وصف فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة، في خطبة الأضحى لأهل السنة والجماعة في مدينة زاهدان، القرار الأخير للحكومة الهندية بإلغاء الحكم الذاتي لمنطقة جامو وكشمير، بـ “الخطوة المتعجلة والقرار الخاطئ”.
وقال فضيلته: في الظروف الراهنة نشهد جرائم كثيرة ضد المسلمين في أنحاء العالم، آخرها إلغاء الحكم الذاتي لمنطقتي جامو وكشمير.
وتابع فضيلته قائلا: حكومة الهند كانت نموذا في إعطاء الحرية للمسلمين والسلوك الحسن، لكن إلغاء الحكم الذاتي لمنطقتي جامو وكشمير المسلمتين قرار متعجل وخاطئ، ولم يكن يتوقع من الحكومة الهندية خطوة مثل هذه.
وطالب خطيب أهل السنة الحكومة الهندية بإلغاء هذا القرار، وأضاف قائلا: نطالب الشعب الهندي وكذلك المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية أن تضغط على الحكومة الهندية لتسحب إلغاء الحكم الذاتي لمنطقة كشمير، لينال أهل كشمير حقوقهم المشروعة.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى ضغوطات الحكومة الصينية ضد مسلميها، قائلا: في الصين أيضا يمارس الظلم على المسلمين تحت ذريعة مكافحة الإرهاب. قادة الصين يكذبون أنهم يحاربون التطرف، لأن ضغطهم على عامة المسلمين في الصين يفند هذا الإدعاء.
وانتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد دعم بعض الحكومات الإسلامية لسياسات الصين، قائلا: من المثير للعجب أن البعض من الحكومات الإسلامية دعمت سياسات الصين وتعذيباتها بحق مسلميها.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد هذه الأوضاع المتأزمة من نتائج اختلافات المسلمين، وتابع قائلا: الأوضاع الراهنة للمسلمين في الحقيقة من نتائج الاختلاف والتفرق بين المسلمين والدول الإسلامية. فلو اتحد المسلمون وكذلك البلاد الإسلامية لن تقدر قوة على أن تمارس الظلم على مسلم في العالم.
السعي لتعدد الجُمَع في مدينة واحدة تغاير سعة الأفق والحكمة من الصلاة
وانتقد رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان في قسم آخر من خطبته، تعدد إقامة الجمعة في مدينة واحدة، وتابع قائلا: الذين يتبعون تعدد الجمعة والإكثار من صلاة الجمعة في مدينة واحدة، لا يملكون رؤية بعيدة. من مقاصد الجمعة اجتماع المسلمين، ويكمن في اجتماع المسملين الروعة والبركة والعظمة وخير الدنيا والآخرة. صلاة الجمعة التي تقام بعدد قبيل لا روح فيها.
وأضاف قائلا: في صدر الإسلام وكذلك عبر التاريخ الإسلامي كانت تقام صلاة واحدة في كل مدينة، وإنما كانت تؤذن فقط عند ضيق المكان وقلة المساحة وغيرها أن تقام الجمعة في مكان آخر. لذلك لا ينبغي الإضرار باجتماع المسلمين لأجل راحة عدد قليل من أصحاب الأعذار.
يجب التصدي لترويج الخلاعة والأعمال المغايرة للحياء
وأشار خطيب أهل السنة في قسم آخر من خطبة الأضحى إلى ظاهرة الهروب من الدين في المجتمع قائلا: لقد كثر مع الأسف الهروب من تعاليم الدين، ويسعى شياطين الإنس والجن أن يبعدوا الشباب من الدين والشريعة.
واستطرد فضيلته: في السابق كان العدو يقتل الشباب برصاصات البنادق ويقتلهم، لكن اليوم تغير الأسلوب، وجاءت شياطين الإنس بأدوات جديدة ليستهدفوا إيمان الشباب وتقواهم.
