انتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في قسم من خطبته، القرار الأخير للحكومة بشأن رفع أسعار البنزين، مؤكدا على ضرورة إعادة النظر في هذه القضية.
وقال فضيلته: رفع أسعار البنزين كانت معه مشكلات وتبعات. يرى أغلبية الشعب الإيراني أن السعر الذي حدد للبنزين مرتفع جدا، ويعرض الشعب للضغوطات.
وأضاف فضيلة الشيخ قائلا: الذين أشاروا على المسؤولين بزيادة السعر البنزين، لم يدرسوا جميع جوانب القضية، ولم ينظروا إلى كافة الزوايا، وقدموا تقريرا ناقصا من الموضوع إلى المسؤولين.
وتابع مدير جامعة دار العلوم زاهدان: يواجه الشعب الإيراني عقوبات قاسية وظروف معيشية صعبة، ويعاني عامة الشعب مشكلات اقتصادية عديدة. لماذا لم يراع الخبراء الذين اقترحوا زيادة أسعار البنزين الأوضاع الاقتصادية السيئة للناس؟!
واستطرد فضيلة الشيخ، مطالبا بإعادة النظر في أسعار البنزين قائلا: كشخص يريد الخير للشعب والحاكمية وكمطلب شعبي، أطالب بإعادة النظر في قرار زيادة أسعار البنزين. نأمل أن يراعي المسؤولون ظروف الناس، ويهتموا بالمطالبات التي هي لصالح الناس والوطن.
المعاملات الربوية وغير الشرعية لها تبعات خطيرة جدا على الفرد والمجتمع
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد في القسم الأول من خطبة الجمعة، تبعات المعاملات الربوية وغير الشرعية، بـ “المدمرة والخطيرة” للمجتمع، مؤكدا على ضرورة الاهتمام إلى الأحكام الشرعية بشأن المعاملات ومرعاة حقوق الناس.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد بعد تلاوة آية {وتأكلون التراث أكلا لما، وتحبون المال حبا جما} قائلا: إن الله تبارك وتعالى أكرم المسلمين بالدين المرضي عنده، ولهذا الدين في كافة الشؤون تعاليم وتوجيهات وأحكام.
وتابع فضيلته قائلا: للإسلام تشريعات جامعة في مجال المعاملات، كما أن اعتقادنا وأخلاقنا، وتعايشنا وسلوكنا يجب أن يكون إسلاميا، هكذا يجب أن تكون معاملاتنا إسلامية وصحيحة.
واستطرد مدير جامعة دار العلوم زاهدان: على المسلمين أن يعيشوا في نطاق الإسلام، ويلتزموا في كل مجال قوانين الإسلام وتعاليمه، ولا ينبغي أن يهملوا الأحكام الشرعية ولا سيما في المعاملات.
وأضاف فضيلته قائلا: مع الأسف ترتكتب المعصية في مجتمعاتنا في مجال المعاملات. التجار والنقابات المعتددة حينما يحصلون على ترخيص للعمل، لا ينبغي أن يرتكبوا ما يخالف الشريعة. وإن كان عندهم ريب أو شك في قضية، يجب أن يسألوا حكمها الشرعي من العلماء ومراكز الإفتاء لتطمئن قلوبهم في تلك القضية.
وأكد فضيلته قائلا: البعض يستوردون المخدرات والسلع التي تضر بالمجتمع وتحمل معها المفاسد. يجب أن لا يستورد المسلمون ما يضر بالمجتمع والأسواق، وما يحرم بيعه ويخالف الشريعة، لأن المعاملات غيرالشرعية تفسد أموال الإنسان وممتلكاته.
واعتبر خطيب أهل السنة “المعاملات الربوية وغير الشرعية” بالمدمرة، وتابع قائلا: الكثير يقومون بمعاملات ربوية، وحينما تجتمع لديهم أموال كثيرة، يظنون أنهم نجحوا، مع أن في هذا المال هزيمة. المال الحرام يدمر الصحة والأسرة والحياة.
وأكد فضيلته قائلا: لستم مكلفين بأن توفروا نفقات الأهل والأولاد من الطريق المحرم، ومن الربا والسرقة والمخدرات. الرزق يجب أن يكون حلالا، شرعيا، خاليا من الشبه والغش. المال الحلال وإن كان قليلا خير من المال الحرام.
واستطرد فضيلته قائلا: الذين يستوردون المخدرات ويوزعونها، قد يعمرون بيتا، لكنهم يدمرون بيوتا. فلا ينبغي أن نقوم بتجارة هي سبب دمار العشرات من العوائل والأسر وانهيارها.
وأشار خطيب أهل السنة إلى بعض تبعات المخدرات قائلا: يشكل تجار المخدرات قسما كبيرا من السجناء. حينما يلقى شخص واحد في السجن، يقلق الكثير من العوائل، وربما تنهار عائلة أو أسرة بسببه! ومن ناحية أخرى الذين يتعاطون المخدرات يثيرون مشكلات عديدة لأنفسهم ولعوائلهم. الإدمان يضر بالشعوب والأجيال.
وأضاف فضيلته قائلا: تبعات بيع المخدرات كبيرة للمنطقة. الكثير من النزاعات، والاختطافات، وحوادث القتل، والأزمات ناشئة من بيع المخدرات.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: أطالب الجميع أن يبحثوا عن مهن وحرف نزيهة ومشروعة، ويسعوا لتوفير الأعمال والمهن في المجتمع.
اجتنبوا من تضييع حقوق النساء والأيتام عند تقسيم الإرث
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى تقسيم الإرث قائلا: بعد تكفين الميت ودفنه، من أهم المسائل تقسيم الميراث الذي يجب أن يكون وفقا لتعاليم الشريعة. أفضل العوائل هي التي لم تسرف في مال الميت، وقسموا الميراث بين الورثة.
واستنكر فضيلته تضييع مال اليتيم قائلا: لا تأكلوا مال اليتيم؛ يقول الله تبارك وتعالى: {إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما إنما يأكلون في بطونهم نارا وسيصلون سعيرا}. أكل مال اليتيم يدمر الإنسان.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إن الله تبارك وتعالى عين من الميراث نصيبا للنساء أيضا. الكثير من النساء يعفون عن نصيبهن في الميراث، وهذا الإعفاء لا اعتبار له لأنه حسب عادة المنطقة تكون من إجبار. هكذا هبة المهر إذا لم تكن عن طيب نفس لا اعتبار لها. كذلك مهر النساء اللاتي توفي أزواجهن يجب أن يدفع لهن كاملا.
وأضاف مدير جامعة دار العلوم زاهدان: أوصي جميع المصلين والمسلمين ان يجتنبوا من تضييع الميراث، ويعطوا حقوق الجميع. فإن نخرج سنويا للحج، ونصلي التهجد وصلاة التسبيح، لكن تبقى حقوق الناس على أعناقنا، لن تأذن هذه الحقوق أن ندخل الجنة. لذلك يجب أن نجتنب من تضييع حقوق الناس لا سيما حقوق النساء والأيتام أثناء تقسيم الميراث، ولا نكسر قلب أحد، لأن كسر القلوب معصية لها عقاب في هذه الدنيا والآخرة.