header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

رسول الله أفضل أسوة وخير معلم للبشرية

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (17 ربيع الأول 1441) بعد تلاوة آية {والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة أنهم إلى ربهم راجعون}، إلى التأسي بكافة أبعاد حياة الرسول الكريم، واصفا حياته الطيبة بـ “الأسوة الحسنة” للناس جميعا.
وقال فضيلته: لقد جعل الله تعالى رسول الله أسوة لنا، فهو أفضل أسوة من الناحية الاعتقادية والعملية والأخلاقية. لن يجد أهل الدنيا أسوة أفضل من الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: رسول الله أعظم معلم للبشرية، حيث بين للإنسانية حقيقة حياة الدنيا والآخرة، ليتعرف الناس على حقيقة كل واحد منهما. قال الله تعالى حول مكائد الشيطان ومغريات الدنيا: {فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور}.
وتابع فضيلته قائلا: لا بأس بالاستفادة من الدنيا، لكن يجب أن نكون حذرين أن لا تدخل الدنيا في القلب، ولا تسيطر على الذهن، لأن الدنيا لا ثبات لها، ومنافعها قليلة، لكن الآخرة خالدة، ومنافعها أو مضراتها كذلك خالدة باقية. فلا تؤثروا الدنيا على الآخرة أبدا.
واستطرد مدير دار العلوم زاهدان قائلا: لقد علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ندخر من الدنيا قدر الحاجة. لا ينبغي أن نغرم بالدنيا بحيث لا نميز بين الحلال من الحرام وتكون محبتنا مع الدنيا سببا في أن لا نؤدي زكاة أموالنا، ولا نراعي حقوق الناس، ولا نؤدي ديون الناس وحقوق الأيتام والأرامل. من كانت في قلبه رغبة شديدة إلى الدنيا، يكون حقيرا وذليلا عند الله تبارك وتعالى، ويبتلى بعذاب الله تبارك وتعالى.


الغفلة عن الله مخالفة لسيرة الأنبياء
واعتبر خطيب أهل السنة “ذكر الله تعالى”، و”السعي لإعمار الآخرة” من الخصائص المشتركة بين الأنبياء، وتابع قائلا: كان همّ الرسول الكريم كله بناء الآخرة، وإن كان علّمنا الاستفادة من الدنيا ونفع الغير.
وتابع فضيلته قائلا: لكن مع الأسف بسبب المحبة المفرطة للدنيا ابتلي أكثرنا بالغفلة. اليوم حينما يجلس الناس، يتكلمون عن الفلوس والمال والتجارة والمنافع المادية، ولا يذكرون القبر والقيامة والآخرة. لقد قلت تذكرة الآخرة في مجالسنا، وعمّت الغفلة، مع أن هذه مخالفة لسيرة الأنبياء والأولياء والصالحين.
واستطرد فضيلته قائلا: يجب أن نصلح أعمالنا وتصرفاتنا، ونجعل حياتنا وفقا لسيرة الرسول الكريم وسنته، وسنة الصحابة وأهل البيت وأولياء الله، ولا نحب الدنيا، بل يجب أن نعلق قلوبنا مع الرسول الكريم والآخرة.


التوفيق للتوبة والاستغفار علامة لمحبة الله مع العبد
وأكد مدير جامعة دار العلوم زاهدان على لزوم التوبة قائلا: إن الله تعالى يحب الذين يذكرونه، ويذكرون الموت، ويستعدون للآخرة، ويكره من عشقوا الدنيا، واتبعوا الأهواء النفسية.
وتابع فضيلته قائلا: الذين لا يجعلون تعاليم الرسول وتوجيهاته نصب أعينهم، ينحطون عند الله، وإن أعطاهم الله تعالى أكثر من غيرهم. امتلاك المال الأكثر ليس علامة محبة الله مع العبد، بل الله تعالى إذا أحب شخصا جعله على الصراط المستقيم، ويوفقه للتوبة والاستغفار الكثير.


في الصلاة يجب أن ننسى كل شيء سوى الله تعالى
وصف خطيب أهل السنة “الصلاة” بالعامل المزيل للحجاب بين العبد والرب، وتابع قائلا: الصلاة عبادة خاصة. في الصلاة ترفع الحجب، والله تعالى يعتني بالعباد في حالة الصلاة، فويل لنا أن يعتني الله بنا وتكون عنايتنا في مكان آخر!
واستطرد فضيلته قائلا: الصلاة تضرع ومناجاة مع الله تبارك وتعالى. يجدر بنا أن ننسى في الصلاة كل شيء سوى محبة الله، وخوفه، واحترامه. يجب أن نزيد من توجههنا والتفاتنا في الصلاة، فإن زدنا من دقتنا وتوجهنا، سينكشف الكثير مما لا نشاهده.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على لزوم إصلاح الأعمال، قائلا: قافلة الآخرة تسير يوميا. الناس يموتون من غير أن يأخذوا استعدادهم للآخرة. فيا أسفى على من يموت غافلا من غير استعداد للآخرة.
وأضاف فضيلته قائلا: من أنفق في سبيل الله، وتبرع على الأيتام والتلاميذ، والمشافي والمساجد وطرق الخير، يعد من الصالحين. الإنسان يقول عند الموت: {رَبِّ لَوْ لا أَخَّرْتَني‏ إِلي‏ أَجَلٍ قَريبٍ فَأَصَّدَّقَ وَ أَکُنْ مِنَ الصَّالِحينَ}. حينما يشاهد العبد يده فارغة يوم القيامة يقول: {رب ارجعون لعلي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون}. تمني العودة إلى الدنيا عابث بلا فائدة. فلا عودة من الآخرة إلى الدنيا، ولن يعود أحد إلى الدنيا. الآن توجد لدينا الفرصة فلماذا لا نستعد للآخرة؟
وأردف فضيلته قائلا: يجب أن نغير أحوالنا، ولا نصرف كل أوقاتنا في الحصول على المنافع المادية، بل يجب أن نذكر الله تعالى في كل لحظة، ونؤدي الصلاة في وقتها، ونتعرف على وظائفنا، ونراقب الجنة قبل أن نرحل إلى الآخرة. ويجب أن ندرس سيرة الأكابر في كافة الأبعاد، ولا نكتفي بدراستها أيام الموالد والوفيات، بل يجب أن نذكر سيرتهم في كل الأحيان، ونعطر مجالسنا بتذكرتهم.

1180 مشاهدات

تم النشر في: 20 نوفمبر, 2019


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©