header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة في زاهدان:

يجب التعامل مع كورونا بجدية

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (11 رجب 1441) بعد تلاوة آية {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يرجعون}. إلى أن فيروس كورونا إنذار إلهي، وهو من نتائج الظلم والفساد وسلوك أبناء آدم، داعيا فضيلته الجميع إلى التوبة والاستغار وأن يتعاملوا مع هذا العذاب بجدية.
وأضاف فضيلته قائلا: من قوانين الله تعالى أن المؤمنين إذا آمنوا بالله، وعملوا صالحا، يعطيهم الاطمئنان، ويكرمهم بالحياة الطيبة، وينزل عليهم البركات السماوية والأرضية؛ يقول الله تعالى: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض}، ويقول الله تعالى: {ولو أنهم أقاموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليهم من ربهم لأكلوا من فوقهم ومن تحت أرجلهم}.
وتابع فضيلته قائلا: كما أن العمل على الشريعة والشكر على النعمة سبب لزيادتها، كذلك المعصية والكفر سبب لزوالها؛ الشرك والغفلة، والقتل والظلم، تضييع حقوق الناس، وحقوق الله تعالى، كل ذلك يجلب الآفات والخسائر والسمعة السيئة للناس.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: لقد خلق الله تعالى الأرض مطهرة صالحة، لكن البشر أفسدوها بأعمالهم؛ يقول الله تعالى: {ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا لعلهم يريجعون}، وهل معصية أكبر من الزنا، والخمر، والقمار، وإهمال تعاليم الشريعة، وإيذاء الناس، والظلم، وتخريب منازل الفقراء، والتشريد؟
وتابع فضيلته قائلا: كورونا، والفيضانات، والزلازل، وأنواع المصائب بسبب عمل الإنسان. عصينا الله تعالى، واتبعنا الشهوات، والشيطان، ضيعنا الصلاة وحق الوالدين والأقارب، والجيران وحقوق الناس.
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: معصية الرب لها عقوبة، العالم أصبح غير آمنا بسبب الحروب، والمظالم، والأمراض، والبليات السماوية؛ الهند التي كانت من أكثر البلاد ديموقراطية ألغت الحكم الذاتي في الهند، وبدأت تظلم المسلمين وتضطهدهم.
واستطرد فضيلته قائلا: الصفا والمروة والكعبة والأماكن التي لم تخل أبدا، عطلت. أعمالنا أثرت على الحرمين الشريفين الذين هما الجنة في الأرض، وقد عطلت الجمعة، والمساجد، والمدارس الدينية، والجامعات في الكثير من الأماكن والمناطق.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد فيروس كورونا “عذابا إلهيا”، وتابع قائلا: كرونا ليست رحمة، بل هو عذاب من الله تعالى؛ هذا الفيروس أضر باقتصاد العالم، وأخل بحركة المطارات والاسواق العالمية، والصناعة، والإنتاج، وكل اقتصاد العالم. ما أعظم خسائر هذا الفيروس!
وأضاف فضيلته قائلا: من يموت بسبب كرونا، يربطونه في بلاستيك ويدفنونه من غير غسل وكفن وصلاة. الموت حق، ولكن أن يموت الإنسان بعزة، أن يغسل، ويصلى عليه، ويضعه أقاربه في القبر بأيديهم، لا أن يلف داخل بلاستيك، ويلقوه في حفرة خوفا من عدوى الفيروس للآخرين. إن لم يكن هذا عذاب، فما هو العذاب؟
وأكد مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: إن الله تعالى يحذر وينذر: {فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم وزين لهم الشيطان ما كانوا يعلمون}. عدم التضرع يدل على قساوة القلوب، وأنها كالحجارة، من لا يتلقى تحذير الله يصبح شقيا. يجب أن نعود إلى الله تعالى، ونتوب إليه ونستغفر. أوصوا النساء والرجال والأطفال أن يقرؤوا القرآن الكريم، ويتصدقوا، وتبرعوا على الفقراء، والمساجين، ليكشف الله عنا هذا البلاء. أنفقوا على المدارس والمساجد والفقراء، هذا المرض لا يترك للإنسان عزة ولا كرامة، ولا طريق سوى التوبة والرجوع إلى الله، فيجب أن نتوب إلى الله تعالى.
وأكد فضيلته في النهاية على ضرورة مراعاة التعاليم الصحية قائلا: عليكم بمراعاة الأمور الصحية؛ واجتنبوا من المصافحة والمعانقة والتقبيل، واغسلوا أيديكم دائما، واغسلوا وتطيبوا ثم تعالوا لصلاة الجمعة؛ هذه سنة الرسول الكريم، وفي المستقبل يجب أن يأتي كل شخص بسجادة يصلى عليها.

1904 مشاهدات

تم النشر في: 9 مارس, 2020


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©