header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

علينا أن نستفيد من فرصة ذي الحجة

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (30 ذوالقعدة 1440) إلى بدء شهر ذي الحجة، مؤكدا على ضرورة حسن الاستفادة من العقد الأول من هذا الشهر.
وقال فضيلته: نحن في أوائل ذي الحجة. لقد أقسم الله تعالى في بداية سورة الفجر بفجر يوم العيد وعشر ذي الحجة، والذي يدل على أهمية وعظمة هذه العشرة. هذه العشرة فرصة للحجاج وللعالمين، وفي هذه العشرة يكون حج بيت الله ومناسك الحج.
وأضاف فضيلته قائلا: من لم يوفق لحج بيت الله وزيارة الكعبة، عليه أن يستفيد أحسن الاستفادة من عشر ذي الحجة؛ فصوم كل يوم من هذه العشرة يساوي صوم سنة كاملة، ولقد وردت في الأحاديث أن العبادة في هذه العشرة لها فضيلة ليست لأي وقت آخر.


تجدد النعم يستلزم تجدد الشكر
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد بعد تلاوة آية “فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون”: أمرنا الله تعالى أن نكثر من ذكره، ونؤدي شكر نعمه. على العباد أن يؤدوا شكر نعم الله تعالى. إن الله تعالى يحب العباد الشاكرين.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على تذكرة النعم المادية والمعنوية قائلا: القرآن يخاطب المسلمين ويخاطب جميع الناس في العالم أن يروا نعم الله تعالى ويؤدوا شكرها. نحن إذا رأينا هذه النعم التي وضعها الله فينا وأدينا شكرها، نكون محببين عند الله تبارك وتعالى. لقد وضع الله نعما عظيمة فينا، بالعين نبصر العالم، وباللسان نتكلم، وبالأذن نسمع كلام بعضنا، وبالعقل نميز الخير من الشر، والنعم الأخرى التي كل منها لمنافع كثيرة.
وتابع فضيلته قائلا: كل نعمة من هذه النعم عظيمة في مكانها. فإذا اختل عمل واحد من الأعضاء، تسلب الراحة من وجودنا كله. النعم الموجودة داخل البدن وخارجه كثيرة لا تعد ولا تحصى. المهم أن نستحضر هذه النعم في أذهاننا، ونؤدي شكر الله تبارك وتعالى. كما أن النعم الإلهية تجدد يوميا ينبغي أن يتجدد شكرها أيضا.
وتابع فضيلته مؤكدا: حينما ندخل المنزل لنقل: “الحمد لله”، ونؤدي شكر الله تبارك وتعالى. إن الله تعالى يحب كلمة “الحمد لله”. لذلك يجب أن نحمد الله مقابل كل نعمة. حينما نستريح، علينا أن نحمد الله، وحينا يرزقنا الله ولدا نحمده، وحينما نرى أولادنا الصالحين وحينما تجدد نعمة، ينبغي أن نجدد شكرها ونشكر الله تعالى عليها.


العافية أعظم نعم الله
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد مشيرا إلى أن العافية أعظم نعمة لله تعالى: العافية أعظم نعمة؛ لما سألت عائشة الصديقة رضي الله عنها رسول الله عن دعاء تقرأها، قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اللهم إني أسألك العفو والعافية”.
وأضاف فضيلته قائلا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ثلاث من كن فيه آواه الله في كنفه ونشر عليه رحمته وأدخله جنته: من إذا أعطي شكر وإذا قدر غفر وإذا غضب فتر”.
وأضاف: مكانة الأخلاق والعادات الجميلة عالية في الإسلام. لم يهتم في حضارة وثقافة بالأخلاق كما اهتمت في الإسلام، وهذه الأحكام والفرائض كلها لتكوّن الإنسان أخلاقيا.
واستطرد فضيلته قائلا: أسوء الناس من لا يشكر الله، ويعمل بمقتضى غضبه، ويلعب بعرض الناس، ولا يعفو عند المقدرة، ولا يتوب من المعاصي. العفو عن الناس، والشكر، من المكارم الأخلاقية الحميدة عند الله تبارك وتعالى.
ونصح فضيلته بالشكر والحمد قائلا: اهتموا بالشكر والحمد. فكروا في نعم الله تبارك وتعالى، واستحضروها، ثم تضرعوا إلى الله تبارك وتعالى، وقولوا إن الله تبارك وتعالى منحنا من النعم ما نعجز عن شكرها.


ليجتنب الشباب من حيازة السلاح
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته، الجيل الشاب بـ “مفخرة المجتمع” قائلا: احترموا الجيل الشاب. علينا بالمحبة مع شبابنا وأولادنا، وأن نرشدهم إلى الطرق الصحيحة. الشاب كما أنه يملك الطاقة، يحتاج إلى التوجيه والشفقة والمحبة. يجب أن نفكر لمشاغل الشباب وحرفهم.
وأضاف فضيلته قائلا: الشباب إذا كانوا ربانيين، يعدون من ثرواتنا ومفاخرنا. على العلماء والمثقفين ورؤساء القبائل أن يدركوا الشباب ويخططوا لهم ليتبع الشباب العلم، ويتعلموا المهارات والفنون.
وحذر فضيلة الشيخ من حمل السلاح قائلا: أنصح الشباب أن يجتنبوا من حمل السلاح، لأن الشاب حينما يغضب يأخذ السكين ويهجم على غيره، وقد يؤدي إلى القتل، لكن إذا لم يحمل السلاح لا يؤدي التنازع إلى القتل.


تسليم مرتكبي القتل إلى السلطات القضائية يساعد في تثبيت الأمن
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في نهاية كلمته إلى وقوع نزاعين في مدينة زاهدان، والذي أديا إلى القتل، معتبرا تسليم القاتل إلى السلطات القضائية من الأمور الجديرة بالإشادة، وتابع قائلا: لقد حدثت مع الأسف حادثة مؤلمة قتل فيها شخص نتيجة استخدام السكاكين في النزاع. لكن الجدير بالإشادة أن القاتل تم تسليمه إلى السلطات بعد دقائق من هذه الحادثة. قبل مدة أيضا قتل شخص في نزاع وجرح آخرون، تم هناك أيضا تسليم بعض المجرمين إلى السلطات القضائية. هذه ظاهرة جيدة، لأنها تساعد على الأمن، وفيها تحذير أيضا لمن يرتكبون الجريمة والقتل، وبأن المجرم يجب أن يعاقب ويحاسب ويلقى في السجن ويقتص منه.
وأشار مدير جامعة دار العلوم زاهدان في نهاية خطبته إلى قروض وديون تراكمت نتيجة بناء الجامع المكي،مطالبا المواطنين وخاصة أهالي مدينة زاهدان أن يخصصوا في عيد الأضحى القادم مبلغ مائة ألف تومان تبرعا لبناء الجامع المكي.

1241 مشاهدات

تم النشر في: 3 أغسطس, 2019


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©