارتكبت الظلم بحق المسلمين في بعض الولايات؛ فرقوا بين الأطفال الأبرياء وأحضان أمهاتهم، وفرقوا بين أعضاء الأسرة الواحدة، وسجلوا كارثة إنسانية.
وأشار مدير دار العلوم زاهدان إلى نماذج أخرى من الظلم والبربرية المفروضة على المسلمين والبشرية في العالم، قائلا: دولة ميانمار شردت مسلمي هذه البلاد، والصهاينة في الكيان المحتل شردوا الشعب الفلسطيني، ولم يزل يستمرون في الظلم على هذا الشعب المظلوم. القوى الكبرى اختبرت أسلحتها في العراق وسوريا، ودمروا البنى التحتية. في اليمن مات الأطفال جوعا ويواجهون شتى أنواع المشكلات. يُعدم الكثيرون ممن لم يرتكبوا قتلا، ولا يجوز إعدامهم في قانون الله، يحدث كل أنواع القهر والقتل والظلم في العالم.
وأشار إمام وخطيب أهل السنة في زاهدان إلى اعتراف وزارة الدفاع الأسترالية بجرائم جنودها بحق المدنيين في أفغانستان، قائلا: إنه لأمر مؤلم ومحزن حقا مشاهدة جندي أسترالي يقتل مزارعين وعزلا بغير أن يرتكبوا جريمة. مع الأسف القوات الأجنبية في أفغانستان لم تلتزم القوانين الحربية، والكثير من القنابل التي أمطروها على أفغانستان، استهدفت المدنيين ومنازلهم ومزارعهم. فكم من الناس فقدوا أرواحهم خلال هذه السنوات، وكم ظلم الشعب الأفغاني!
وأضاف فضيلته قائلا: كورونا من نتائج هذه الآهات، والآلام، والصراخات التي ترفع في العالم. لا يزال العالم غير مستعد ليقبل من جاء بهذا الفيروس، ولماذا جاء به؟ ولماذا انتشر كورونا بعد هذا الظلم؟ يجب أن يفكر الناس. كورونا في الحقيقة ناشيء عن أعمال البشر، والظلم والفساد، وسفك الدماء، والغفلة عن الله تعالى، والتغافل على تعاليم القرآن والسنة.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على لزوم التوبة والاستغفار والرجوع إلى الله تعالى قائلا: قال الله تعالى: {فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا}. عند البلاء والآفة والوباء، إذا تضرع العامة، وابتهلوا إلى الله تعالى، ويسجدوا له، سيدفع الله تبارك وتعالى هذا الوباء. إن آفة كورونا التي انخفضت قليلا، اشتدت الآن، وخلال هذه المدة مات الكثير من العلماء، ورؤساء القبائل، والنخب، والجامعيين، والمسؤولين وعامة الناس، لذلك يجب علينا أن نتوب إلى الله تعالى ونستغفر إليه، ونحفظ حقوق الله وحقوق الناس.


مشكلات محافظة سيستان وبلوشستان تنحلّ بتغيير الرؤى والاتجاهات، لا بتقسيمها
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته إلى ما يتردد هذه الأيام حول تقسيم محافظة سيستان وبلوشستان، قائلا: يبدو أن خطة طرحت في المجلس حول تقسيم محافظة سيستان وبلوشستان. أذكّر الذين يريدون تقسيم هذه المحافظة أن التقسيم لا يحل مشكلات المحافظة.
واستطرد فضيلته قائلا: في السابق تم تقسيم الكثير من المحافظات، لكن لم يحدث عمليا أي نوع من التغيير والتطور، بل رغم التقسيم بقيت تلك المحافظات في الحرمان السابق.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد الاتجاهات هي السبب الرئيسي لمشكلات محافظة سيستان وبلوشستان قائلا: إن جذور مشكلات محافظة سيستان وبلوشستان في مكان آخر. أصل هذه المشكلات يمكن في البعض من أنواع وجهات النظر والآراء. بدلا من محاولة التغيير، ومحاولة تقسيم محافظة سيستان وبلوشستان جغرافيا، يجب أن نغير وجهات نظرنا ومواقفنا.
وصرح فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: لا بد من المساواة بين القبائل والطوائف الموجودة في سيستان وبلوشستان التي بينها قرابات قديمة وتاريخية، ويجب إزالة التمييز. مع توظيف مديرين مؤهلين وجديرين للقوميات والمذاهب نستطيع أن نلبي مطالب الشعب، ونخطو خطوات في حل مشكلاتهم.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: الممثلون الذين لا يملكون خطة مفيدة لمن اختاروهم، يريدون أن يشغلوا العامة بمثل هذه المسائل، وهم فرحون بإثارة هذه المسائل، مع أنه كان الأولى لهم أن يبحثوا عن حلول لإزالة المشكلات الاقتصادية والمالية للناس وسائر مشكلاتهم بدراسة وخبرة.

1055 مشاهدات

تم النشر في: 21 نوفمبر, 2020


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©