header

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (7 ذوالحجة 1440) بعد تلاوة آية: {لن ينال الله لحومها ولا دمائها ولكن يناله التقوى منكم كذلك سخرها لكم لتكبروا الله على ما هداكم وبشر المحسنين} إلى ضررة الاستفادة الحسنة من الأيام الباقية لعشر ذي الحجة، وتكبيرات التشريق، والأضحية.
وتابع قائلا: العشرة الأولى من ذي الحجة أيام خاصة ومباركة. لقد بسط الله تعالى في هذه الأيام مائدة للعالم ليكون الخير والصلاح والبركات والرحمة نصيب كل واحد. فيجب على كل شخص أين كان أن يستفيد أكثر من هذه الفرصة.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد هذه العشرة فرصة استثنائية، وأضاف قائلا: الأعمال الصالحة لها قيمة في كل زمان، ولكنها تزداد قيمة في العشرة الأخيرة من ذي الحجة؛ العمل الصالح في هذه الأيام أفضل من الجهاد في الأشهر الأخرى. يجب أن نستيقظ، لكن مع الأسف غرق الكثير من المسلمين في نوم الغفلة لا توقظهم الآيات ولا الأحاديث، ولا نصائح العلماء. ربما لا يوقظهم شيء سوى عذاب القبر والحساب والكتاب، وتلك اليقظة لا تحمل لهم إلا الحسرة والندامة. علينا أن نصحو ونستفيد من اللحظات الباقية من الحياة، والعشرة الباقية من ذي الحجة التي هي فرص استثنائية نستفيد أكثر الاستفادة بالصلاة والتوبة والصوم والخيرات والصدقات، ونجبر قصورنا.


لا عبادة أكثر أجرا من الأضحية في يوم العيد
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى أهمية الأضحية قائلا: الأضحية من العبادات الهامة؛ لا عبادة أكثر أجرا وثوابا عند الله تعالى من الأضحية يوم العيد. ورد في الحديث الشريف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضحى بكبشين أملحين فذبح أحدهما فقال: “اللهم هذا عن محمد وعن آل محمد”، وقرب الآخر، فقال: “اللهم هذا عن أمتي”.
وأضاف قائلا: الأضحية واجبة على الأغنياء، لكن الأحسن للفقير أن يضحي، لأن الأضحية في الأيام الثلاثة للعيد فرصة. لو ذبح أحدهم بعد أيام العيد قطيعا من الغنم في سبيل الله لا يساوي أجر أضحية واحدة في الأضحى. وما تذبحون من حيوانات في سبيل الله ستوضع في ميزان حسناتكم يوم القيامة بأصوافها وأشعارها كسائر أعمالكم.
وأشار خطيب أهل السنة إلى كيفية الاستفادة من لحوم الأضاحي قائلا: خصصوا قسما من لحوم الأضاحي للمحتاجين، وأفضل طريقة أن تقسموا لحم الأضحية إلى ثلاثة أقسام؛ خصصوا قسما منها للعائلة وقسما آخر للمحتاجين والمستحقين.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: السيدات التي يملكن النصاب، تجب عليهن الأضحية، وإن كان أزواجهم فقراء. مهما كانت قيمة الأضحية أكثر، ثوابها أكثر.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى تكبيرات التشريق قائلا: تبدأ تكبيرات التشريق في التاسع من ذي الحجة، هذه التكبيرات واجبة على الرجال بعد المكتوبات، ومستحبة على النساء. ولا تنسوا أن تنطقوا بتكبيرات العيد يوم العيد عندما تأتون إلى المصلى.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد ترك صلاة العيد علامة الحرمان والشقاء، وأضاف قائلا: صلاة العيد سنة النبي الكريم، وأداءها واجب. من ترك العيد بلا عذر فهو محروم وشقي. النوم وقت العيد والجمعة علامة الشقاء والبؤس والحرمان. وهل شقاء أكبر من أن لا يوفق المرء للحضور في الصلاة والأضحية والصدقة والصوم.
وأشار فضيلته إلى بعض آداب يوم العيد قائلا: الأفضل أن تذهبوا للعيد ماشيا إلى المصلى، واغتسلوا، وتعطروا، وارتدوا أحسن ثيابكم، وزينوا أنفسكم، فالله تعالى يحب أن يرى آثار نعمه على العباد.
وأشار مدير دار العلوم زاهدان إلى المشكلات المالية في مشروع بناء الجامع المكي، مؤكدا على ضرورة الدعم المالي لهذا المشروع، مخاطبا أهل زاهدان: في يوم العيد احملوا معكم على الأقل مائة ألف تومان بهدف المشاركة للتبرع على بناء المسجد.


