header

تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (23 ذوالقعدة 1440) بعد تلاوة آيات 133 إلى 136 من سورة آل عمران إلى أهمية التوبة والاستغفار والدعاء، معتبرا إياها علاجا للمشكلات الفردية والاجتماعية.
وقال فضيلته: جميع العباد مذنبون وخطاؤون وخير الخطائين التوابون. لا يحسبن أحد أنه معصوم في الحياة، لأننا مكلفون تجاه كل نعمة أن نشكر الله تعالى عليها، لكن ليس في وسعنا أن نؤدي كل هذا الشكر على نعم الله تبارك وتعالى، وفي المقابل يجب أن نطلب العفو من الله تعالى على قصورنا ونكثر من ذكره.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: يجب التوبة بعد الذنب فورا في نفس الزمان والمكان، ليسجل لنا التوبة في المكان الذي كتبت لنا معصية، وهذا أفضل لنا.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى أهمية الاستغفار قائلا: الاستغفار يزيل غبار الذنب من القلب، وإن رسول الله صلى الله عليه وسلم رغم أنه كان معصوما، كان يستغفر جهرا ليسمع الصحابة ويعرفوا أن الاستغفار مهم، وكان يستغفر أكثر من مائة مرة وفي رواية سبعين مرة في اليوم.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد الاستغفار علاج الذنوب والمشكلات، وتابع قائلا: الاستغفار علاج الذنوب والمعاصي. إذا واجهتم مشكلة لا تسعوا في تبرئة أنفسكم. إن الضيق في الرزق، والمرض، والمصائب، والمشكلات، وكافة الأزمات في الحياة، تعود إلى قصورنا في الحياة وغياب الشكر على النعم. يجب أن ندعو لإزالة هذه المشكلات.
واستطرد فضيلته قائلا: لماذا لا نتوسل إلى الدعاء والتضرع؟ لماذا لا نستعين بالله تعالى؟ لماذا الدعاء غائب في حياتنا؟ لأن معرفة الله والعلاقة معه ضعيفة.
وأضاف فضيلته قائلا: إن الله تعالى يحب أن ندعوه ليلا ونهارا. يجب أن يكون الدعاء مع التوجه إلى الله تبارك وتعالى.
وأضاف فضيلته قائلا: المسارعة إلى الجنة أن نسعى في التوبة والاستغفار والفرار من المعاصي، ونسعى أيضا في الطاعة ومراعاة حقوق الله وحقوق العباد، والعمل على الصالحات. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات. فالذين يقومون بالصالحات ويجتنبون المعاصي، هم في الجنة، والذين يقومون بالمعاصي والذنوب، هم محاطون بالنار.
وتابع فضيلته: نحن أمام النار والجنة، وإن الله تبارك وتعالى ينظر إلى أعمالنا، ويرسلنا إلى الجنة أو النار، فإن كنتم تريدون الجنة فأنفقوا في سبيل الله، وقوموا بإحياء الليالي، ولا تضيعوا حقوق الناس وحقوق الله تعالى.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى صفات المتقين قائلا: المتقون هم الذين ينفقون أموالهم في السراء والضراء والقحط والفقر وفي كل حال، وهم الذين إذا غضبوا يكظمون غيظهم، ويعفون الذين ظلموا في حقهم، وهم الذين إذا صدرت منهم خطيئة يذكرون الله تبارك وتعالى، ولا يبقون غافلين.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: في النصرانية يرجع المرء لمغفرة ذنوبه إلى القسيس، ويعلن ذلك القسيس العفو عن ذنوبه، ولا يوجد في الإسلام مثل هذا، فلا يغفر الذنوب إلا الله، والله تعالى هو الذي يغفر ذنوب العامة والعلماء. لأجل هذا يجب أن نرجع إلى الله تعالى لمغفرة ذنوبنا.
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد “الاستغفار والدعاء” كعلاج لكافة المعضلات الفردية والاجتماعية قائلا: علاج العقوبات الاقتصادية والقحط والتهديدات والغم والهم والإفلاس والضيق في العيش، وغير ذلك، هو الدعاء والاستغفار. ولقد جاءت البشرى لكل من كان في صحيفته استغفار كثير.


مشاركة المؤهلين للقوميات والمذاهب في إدارة المحافظة والبلاد، أكبر مطلب لأهل المحافظة
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته، حيث حضر المهندس موهبتي، محافظ “سيستان وبلوشستان”، إلى ضرورة مشاركة القوميات والمذاهب المختلفة في إدارة المحافظة والبلاد، واصفا إياها بأهمّ مطالب أهل المحافظة قائلا: أهم مطالب أهل محافظة سيستان وبلوشستان من المحافظ، أن يقوم بإسهام كافة القوميات والمذاهب والاتجاهات في إعمار البلاد وإدارة المحافظة. هذا لصالح المحافظة والبلاد، وكذلك لصالح الشيعة والسنة والنظام.
وتابع فضيلته قائلا: مطلب أهل المحافظة أن يتم إسهامهم في مستوى إعمار البلاد، وأن يجعل لهم نصيب في إدارة البلاد وسائر المحافظات، لأنهم مواطنون لهذا البلد، ويريدون أن يشاركوا في إعماره.
واستطرد فضيلته قائلا: يرجى من المحافظ، أن يسعى حسب استطاعته أن يتم إرسال مؤهلي هذه المحافظة إلى سائر المحافظات ليمكن لهم الخدمة هناك، لأنهم إذا خدموا في أي نقطة من البلاد، في الحقيقة يخدمون مواطنيهم.


على المحافظ أن يشرف على أعمال الدوائر المختلفة
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: مهما زاد المحافظ من إشرافه على الدوائر ويكون مطلعا على حقيقة النشاطات، تكون إدارات المحافظة أكثر نشاطا وفائدة.
وتابع قائلا: أنجح شخص أو مسؤول في إي دائرة، من يكون في خدمة الشعب ويسعى في جلب مرضاتهم؛ وهذا يجلب حقا مرضاة الرب تبارك وتعالى، وهو لصالح الحكومة.

1200 مشاهدات

تم النشر في: 30 يوليو, 2019


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©