header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة لأهل السنة في زاهدان:

القرآن الكريم مشتمل على أفضل التعاليم في مجال الاعتقاد والأخلاق والسلوكيات

اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (12 رمضان 1440) نزول القرآن الكريم من الحوادث المهمة في التاريخ الإسلامي وتاريخ البشرية، واصفا “العقيدة” و”الأخلاق الصحيحة” و”الصوم” و”الزكاة” و”الإنفاق في سبيل الله”، من أبرز ما جاء به القرآن الكريم.
وتابع فضيلته بعد تلاوة آية “شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان، فمن شهد منكم الشهر فليصمه”، قائلا: من المحتمل أن يحسب البعض ممن لديهم تفكير سطحي، نزول القرآن الكريم أمرا عاديا، مع أن بعثة الرسول الكرين ونزول القرآن من أكبر حوادث التاريخ.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: نزول القرآن الكريم كان من فضل الله تعالى على البشرية ورحمته على الإنسانية. القرآن هو الكتاب الإلهي الذي هو سند وشهادة على إثبات حقانيته؛ القرآن الكريم يتحدى منذ ألف وأربعمائة سنة مخالفيه أن يأتوا بعشر سور أو بسورة مثل سور القرآن، لكنهم حتى الآن عجزوا من أن يأتوا بسورة من مثله، ولن يستطيعوا أن يأتوا بمثلها إلى الأبد.
وأردف خطيب أهل السنة قائلا: القرآن الكريم هو الكتاب المكوّن للإنسان، الذي فيه أفضل التعاليم لنجاة الإنسان. من المؤسف أن المسلمين لا يهتمون بالقرآن الكريم الذي هو أفضل برامج للإنسان في كافة المجالات.
وتابع فضيلته قائلا: الاعتقاد الذي يبينه القرآن الكريم هو أفضل أنواع الاعتقادات؛ يبين الله تعالى في القرآن الكريم التوحيد والإيمان الخالص والاعتقاد الصحيح. لما نزل القرآن الكريم كانت هناك أصنام عديدة بجانب الكعبة، وبالغ أهل الكتاب في الخرافات بحيث كانوا يعبدون سيدنا عيسى ومريم وعزير وأولياء الله وأنبيائه، مع أنهم كانوا أنبياء بعثوا ليعلموا الناس التوحيد وعبادة الله وحده.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: القرآن الكريم عرّف المعبود الواحد الحق إلى العالمين، وأصلح الدنيا في قسم العقيدة، ونهى عن الخرافيات وعن عبادة الألهة الباطلة. هكذا القرآن في مجال العمل دعا إلى أفضل أنواع الأعمال، ودعا في آياته الأولى إلى الصلاة وصلة الرحم وحقوق الإنسان، وأكد في أحكامه الأولى على القرابة وصلة الرحم. لم يجر تأكيد على صلة الرحم في أي من الثقافات والحضارات بقدر ما جرى في الإسلام.
وأضاف فضيلته قائلا: مع الأسف تضيع حقوق الإنسان في كل مكان؛ المسلمون وكذلك الذين يدعون الدفاع عن حقوق الإنسان، الجميع يضيعون حقوق الإنسان. الدول غير الإسلامية يستخدمونها وسيلة لتحقيق منافعهم، بينما الإسلام يؤكد على مراعاة حقوق الإنسان في أول تعاليمه.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى فلسفة التأكيد على الإنفاق في القرآن الكريم، وتابع قائلا: دين الإسلام دين الصدقات والخيرات والزكاة. بالإنفاق على الطبقات المختلفة من المجتمع تتقوى أواصر المحبة، لا سيما في مجتمع منقسم بين طبقتي الفقراء والأثرياء، التبرع المالي على الفقراء ومراعاة الحقوق، يقرب الأقارب بعضهم مع بعض. أراد الإسلام أن تكون شفقة وترابط بين أفراد المجتمع.


شهر رمضان أفضل فرصة لتزكية النفس وتدارك القصور

وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى بعض حِكَم الصوم قائلا: الأحكام التي وضعها الإسلام توجد فيها حِكم؛ إن الله تعالى فرض الصوم لأجل تزكية النفس، لينتصر الإنسان على نفسه، ولصد طريق الشيطان بالجوع والظمأ. الإنسان يدرك حال الجوعى والمتعطشين من خلال الصوم، ويتواسى معهم. الصلاة والذكر والتلاوة والصوم وأداء الزكاة والصدقات والخيرات والحج، كل هذه العبادات فيها منافع للإنسان وفيها تزكيته.
وأضاف فضيلته قائلا: إن الله تعالى كرّم الإنسان الذي ركب فيه بعد الحيوانية والملكية، وأراد أن يكوّنه ويصنعه بتعاليم الإسلام القيمة والراقية، ويوصله إلى درجة لم يصل إليها الملائكة. المسلمون إذا استسلموا للقرآن الكريم والسيرة النبوية الكريمة والإسلام، يكونون مقربين عند الله تبارك وتعالى.
وأضاف مدير جامعة دارالعلوم زاهدان قائلا: رحمات رمضان وبركاته لا تشملنا إلا إذا أعددنا أنفسنا للعمل. يجب أن نرى رمضان فرصة لبنائنا وجبر قصورنا. توجد في الإسلام أفضل أنواع التعاليم لإصلاح أخلاقنا وسلوكنا.
وتابع قائلا: الصحابة الكرام وأهل البيت اتبعوا القرآن الكريم والإسلام، ولقد تأثر الكثيرون بأمانتهم وتقواهم وأخلاقهم الحسنة واعتنقوا الإسلام. ولقد تأثر غير المسلمين من صدق الصحابة وصلة رحمهم، واحترامهم، وكرمهم، ودخلوا في الإسلام. المسلمون أدخلوا محبة القرآن والإسلام والرسول في قلوب العالمين بوفائهم بالعهد ومراعاة الأخلاق الحسنة.
واستطرد فضيلة الشيخ في نهاية هذا القسم من كلمته: رمضان شهر التزكية، جاء شهر رمضان ليطهرنا، وليعيدنا إلى القرآن الكريم والسيرة والشريعة الإسلامية. أوقفوا المعاصي والذنوب في رمضان؛ الذين تعوّدوا الكذب والغيبة والبهتان وإدمان المخدرات والمنكرات، ليتخلوا عنها في شهر رمضان. هذا الشهر شهر نزول القرآن الكريم، وشهر ضيافة الرب تبارك وتعالى، والذي يجب أن نكون في بيئة القرآن والمعروفات والحسنات، ونكون متقين في رمضان وبعده.