إلغاء الحكم الذاتي لكشمير من نتائج الاختلافات بين البلاد الإسلامية
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته إلى قيام الحكومة الهندية بإلغاء الحكم الذاتي في منطقتي جامو وكشمير، وتابع قائلا: إن الحكومة الهندية ألغت الحكم الذاتي في منطقة جامو وكشمير المسلمتين من غير مراعاة حقوق أهلها، وأعلنت الطوارئ بإرسال القوى الأمنية. نحن ندين بشدة هذه الخطوة للحكومة الهندية.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: من المؤسف أن سكان جامو وكشمير عانوا لسنوات طويلة مشكلات ومصائب لنيل حريتهم، وواجهوا قيودا وتقييدات من جانب الحكومة الهندية. لم تقم الحكومة الهندية والمجتمع الدولي بحل هذه الأزمة رغم مرور عشرات السنين عليها.
واعتبر فضيلته الاختلافات الرائجة بين البلاد الإسلامية من أهم عوامل نشوء هذه المشكلات، وتابع قائلا: الاختلاف والتفرق من المشكلات التي تعاني منها البلاد الإسلامية. مع الأسف الدول الإسلامية لا تقدر على اتخاذ موقف موحد تجاه الظلم الذي يمارس بحقهم. اختلاف البلاد الإسلامية، والصراعات الطائفية، ونشر العنف والتطرف بين المسلمين من ناحية أخرى، أدت إلى استغلال الأعداء الوضع الموجود لتحقيق أهدافهم، وأن يتخذوا قرارات ضد المسلمين.
وتابع مدير جامعة دارالعلوم زاهدان قائلا: لقد استغل الأعداء تفرق المسلمين قبل هذا في الصين وفلسطين وميانمار، ومارسوا الظلم على مسلمي هذه البلاد، والآن استغلت دولة الهند هذه الفرصة وألغت الحكم الذاتي لكشمير.
وأردف فضيلته قائلا: كان لنا مثيرا للعجب أن الكثير من الدول الإسلامية دعمت الظلم والتمييز الذي مارسته دولة الصين ضد الأقلية المسلمة فيها، مع أن ما يحدث في الصين ليس حربا ضد الإرهاب كما يدعون، بل ظلم وجريمة واضحة.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: لو كانت الدول الإسلامية يدا واحدة، ولو أن بعض الجماعات المتطرفة اجتنبت التطرف والعنف الذي ابتلوا به تحت ذريعة الجهاد، لما استطاعت القوى الكبرى أن توقع البلاد الإسلامية في مشكلة وتحدّ بذريعة محاربة الإرهاب وغيرها من الدعاوي العابثة.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: التطرف والإرهاب مرفوضان، لكن لا ينبغي أن تأذن منظمة الأمم المتحدة، وحقوق الإنسان بالظلم على أتباع مذهب ودين وقومية بحجة مكافحة الإرهاب والتطرف.
وصرح فضيلته قائلا: علّمنا الإسلام أن نكون منصفين، ونجتنب الظلم على الناس. نحن نخالف الظلم والجور، ونعتقد أن البشر يجب أن يتحمل بعضهم بعضا، ولا يظلم بعضهم بعضا.

1239 مشاهدات

تم النشر في: 11 أغسطس, 2019


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©