header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة:

التقوى خير زاد لحجاج بيت الله الحرام

أوصى فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (16 ذوالقعدة 1440) حجاج بيت الله الحرام بالاستفادة من أيام الحج وفرصه الذهبية، واصفا التقوى بخير زاد للحجيج.
وتابع فضيلته قائلا: خير الزاد لحجاج بيت الله تعالى هو التقوى؛ يقول الله تبارك وتعالى: “وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب”. التقوى يعني الاجتناب من كافة الذنوب والمعاصي والمنكرات. في أيام الحج يحرم الرجال والنساء. وصيتنا لحجاج بيت الله أن يحفظوا جوارجهم في هذه الأيام ولا سيما العين والسمع واللسان، ويحملوا معهم ما يحتاجون إليه من وسائل ولا يسألوا الناس شيئا.
وأضاف فضيلته قائلا: يجب على الحجاج أن يتركوا البيع والتجارة والاختلاط غير المفيد مع الناس، ويفوضوا الأمور كلها إلى الله تعالى.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد: مثل الحاج مثل الميت الذي يرتدي الكفن؛ كما أن آخر كلمة المحتضر هي شهادة “أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله”، وينتقل إلى الله تعالى، هكذا الحاج ينتقل إلى الله تعالى ويردد على لسانه كلمة التوحيد.
ونصح فضيلة الشيخ عبد الحميد الحجيج بالدعاء، وأضاف قائلا: وصيتي للحجاج أن يذكروا المحافظة والبلاد والعالم الإسلامي وكافة الناس في أدعيتهم. على حجاج محافظة سيستان وبلوشستان أن يذكروا هذه المحافظة في أدعيتهم بصفة خاصة ليحفظها الله تعالى من الآفات.


الإسلام راعى جميع الحاجات المادية والمعنوية للبشر
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد بعد تلاوة آية “وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون”، قائلا: الإسلام دين واسع، لقد روعي فيه جميع الحاجات المادية والدينية للبشر. لا توجد في الإسلام الرهبانية وترك الدنيا، بل شجع الإنسان على إعمار عالم جيد وآخرة طيبة.
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد تعاليم الإسلام بـ “المعتدلة في كافة المجالات”، وتابع قائلا: لقد قدّم الإسلام في جميع المجالات تعاليم معتدلة. حينما نطالع العقائد في الإسلام، نظن أن الدين كله الإيمان والاعتقاد، وحينما نبحث مكانة الأخلاق في الإسلام، نجد أن الروايات والآيات أكدت على الأخلاق بحيث نظن أن الإسلام هو الأخلاق، فإذا كانت الأخلاق، يحصل كل شيء.
وأضاف فضيلته قائلا: حينما نطالع تعاليم الإسلام في المسائل الاقتصادية والمعيشية، وتعلم المهارات والفنون والحرف، نجزم أن الإسلام دين العمل والجهد، والنشاط واكتساب الرزق. في الحياة المباركة لرسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام جاء التأكيد على كسب الحلال. جعل في الإسلام السعي لجمع الرزق الحلال وتعلم المهارة عبادة من العبادات.
واعتبر فضيلته مراعاة الشريعة في المعاملات من أعظم العبادات قائلا: حينما نطالع تعاليم الإسلام في التجارة والمعاملات ندرك أن الإسلام شجع على الزراعة، ورعي الغنم، والمعاملات الشرعية، وجميع المشاغل الصحيحة. كما أن الصلاة والأخلاق والاعتقاد الصحيح يعتبر عبادة في الإسلام، كذلك المعاملات تعتبر عبادة. من يسعى لكسب الحلال وتوفير تكاليف الأهل والأولاد، ويتحمل العناء والمشكلات، سيعطيه الله أجره.
واعتبر خطيب الجمعة مراعاة الصدق والأمانة في التجارة سببا لصحبة الأنبياء والصالحين، وتابع قائلا: التاجر وكل من يشتغل في المجالات الأخرى، إذا كانوا صادقين وأمناء في حقوق الناس وواجباتهم، ويراعوا الأخلاق الإسلامية، ويوفوا العهد، سينالون على هذا أجرهم. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: التاجر الصدوق الأمين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين. لمصاحبة الأنبياء في الجنة، إلى أي أعمال نحتاج؟ إن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل الأمانة والصداقة في التجارة سببا للقرب مع الأنبياء والصديقين والشهداء والصالحين.
وندد فضيلته البطالة في الشباب، وتابع قائلا: الإسلام شجع على الاشتغال والعمل؛ لا ينبغي أن نقضي أوقاتنا في البطالة والنوم. لقد أصيب الكثيرون في عصرنا ببلاء وآفة وهي السهر في الليالي والنوم في النهار، مع أن الله تبارك وتعالى جعل الليل للنوم، وجعل النهار للمعاش. “وجعلنا الليل لباسا وجعلنا النهار معاشا”. الليل أفضل فرصة للنوم والاستراحة. الاستراحة في الليل في اتجاه الفطرة.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: النهار للعمل والمعاش. من ليس عنده شغل، ليخرج من البيت ويبحث عن العمل؛ البحث عن الشغل والحرفة في الشوارع أفضل من النوم. لا ينبغي أن نكون أعباء على المجتمع، بل يجب أن نساعد المجتمع. المشاركة في دورات تدريب الحرف والمهارات حاجة شبابنا، وهي مؤثرة ومفيدة.
وأضاف فضيلته قائلا: إذا ملكتم يوما مالا كبيرا، ليس معنى ذلك أن تجلسوا في البيت، بل الإنسان العاقل يبحث عن العمل، فإن الله تبارك و تعالى كما أنه يرزق الطير والحيتان والدواب والأنعام والسباع وجميع الكائنات التي تبحث عن الرزق، هكذا يرزق من يبحث ويسعى.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته: هناك معاص وتلوثات كثيرة في مجتمعاتنا. الكثيرون مصابون بتعاطي المخدرات والكحول، والأعمال المغايرة للشريعة التي تضر بالإنسان. كونوا حذرين أن يجلس أولادكم مع الذين يتعاطون المخدرات، وليجالسوا أهل الفنون والعلوم المفيدة.
ونصح فضيلته الشباب بالمجالسة مع الصالحين، قائلا: يكون الشباب أسوة لمجتمعنا إذا درسوا في الجامعات والمدارس الدينية، ويحفظوا القرآن الكريم، ويتعلموا التجويد وعلوم الدين، ويكسبوا الشرف في المجالات المختلفة الرياضية للمحافظة والبلاد. نحن نوصي شبابنا أن يخرجوا في جماعات التبليغ، ويقرؤوا القرآن الكريم والمساجد والكتاب. في هذا عزة لشبابنا.
واستنكر خطيب أهل السنة جريمة القتل قائلا: الانتحار، وتعاطي المخدرات، وقتل الإنسان البريء، أمور مستنكرة لشبابنا. كثر القتل في عصرنا. البعض يتوسلون إلى السكين والبندقية وإطلاق النار. هذا سيء لمجتمعنا.
وأضاف فضيلته قائلا: القتل جريمة كبيرة وعظيمة، لا توجد معصية صريحة وجريمة كبيرة بعد الشرك والكفر أكبر من قتل الإنسان البريء. قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لو أن أهل السماء وأهل الأرض اشتركوا في دم مؤمن لأكبهم الله في النار».

1217 مشاهدات

تم النشر في: 23 يوليو, 2019


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©