تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (14 ذوالحجة 1440) بعد تلاوة آية: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين”، إلى أهمية الصدق في القول، واصفا إياه من مكارم الأخلاق التي أكدت عليها الديانات السماوية.
وقال فضيلته: الصدق من أعظم المكارم، والكذب من أسوء الرذائل. الصدق من قيم الحضارة الإسلامية، ومن أهم ثرواته.
وتابع فضيلته معتبرا الصدق من أهم صفات الرسول الكريم، قائلا: لما صعد رسول الله لأول مرة على الصفا ودعا الناس إلى التوحيد الإلهي، سمع الناس كلامه لأنهم كانوا يعتمدون عليه، لأنه لم يصدر عنه الكذب أبدا في حياته. فإن كنا نحن متبعين حقا للرسول الكريم، يجب أن نجتنب الكذب، لأن الكذب من المعاصي الكبيرة التي هي أصل الكثير من الذنوب الأخرى.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد الصدق من علائم الإيمان، وأضاف قائلا: كما أن الصدق له تأثير إيجابي، كذلك الكذب له تأثير سلبي. الكذب يفسد الإنسان من الداخل، ويعمي بصر القلب. الصدق ينجي الإنسان والكذب يهلكه.
وأضاف فضيلته قائلا: قال النبي الكريم: “اضمنوا لي ستا من أنفسكم أضمن لكم الجنة: اصدقوا إذا حدثتم، وأوفوا إذا وعدتم، وأدوا إذا اؤتمنتم، واحفظوا فروجكم، وغضوا أبصاركم، وكفوا أيديكم”. وفي رواية أخرى: “من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة”.
واستطرد فضيلته قائلا: حافظوا على لسانكم، فالذي يكثر من الكلام يكذب ويغتاب، ويتهم، ويتكلم بما لا يعنيه. لا ينبغي للإنسان أن يتكلم إلا بما فيه نفع دينه ودنياه. قال صحابي مرة: يا رسول الله وإنا لنؤاخذ بما نتلكم به؟ قال: “… وهل يكب الناس على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم؟”
وتابع مدير جامعة دار العلوم قائلا: لا يجوز الكذب هزلا ولإضحاك الناس، لكن عند إصلاح الناس، والإصلاح بين الزوجين، وكذلك في المعارك توجد سعة لزيادة الكلام وتقليله، لكن الكذب لا يجوز أبدا.
وأضاف فضيلته قائلا: الكذب كما أنه معصية، تجلب معاصي أخرى، كذلك يحرم الإنسان من الكثير من أعمال الخير. فإن كنا لا نوفق لأعمال الخير والحضور في المساجد للفرائض اليومية، كلها بسبب الكذب والخصائل النفاقية التي توجد فينا. النفاق يحرم الإنسان من الحضور في المسجد وأعمال الخير، لأن المسجد مكان المؤمنين المخلصين وليس المنافقين.
ونصح فضيلته بمراعة الصدق في كل الظروف، وتابع قائلا: يجب أن نقول الصدق في كل مكان وزمان. ربما تنجو نفس بكلام صادق واحد.
التاجر الصدوق الأمين مع الأنبياء والشهداء
وأعرب خطيب أهل السنة عن أسفه من ترويج الكذب في المعاملات، وتابع قائلا: الناس يكذبون في معاملاتهم. قد تباع سلعة بسعر أكثر نتيجة الكذب، لكن البركة تزال من ذلك المال. أثناء البيع بجانب بيان محاسن السلعة، يجب أن تذكر معايبه أيضا، ويجب أن يجتنب من الثناء الكاذب.
ثم أضاف فضيلته مستندا إلى رواية يقول النبي الكريم: “التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين”، قائلا: الصدق في التجارة ابتلاء صعب جدا، فلو أن التاجر صدق في تجارته يحشر مع الأنبياء والصديقين.
تكوين فرص العمل والمهن مهم جدا
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد بمناسبة يوم “الدعم من الصنائع الصغيرة” على أهمية تكوين فرص العمل، وإيجاد المهن والمهارات قائلا: تكوين فرص العمل مهم جدا. إقامة المعامل الصغيرة للصنائع اليدوية، وإيجاد المهن مهم جدا، فإن استطعتم أن تنشئوا فرص عمل لعشرة، يعد هذا أكبر نجاح ويجدر بالتقدير والإشادة.
وحث فضيلته الشباب على الدراسة والكسب قائلا: على الشباب أن يهتموا ويحملوا القلم والقرآن وأدوات الكسب، ليكونوا أسوة لشباب سائر أنحاء البلاد.