اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (21 ذو الحجة 1440) الذنوب والمعاصي سببا للمشكلات والفشل في الأعمال والغفلة والاضطرابات للمسلمين، مؤكدا على ضرورة العودة إلى الله تعالى والتغيير في الحياة.
وقال فضيلته بعد تلاوة آية “إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم”: القرآن الكريم كتاب عظيم جامع حافل بالحكمة والموعظة، ولو دققنا النظر نجد أن هذا الكتاب السماوي أجاب عن جميع أسئلتنا وشبهاتنا. فإن لم نجد أجوبة أسئلتنا في القرآن الكريم، فهو من دلائل ضعفنا وعجزنا العلمي، لأن الله تبارك وتعالى أجاب عن جميع حاجات الإنسان في مجال الهداية والإرشاد.
واعتبر فضيلته في ضوء الآية المذكورة، الذنوب من العوامل المؤثرة في زوال النعم، قائلا: المعصية والذنوب تجلب معها زوال النعمة. الكثير من الناس حينما يفقدون نعمة الانتصار والسلامة والثروة والمال والمنصب، يحدث تغيير في أوضاعهم المادية. في هذه اللحظة ترشد الآيات القرآنية الكريمة والسنة النبوية بأن التوبة أفضل الطرق للنجاة من المعاصي والذنوب.
واستطرد فضيلته قائلا: لقد وضع الله تعالى قوة وقدرة عظيمة في متناول فرعون وملائه، لكن لما بعث سيدنا موسى عليه السلام إليه، وقف فرعون ضده فأغرقه الله تعالى. إن تمرد فرعون وعصيانه كان السبب في أن تزول كل نعمه وعمارته وقصوره.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: الفسق والفجور سبب فشل الإنسان والهزيمة، والإطاعة من تعاليم الرب تبارك وتعالى سبب للسعادة والنجاح. حينما تشيع المعاصي في المجتمع، يواجه ذلك المجتمع مشكلات وأزمات. اليوم يواجه المسلمون أزمات وتحديات، وابتلوا بالزلازل والسيول والحروب والظلم و الإجرام والنزاع، والحل أن يُحدث المسلمون في حياتهم تغييرات.
على المسلمين الاجتناب من التمييز والتعصب الجاف وضيق النظر
وأكد خطيب أهل السنة على لزوم التوبة والفرار من المعصية، وتابع قائلا: إن الظروف الراهنة ومصالح الإسلام والمسلمين تتطلب أن يغير المسلمون جميعا في أنفسهم. يجب التغيير في المدارس الدينية، ويجب أن يرفع علماء الشيعة والسنة مدى تحملهم، ويجتنبوا من التعصب وثقافة التهمة وعدم التحمل.
واعتبر فضيلته الإسلام “رحمة للعالمين” قائلا: الإسلام رحمة للعالمين؛ لا ينبغي تشويه الإسلام بالإفراط وضيق النظر والسلائق الشخصية.
واعتبر رئيس اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان، المسلمين من الأغصان القوية للإسلام، وتابع قائلا: المسلمون جميعا بعضهم إخوة بعض، وهم من الأغصان القوية للإسلام. يجب أن يغير المسلمون في أنفسهم، وينبذوا العداوة والتمييز وعدم التحمل والإهانة.
انتزاع الاعترافات القسرية مرفوض من وجهة نظر الشريعة
وفي قسم آخر من خطبته، ندد فضيلة الشيخ عبد الحميد انتزاع الاعترافات القسرية من المتهمين، واصفا إياه بالمغاير لأصول الشريعة.
وأشار فضيلته إلى حادثة اغتيال العلماء النوويين الإيرانيين الذين تم اغتيالهم قبل سنوات وبث اعترافات تلفزيونية للمتهمين، تبينت أخيرا بأنها كانت مزيفة، وأضاف قائلا: انتشرت أخيرا تفاصيل حول ملف اغتيال العلماء النووويين في وسائل الإعلام بأن الذين اعتقلوا بتهمة اغتيال هؤلاء العلماء وتم بث اعترافاتهم، اعترفوا بالجريمة تحت التعذيب وكانت الاعترافات مزيفة.
وأضاف فضيلته قائلا: لا قيمة من وجهة نظر الشريعة لأي اعتراف يتم تحت التعذيب والضغوط، والشرع الإسلامي لم يأذن بهذه الأعمال. الذين ينتزعون الاعتراف من المتهم متوسلين بالتعذيب والإكراه، لم يعرفوا الدين الإسلامي.
وتابع قائلا: ما نشاهد أن البعض من الأفراد يختطفون الآخرين، وينتزعون منه الاعترافات تحت التعذيب بأنهم يطلبون منه المبلغ الفلاني، أو ارتكب الجريمة الفلانية، لا قيمة لاعتراف مثل هذا. انتزاع الاعترافات القسرية مغاير للشريعة الإسلامية.
وصرح فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: نحن جميعا مكلفون بأن نلتزم تعاليم الدين الإسلامي. فإذا أصدر القاضي حكم تعزير شخص للحصول على الاعتراف، فهذا الحكم والاعتراف مرفوضان من وجهة نظر الشريعة. لذلك نطالب المسئولين أن لا يأذنوا أن تحدث هذه القضية في مؤسسة أو دائرة.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على لزوم التغيير في بعض السياسات في المستويات المختلفة قائلا: كلنا بشر، ومن الممكن أن نتعرض للخطأ، لكن المهم أن نعترف بأخطائنا ونحدث تغييرات فينا.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: مع تعيين الرئيس الجديد للقضاء، تبذل مساع في مجال التغيير في القضاء، وتجري جهود لمكافحة المفاسد، وهذا الأمر مثير للسرور. جميع الإدارات والمنظمات تحتاج إلى إعادة النظر والتغيير في بعض سياساتها.