تطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (19 رمضان 1440) إلى أن العشر الأواخر من شهر رمضان أفضل فرصة لإصلاح النفس والتقرب إلى الله، داعيا الجميع إلى الإكثار من تلاوة القرآن الكريم، والصدقات، والاعتكاف، وإحياء ليالي القدر، في الفرصة الباقية من شهر رمضان.
وتابع فضيلته قائلا: نحن الآن في أفضل فرصة من حيث الزمان. شهر رمضان ولا سيما العشر الأواخر من أفضل الفرص لإصلاح النفس والتقرب إلى الله تعالى. في العشر الأواخر من شهر رمضان ليلة القدر التي نزل فيها القرآن الكريم.
وأوصى فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى المجاهدة في العشر الأواخر، وتابع قائلا: رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك البيت في العشرة الأخيرة من رمضان، وكان يقبل على العبادة في المسجد، ويستعد للآخرة ولنجاة الأمة. ولم يكن يخطط لنجاة الأمة في عصره فقط، بل كل يخطط لنجاة الناس إلى يوم القيامة.
وأضاف قائلا: حياة النبي كلها كانت جهادا ومحبة للخير ورحمة وشفقة على الخلق والتفكر لنجاة البشرية، لكنه في رمضان كان يشد المئزر، ويحيي الليلة كلها، ويوقظ أهله للعبادة. العباد الصالحون يعرفون الوقت، ويتتبعون الفرص الذهبية. علينا أن نستفيد من فرصة رمضان والعشرة الأخيرة أفضل الاستفادة في سبيل إصلاح النفس، والاعتقاد والأخلاق.
وتابع فضيلته قائلا: العشر الأواخر من رمضان عشرة عتق الرقاب من النار، وعشرة الاعتكاف. في عصر النبي عليه السلام كانت تسود مسجد النبي بيئة الذكر والدعاء والعبادة والتضرع. والعشر الأواخر من رمضان عشرة الاستغفار والتضرع والدعاء.
وأكد خطيب أهل السنة على الإكثار من الذكر والتلاوة والدعاء، وتابع قائلا: في العشرة الأخيرة من شهر رمضان المبارك لنقلل من أعمالنا، ونتركها لبعد رمضان، ونشتغل بصلاة التراويح والذكر. نكثر من تلاوة القرآن الكريم، لأن للعشر الأواخر من رمضان مناسبة مع نزول الوحي الإلهي.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد مؤكدا على لزوم الاستفادة من بركات ليلة القدر، وأضاف قائلا: لا تضيعوا أوقاتكم في اللغو وفيما لا يعني، ولنشتغل بالحسنات. فإن اجتهدنا في رمضان لإصلاحنا، يبقى أثره حتى رمضان المقبل. يجب أن نترك ما كنا عليه في السابق، ونقبل على المجاهدة والعبادة. سينزل الله تعالى البركات والرحمات علينا.
وتابع مدير جامعة دار العلوم زاهدان: إن لم نهتم بليلة القدر ستمضي ليلة القدر بكافة خيراتها وبركاتها ونبقى محرومين. من حرم من بركات ليلة القدر، فهو المحروم حقيقة.
واستطرد فضيلته قائلا: أخرجوا التكبر والحقد والبخل والغفلة من قلوبكم، لأنها من أسباب حرمانكم من بركات ليلة القدر ورمضان. حاولوا إزالة الاختلافات لأنها تضر بالدين والإيمان.