تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة، في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (3 ربيع ألأول 1441)، بعد تلاوة آيات 190- 191 من سورة آل عمران المباركة، إلى بيان أهمية “ذكر الله تعالى” كأهمّ وصفة لإزالة الغفلة، واصفا إياه سببا للحفظ من أي ذنب وعدو.
وأضاف فضيلته قائلا: الغفلة عمت في عصرنا مع الأسف. نحن لا نغتنم الفرص العديدة التي منحنا الله تبارك وتعالى كالشباب والفراغ والعافية لذكر الله تبارك وتعالى وللتعلق مع الله عز وجل. الغفلة مضرة ومدمرة، وتدمر المعنوية وعلاقة الإنسان مع الله تبارك وتعالى.
وأضاف فضيلته قائلا: أهم شيء يزيل الغفلة هي ذكر الله تبارك وتعالى. ذكر الله تعالى أعظم نعمة، ليس شيء أعظم لنا من ذكر الله تعالى والتعلق مع الله تبارك وتعالى. يجب أن نذكر الله تبارك وتعالى في كل زمان ومكان، وفي المكان الذي لا نستطيع أن نذكره باللسان، نذكره في القلب، ونذكر نعم الله تعالى علينا، ونفكر في آياته، ونتوجه إلى الله تبارك وتعالى.
وتطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى أهمية ذكر الله تبارك وتعالى، وأضاف قائلا: يجب أن يذكر الإنسان الله أينما كان. ولقد شبه في الحديث الشرف الإنسان الذاكر بـ”الحيّ” والإنسان الغافل بـ”الميت”؛ «مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت». توجد البركة في اسم الله تبارك وتعالى. ذكر الله تبارك وتعالى يحيي الإنسان ويقويه، وبالذكر ينمو فكر الإنسان وينشط بدنه أيضا. الكائنات تستمد قوته وإرادته من الله تبارك وتعالى.
وتابع فضيلته قائلا: من لديهم أعمال ومشاغل كثيرة، عليهم أن يذكروا الله تعالى أكثر، لأن الإنسان يتقوى عند التعلق مع الله تبارك وتعالى. لذلك لم يأمر الله تبارك وتعالى بالإكثار من عبادة إلا الذكر، حيث يقول: “اذكروا الله ذكرا كثرا”.
واستطرد فضيلته: الطهارة أيضا ليست ضرورية لهذه العبادة. ولقد أذن الله تبارك وتعالى لنا أن نذكره عز وجل سواء كنا على طهارة أو لم نكن، لئلا نحرم من هذه العبادة والتعلق مع الله تبارك وتعالى. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه: “وأنا معه إذا ذكرني، فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم”.
التعلق مع الله تبارك وتعالى مصدر الخير الكثير
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: التعلق مع الله مصدر خير كثير وحسنات عديدة؛ الإنسان يزداد محبة بذكر الله تعالى، ويزداد قلبه نورا، ويوفق للعمل الصالح، وتسود البركة والرحمة حياته. التعلق مع الله الذي يحصل بالذكر والعمل على الشريعة والسنة، والاجتناب من الذنوب تأتي بالرحمة والسكون والهدوء واطمئنان القلب؛ {ألا بذكر الله تطمئن القلوب}.
وأضاف فضيلته قائلا: اذكروا الله يوميا، وصلوا على الرسول الكريم. لقد أمر الله تبارك وتعالى بالذكر والصلاة على النبي يوم الجمعة بشكل خاص؛ {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضل الله واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون}.
في مثل هذا اليوم يجب الإكثار من ذكر الله تعالى والصلاة على النبي الكريم. الصلاة على النبي الكريم معناها طلب الرحمة لرسول الله من الله تبارك وتعالى. الصلاة تكون سببا لفرح رسول الله، كما أن الله ينزل عشرة رحمات على الإنسان بسبب صلاة واحدة.