نصيحتنا للسائقين الذين ينقلون المحروقات أن يراعوا قوانين المرور

وفي قسم آخر من خطبته، حذر فضيلة الشيخ عبد الحميد، السائقين الذين يحملون المحروقات، بالاجتناب من السرعة في السير، كما طالب المسؤولين أن يعاملوا هؤلاء السائقين برفق ورحمة نظرا إلى المشكلات الاقتصادية التي يعاني أهل المنطقة منها.
وتابع فضيلته قائلا: من واجبنا أن ندافع عن حق الناس وحق الحكومة، ومن تعرض منهم لزلة، يجب أن نذكرهم بها.
ثم أشار فضيلة إلى التقرير الذي قدمه قائد شرطة مدينة زاهدان في كلمته حول خسائر حوادث السير، قائلا: حوادث السير وخسائرها مؤلمة ومثيرة للقلق؛ أطالب جميع الشباب والسائقين أن يراعوا قوانين المرور.
وتابع فضيلته قائلا: القيادة بغير رخصة القيادة عمل غير مناسب. البعض من السائقين يقومون بتشويه أرقام سياراتهم، وهذا عمل غير مناسب لا يوجد له تبرير.
وأضاف فضيلته قائلا: قبل مدة كانت لعدد من الإخوة الذين يعملون في مجال بيع المحروقات في الجامع المكي جلسة معي، طرحوا فيها مشكلاتهم وما أثار قلقهم، لكن كلامهم حول تشويه أرقام السيارات لم يقنعني، وأوصى هؤلاء الإخوة أن لا يقوموا بإخفاء أرقام السيارات وتشويهها ويجتنبوا من السرعة غير القانونية أثناء القيادة.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى مشكلات البطالة وسائر المشكلات الاقتصادية في سيستان وبلوشستان، قائلا: تجارة المحروقات وإن كانت تهريبا من الناحية القانونية، لكن نظرا إلى أن المحافظة لا توجد فيها مشاغل كافية ويعاني الناس من البطالة، نطالب المسؤولين أن يعاملوا البائعين برفق في هذا المجال ويتسامحوا.
وتابع فضيلته قائلا: تهريب المحروقات ليست المهنة الدائمة لسكان المحافظة، لكن نظرا إلى الظروف الراهنة التي تعاني البلاد من العقوبات والمشكلات الاقتصادية الأخرى، تهريب المحروقات معقول حتى يمكن للمواطن أن يكون لديه ما ينفق على أهله وأولاده، لكننا نرفض عصابات تهريب المحروقات، لكننا نعتقد أن يعامل برفق كل من يقوم بالتهريب عن اضطرار وبطالة، ويجري في حقهم التسامح.
وتابع مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: نرجو من الإخوة الذين يعملون في مجال بيع المحروقات أن يراعوا قوانين المرور، ولا يثيروا القلق للناس وللمسؤولين. مراعاة القوانين من حقوق الناس، والجميع بحاجة إلى هذه القوانين حتى يكونوا في راحة وأمن.


لا ينبغي للمسؤولين أن ينافسوا الشعب في مجال التجارة

وحذر فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته، المسؤولين من منافسة الشعب في التجارة، وتابع قائلا: أطالب المسؤولين العسكريين وغيرهم أن لا ينافسوا الشعب في مجال العمل والتجارة، ولا يروا أنفسهم منافسي الشعب، بل ليفوضوا هذه المسائل إلى القطاع الخاص.
وأضاف قائلا: إن سر النجاح في الكثير من الدول، أن هذه الأمور فوضت إلى القطاع الخاص.


الأراضي ثروة وطنية؛ يجب الاجتناب من حيازة الأراضي الموروثة

كما أشار فضيلة الشيخ إلى تخصيص الأراضي إلى بعض الجهات والمؤسسات قائلا: مطلبنا من الإخوة في القوّات المسلحة أن يحوزوا من الأراضي بالمقدار الذي يحتاجون إليه، ويجتنبوا من سيطرة الأراضي الموروثة للناس وإن كانت بلا وثائق وشهادات.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: الأراضي الموجوة في أنحاء المدينة ثروة وطنية تتعلق بالجميع، والشعب كله له نصيب من هذه الأراضي. واليوم واجه أهل زاهدان مشكلة السكن وتشتد حاجة الناس إليه، ولا يقدرون على إعطاء الأجور الغالية للمنازل.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: في كافة الحكومات وأنظمة الحكم في العالم، هناك تخطيط خاص لحل قضية السكن للمواطنين. على المسؤولين أن يخططوا لحل مشكلة سكن المواطنين. ننصح المسؤولين أن يؤثروا، ويساعدوا لحل مشكلات الناس.

1565 مشاهدات

تم النشر في: 19 مايو, 2019


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©