وصف فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة ورئيس جامعة دار العلوم لأهل السنة بمدينة زاهدان، في مؤتمر “دور الشباب والمنظمات الشعبية في تكوين التقريب بين المذاهب الإسلامية” الذي عقد في ميناء تشابهار، الوحدة والحوار من أهم حاجات العصر الجديد، ناصحا الجيل الجديد بالسعي في مجال هاتين المقولتين المهمتين.
وأشار فضيلته إلى أوضاع والظروف الراهنة في العالم الإسلامي قائلا: العالم الإسلامي يمر اليوم بأوضاع مختلفة تماما عما كان عليه في الماضي، وهذا يتطلب أن يكون المسلمون أكثر اتحادا وانسجاما بعضهم مع بعض.
وتابع فضيلته قائلا: لقد أكد القرآن الكريم والرسول الكريم قبل أربعة عشر قرنا المسلمين بالوحدة. لكن منذ أن ابتعد المسلمون عن القرآن والسنة، ولم يبذلوا الاهتمام المناسب للقرآن الكريم والسنة، واجهوا مشكلات عديدة.
وأكد خطيب أهل السنة قائلا: العالم الإسلامي يمر بظروف خاصة؛ القوى المستبدة في العالم التي كانت تتنافسان في شكل نظامي الشيوعية والرأسمالية، اتحدت ضد الإسلام، ولا ترى منافسا لها في الظروف الراهنة في هذا المجال، وقد ركزت جميع برامجها ضد الإسلام.
وتابع فضيلته قائلا: يجب أن يتحد المسلمون للحفاظ على الإسلام ومنافعهم؛ هذا ما يقوله العقل ويؤيده الشرع. على المسلمين أن يتمسكوا بالمشتركات بدل التطرق إلى المسائل الاختلافية، والقرآن الكريم يدعو أيضا إلى التمسك على المشتركات، بحيث دعا أهل الكتاب إلى أن يأتوا إلى كلمة سواء بينهم وبين المسلمين وهي التوحيد.
واعتبر مدير جامعة دار العلوم زاهدان، الإسلام دين الحوار والمفاوضات قائلا: الإسلام دين الحوار ونصح المسلمين أن يتفاوضوا معا بالتمسك على المشتركات. والمسلمون لما أنهم ينتمون إلى الإسلام وبينهم مشتركات كثيرة، يجب أن يجلسوا للتفاوض والحوار أكثر.
وتابع فضيلته قائلا: الإسلام دين التسامح، وفيه سعة كبيرة للتحمل. يجب أن نعزز أخوتنا ووحدتنا من خلال التأسي بالقدرات الموجودة في الدين الإسلامي وسيرة الرسول الكريم. الصراعات الطائفية والقومية من علامات الفقر الثقافي، ودليل على تخلف المسلمين. لا ينبغي أن ينسى المسلمون التقارب والتعاطف في أي ظرف من الظروف.
يجب أن يكون الجيل الشاب مصدر الوحدة والحوار
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على ضرورة اهتمام الجيل الجديد إلى ثقافة الخطاب الديني والوحدة، قائلا: الشباب الذين هم الجيل الجديد من مجتمعنا، يجب أن يهتموا أكثر من غيرهم إلى الوحدة والحوار. انقضت الظروف الماضية، والأوضاع الجديدة بحاجة إلى الحوار والوحدة والأخوة. عليكم أيها الشباب أن توسعوا مدى تحملكم.
وذكر مدير دار العلوم زاهدان “محبة أهل البيت” كأحد القواسم المشتركة بين المسلمين، قائلا: وردت في كتب أهل السنة العديد من الأحاديث والروايات في مناقب أهل البيت، بحيث لو طالع شاب شيعي ليست له معرفة بمذهب أهل السنة، يتعجب منها، مع أن ما ورد في هذه الكتب هي عقيدة أهل السنة، وأهل السنة يحبون أهل البيت. فحينما توجد قواسم مشتركة بين المسلمين إلى هذا المستوى، فلماذا لا ينبغي أن يجلسوا للتفاوض؟
التعصبات الجامدة أوقعت أكبر ضرر بالإسلام
وندد فضيلة الشيخ عبد الحميد التعصبات الجامدة قائلا: التعصبات الجامدة علامة الفقر الثقافي في أي مجتمع من المجتمعات، والتي يجب الاجتناب منها. الشعب الإيراني شعب مثقف؛ لا ينبغي أن تكون هذه التعصبات الجامدة بين الشيعة والسنة. حينما وصف القرآن الكريم الأمة المسلمة بـ “الأمة الواحدة”، لا ينبغي أن يتعصب المسلمون تعصبات جامدة، ويحمل بعضعهم الحقد والضغينة بالنسبة إلى بعض.
وصرح فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: الاختلافات الناتجة عن التعصبات الجامدة أضرت بالإسلام. الإسلام دين الاعتدال، وبعيد عن الغلو والتفريط. على المسلمين أن يتحمل بعضهم بعضا.
وأضاف فضيلته قائلا: إن أعداء الإسلام اليوم يستغلون الانقسامات بين المسلمين في سبيل تحقيق منافعهم، ويسعون في إذلال المسلمين من خلال بث الكراهية والطائفية، لأن في الوحدة توجد العزة، وفي الافتراق والاختلاف توجد الذلة. على المسلمين أن يحلوا مشكلاتهم بالحوار والوحدة والانسجام.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: يوجد بين الشعب الإيراني مع الأسف من لديهم أفكار مغلقة ضيفة. نرجو أن يأتي يوم تنمو فيه الفكرة والحوار والخطاب الديني المعتدل في المجتمعات. علينا أن نفكر لمصالح المسلمين جميعا، ونفكر أيضا لمصالح الإنسانية، لأننا مشتركون مع كافة الناس في الإنسانية.