وتابع مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: حينما يوجد مجال لصفقة عظمية مثل هذا، لماذا نحرم أنفسنا؟ لماذا لا نتعلق مع الله تبارك وتعالى؟ لماذا لا نقيم تعلقا مع الله بالذكرو الصلاة والتلاوة وعيادة المريض، وزيارة القبور والدعاء لأهلها، ولقاء الأقارب وسائر العبادات؟
النجاة في اللجوء إلى الله تبارك وتعالى في الدنيا والآخرة
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد ذكر الله تبارك وتعالى سببا لحفظ النفس من الذنوب والعدو، وتابع قائلا: لنذكر الله تعالى وندعوه باللسان، ولنقرأ الأدعية المأثورة. فمن قرأ هذه الأدعية والأذكار: “سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر”. “لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير”، “سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم”، “رب اغفرلي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم”، من قرأها سيكون في قلعة من حفاظ الله تبارك وتعالى، ولا يقترب منه شيطان ولا عدو.
وأكد فضيلته قائلا: سيدنا يوسف عليه السلام لما وقع في محنة وابتلاء، تعلق مع الله تبارك وتعالى في كل لحظة. لذلك يجب أن يلجأ الإنسان في كل محنة ومشكلة إلى الله تبارك وتعالى. نجاة العبد في اللجوء إلى الله تعالى في الدنيا والآخرة. يريد الله تعالى أن يلجأ العبد إليه في كل محنة ومشقة. يقول الله تبارك وتعالى: {فلولا إذ جاءهم بأسنا تضرعوا ولكن قست قلوبهم}.
واستطرد خطيب أهل السنة في مدينة زاهدان قائلا: لماذا العباد لا يتضرعون عند العذاب؟ لماذا لا يدعون عند القحط والعقوبات والمحن والأمراض؟ لماذا الذي أصيب بالسرطان وأنواع من المشكلات لا يدعو الله تعالى؟ الإنسان الغافل حينما يبتلى بالمشكلات والمصائب لا يدعو الله تبارك وتعالى، لكن المؤمن إذا أصابته المشكلات يتذكر الله فورا.
صحابة رسول الله وسيدنا إبراهيم عليه السلام لما واجهوا مشكلات كانت تجري على ألسنتهم كلمة “حسبي الله ونعم الوكيل”. لقد نجى الله تعالى سيدنا إبراهيم من النار وأنقذ الصحابة من الأضرار، وأكرمهم بمنافع دنيوية أيضا. {انقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء}.
سيستان وبلوشستان أكثر أمنا من العاصمة والكثير من المحافظات الأخرى
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى بعض الدعايات السيئة بشأن الأمن في محافظة سيستان وبلوشستان، قائلا: أحيانا نسمع البعض من الأعداء الأذكياء ينشرون الدعايات ضد المحافظة، بأن فيها قتل وغياب للأمن ويسعون أن يقدموا صورة مشوهة من المحافظة.
وصرح فضيلته ردا على هذه الدعايات: بإمكاننا أن نقول بصراحة أن “سيستان وبلوشستان” أكثر أمنا من المحافظات الأخرى حتى العاصمة طهران، والكثيرون يعترفون بهذه الحقيقة. يسود الأمن والأمان محافظة سيستان وبلوشستان، ولا توجد مشكلات هنا.
وأكد مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: الشعب الإيراني شعب كريم شريف، لكن أهل محافظة سيستان وبلوشستان من أشرف طبقات الشعب الإيراني والقوميات الإسلامية. أهل هذه المحافظة مشهورون بالكرم والضيافة. فلو سافر السياح وكذلك قدم رجال الأعمال إلى هذه المحافظة لن يجدوا إلا الكرم والضيافة والاحترام.
وانتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد قصور التلفزيون الرسمي في التعريف الصحيح للقوميات الإيرانية قائلا: الدعايات السلبية سبب لتخريب الأذهان. لماذا لا يقوم التلفزيون الرسمي بأداء واجبه في مجال التعريف بالقوميات الإيرانية وإيجابيات المحافظة وخصائصها.