أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، في خطبة الجمعة (6 شوال 1441) إلى بداية أعمال الدورة الحادية عشرة لمجلس الشورى الإسلامي، واصفاً دوره بـ “المهم والمؤثر” في إدارة البلاد، وأكّد فضيلته على لزوم اهتمام نواب البرلمان بحل مشكلات الشعب.
وأضاف فضيلته قائلا: بما أن مهمة النواب وضعُ القانون والإشراف على تطبيقه، فإن دور مجلس الشورى الإسلامي مهم جدا، ونأمل أن يحاول النواب حل مشكلات الشعب برؤية واسعة و نظرة عالية.
وأكد خطيب الجمعة في زاهدان: رغم أن أزمة “كورونا” انتشرت في جميع أنحاء العالم، ولكن في إيران بالإضافة إلى ذلك، فإننا نواجه أزمات أخرى أيضا. يواجه الشعب الإيراني العقوبات، وانهيار قيمة العملة الوطنية، ولقد تكبد التجار الذين ينشطون في مجال التصديرات والاستيرادات خسائر كبيرة بسبب ترواح سعر الدولار وانهيار قيمة العملة الوطنية، بحيث اضطر البعض منهم أن يبيعوا ممتلكاتهم حتى يتمكنوا من سداد ديونهم.
على الحاكمية أن تسعى لاحتواء الأزمة الاقتصادية
وخاطب فضيلة الشيخ الحاكمية وقادة النظام قائلا: يجب على البرلمان والحكومة وجميع قادة النظام والحكومة محاولة السيطرة على الأزمات التي تواجهها البلاد وخاصة الأزمة الاقتصادية، فالطبقة الضعيفة ذات الدخل المنخفض تواجه مشكلات أكثر، والذين كانت لديهم دخل أيضا أصبحوا في مواجهة المشكلات، والذين لم يكونوا يملكون شيئا فقد تضاعفت مشكلاتهم. مع الأسف شبابنا يعانون من البطالة و فقدان الحِرف والمشاغل، فلا بد من اتخاذ تدابير لمعالجة هذه القضية.
واعتبر مدير جامعة دار العلوم زاهدان إصلاح بعض السياسات الداخلية والخارجية وتغييرها لمصلحة النظام، قائلا: على البرلمان أن يحاول إجراء تغييرات في السياسات الداخلية والخارجية لوضع حد من المشكلات، ومن الضروري إصلاح السياسات لأجل تهدئة التوترات وخفض التصعيد، وهذا بلا شك سيكون في مصلحة البلاد، حكومة وشعبا.
وأكّد فضيلته قائلا: يجب أن تكون رؤية أعضاء البرلمان عابرة للعرقيات والمذاهب والأحزاب، وكل حزب يتولى الحكم يجب أن يهتم بالجميع، ويراعي حقوق جميع المذاهب والديانات الموجودة في إيران.
تطبيق العدالة أهمّ واجبات الحكومة
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد “إقامة العدل” و”الرؤية المتساوية” إلى الجميع بأهمّ واجب للمسؤولين، وأضاف قائلا: “تطبيق العدالة والنظرة المتساوية إلى الجميع أهمّ واجب يجب أن يجعله المسؤولون هدفهم الأصلي، ويجب عليهم أن تكون نظرتهم إلى جميع الشعب متساوية، فالله تعالى يسخط من التمييز وعدم المساواة، ويرضى العدل والمساواة، والإسلام يأمر بهذا، وإن نظرة الصحابة وأهل البيت كانت نظرة متساوية إلى الجميع.
وأضاف مدير دار العلوم زاهدان قائلا: في صدر الإسلام، كانت مكانة المسلمين من المهاجرين والأنصار واحدة، ونفس المكانة كانت لسلمان الفارسي، فكان رضي الله عنه محببا لدى النبي الكريم، وكانت العبيد والإماء في المدينة لهم المكانة التي يملكها غيرهم من الأحرار والأشراف، بحيث كان بلال الحبشي وصهيب الرومي وعمّار بن ياسر فقراء، لكن لم يكن فرق بينهم وبين سائر الصحابة في المكانة والاحترام.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: نأمل أن تتغير الرؤى والاتجاهات، ويزول التمييز في البلاد، فنحن جميعاً مسلمون وإيرانيون، ويجب أن تكون لنا جميعاً حقوق متساوية، ونأمل أن تتبع السلطة التنفيذية، والسلطة القضائية، والسلطة التشريعية، وسائر المؤسسات هدفا واحدا مشتركا، وهو تطبيق العدالة والاهتمام المتساوي بالشعب الإيراني بأكمله.
لا بدّ من دعم الحريات القانونية والشرعية
وأكد خطيب أهل السنة في جزء آخر من خطابه، على ضرورة الحفاظ على الحريات الشرعية والقانونية، قائلا: يجب الحفاظ على جميع الحريات المشروعة الممنوحة للشعب بموجب القانون، ولا بد من توفير حرية الصحافة والتعبير، والتجنب من فرض أي نوع من الرغبات الذاتية في هذا المجال.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على ضرورة الاهتمام بأهل السنة في إيران، وتابع قائلا: يتوقع أن يتم الاهتمام بأهل السنة الذين كانوا قد شهدوا جميع المواطن والمشاهد، وأن يتم استخدام مؤهليهم الأكفاء في المناصب العامة في مستوى البلاد ومراكز المحافظات. لا شك إن أهل السنة فرصة للجمهورية الإسلامية، ومن المناسب اغتنام هذه الفرصة.