واعتبر مدير جامعة دارالعلوم زاهدان الاستفادة المضرة من الشبكة العنكبوتية من الأمور المخربة لكيان الأسرة، وتابع قائلا: إن كان يمكن الاستفادة الصحيحة من الشبكة وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي، لكن يوجد في هذه المواقع ما يخل بإيمان المرء وديانته، ويثير اتباع أهواء النفس في الإنسان.
وتابع فضيلته قائلا: يقول الله تعالى في كتابه: {ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما}. أهل الشهوات يريدون أن تميلوا أنتم إلى الشهوات والمعاصي والفحشاء، وتهربوا من الدين.
وأعرب إمام وخطيب أهل السنة عن أسفه من ترويج الأعمال المنافية للحياء في المجتمعات، قائلا: مع الأسف انتشرت الأعمال المنافية للحياء في المجتمع. لقد أثرت الظروف الجديدة على حياء النساء أيضا سلبيا، بحيث تخرج النسوة متبرجات إلى الأماكن العامة وأمام الأجانب، مع أن هذا العمل محرم من وجهة نظر الشريعة، وللنساء التزين لرجالهن وفي المنازل.
ليتبع الشباب سيرة رحمة للعالمين بدل اتباع الثقافات الغربية
ووصف فضيلة الشيخ الشباب بالطبقة المهمة في المجتمع، وتابع قائلا: لنحترم الشباب ونقدرهم. لنواظب على شبابنا حتى لا يقعوا في فخ شياطين الإنس والجن، ولا ينحرفوا عن الجادة والصراط المستقيم. الكثير من نساء مجتمعاتنا ومن شبابنا يحبون التقليد من الثقافة الغربية الهوجاء في الملبس والشعر وغير ذلك، مع أن الشاب المسلم يجب أن يتبع سيرة رحمة للعالمين، ويجعل الصحابة أسوة له في حياته.
واستطرد فضيلته قائلا: شبابنا بدل أن يجتمعوا في الشوارع والأزقة ومجالس اللهو، عليهم الحضور في المساجد والمجالس الدينية. الشباب بدل أن يحملوا السكاكين ويحدثوا مشكلات لبعضهم البعض، يجب أن يحملوا القلم، ويدرسوا العلوم الشرعية والجامعية.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: الشباب هم مستقبلنا وقرة أعيننا، يجب أن يبحثوا عن العمل، ويشاركوا في دورات تدريب المهن والمهارات ليصنعوا لأنفسهم مستقبلا زاهرا، ويكونوا أسوة لمجتمعهم وفخرا له.
التعصبات القومية مرفوضة من وجهة نظر الشريعة
وحذر فضيلة الشيخ عبد الحميد من التعصبات القومية والقبائلية: هناك أيادي مشبوهة تسعى في إحياء التعصبات القومية والقبائلية التي كانت قد ماتت منذ زمن في بلوشستان، ويعيدو الناس إلى العهد الجاهلي. على العلماء والمثقفين والنخب والشباب وسائر طبقات المجتمع أن يكونوا واعين وحذرين.
وصرح فضيلته: التعصبات القومية محرمة من وجهة نظر الشريعة. القبائل والعشائر بعضها إخوة مع بعض. لقد أعلن رسول الله صلى الله عليه وسلم في عرفات أنه لا فضل لعربي على عجمي، ولا لعجمي على عربي، ولا أحمر على أسود، ولا أسود على أحمر، إلا بالتقوى. هذه الأقوام والقبائل ليعرف بعضنا بعضا.
واستطرد مدير دار العلوم زاهدان قائلا: إذا ارتكب شخص من قوم أو قبيلة جريمة، يجب أن ينفذ العدل في حقه ويعاقب المجرم، ويجب حل القضية من طرقها القانونية والشرعية، ليصل المظلوم إلى حقه، ولا ينبغي إفساد العلاقة بين القبيلتين.