اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في الحفل السنوي الثامن والعشرين بمناسبة تكريم خريجي جامعة دار العلوم زاهدان، “التطرف” و”العصبيات الجامدة”، مغايرة لتعاليم الشريعة الإسلامية، مؤكدا فضيلته على أن أهل السنة في إيران يرفضون أي نوع من العنف والطائفية.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد وهو يخاطب الجماهير المشاركين في هذا الحفل: سُمّيت الأمة المسلمة في القرآن الكريم بـ “الأمة الوسط”. منهج الدين الإسلامي هو الاعتدال، لكن مع الأسف ابتليت الأمة المسلمة بالإفراط والتفريط. البعض من المسلمين لا يهتمون بالدين، والبعض يزعمون أنفسهم متدينين، لكنهم ابتعدوا عن المنهج القويم للدين وابتلوا بالإفراط.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: الكثير من التحديات التي يواجهها العالم الإسلامي في عصرنا، هي العصبيات الجامدة التي لا صلة لها بالدين. إن رسول الله صلى الله عليه وسلم عقد صلحا مع المشركين الذين أخرجوه من مكة، وعقد صلحا مع يهود المدينة المنورة، والتزم به حتى نقض اليهود الصلح.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد: الإسلام دين فيه سعة كبيرة، ومن المهم أن يتحمل المسلمون بعضهم بعضا، وتكون لديهم سعة الأفق ورحابة الصدر. المؤسف أن رحابة الصدر التي كانت موجودة في سيرة الرسول الكريم والصحابة وأهل البيت، لا توجد في المسلمين المعاصرين، ولا في أتباع الصحابة وأهل البيت رضي الله عنهم.
وأضاف خطيب أهل السنة في زاهدان: ندعو المسلمين إلى الاتفاق ووحدة كلمتهم، والعودة إلى الدين والقرآن الكريم والسنة النبوية الكريمة. رسالة هذه الحفلة هي الاعتدال. هذه الحفلة ليست لأهل السنة فقط، بل نفكّر في هذه الجلسة لصالح جميع المسلمين والشعب الإيراني وحتى الإنسانية كلها، ونرجو أن تكون هذه الجلسة سببا لهداية جميع الناس.
وأضاف مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: أهل السنة يرفضون العنف والطائفية وما يضر بأمن البلاد، ولا نرضى بغياب الأمن لأي بلد من البلاد، وقد بذلنا سعينا في مجال الحفاظ على أمن البلاد.
واستطرد رئيس اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان: نحن نرفض العنف والعمليات المسلحة. البعض من الأشخاص الجهال يبادرون إلى العنف والعمليات المسلحة، لكن أكثر الناس ساخطون على أعمالهم ويرفضونها.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: لا يوجد هناك بغض وعداوة بالنسبة إلى السائرين؛ نحن نشعر بالتضامن مع جميع المسلمين، ونشعر بالأخوة مع البشرية سوى المجرمين والمعتدين ومن لا يعرفون منطق الحوار.
الحوار هو ضالة المسلمين المعاصرين
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: منهج أهل السنة ليس منهج العنف والعمليات المسلحة. نحن لا نؤيد الحرب في أي بلد، بل نعتقد أن تحل مشكلات العالم الإسلامي بالحوار. نحن ندعو إلى الحوار، وهذه الجلسة التي يشارك فيها علماء من الشيعة والسنة والآكادميين والمسؤولين، من مصاديق الحوار.
وتابع فضيلة الشيخ قائلا: الحوار ضالة المسلمين المعاصرين. نحن ندعو جميع المسلمين في بلاد مثل اليمن والعراق وسوريا التي تواجه تحديات ومشكلات إلى الحوار، ونوصيهم بتأسيس حكومات شاملة، ومشاركة المساعي، ومراعاة حقوق الأقليات، وحل مشكلاتهم.
المكوّن السنّي لم يترك مجالا لشكوى المسؤولين/ لو نفذ مرسوم المرشد حول إزالة التمييزات، لحلت مشكلات أهل السنة
واستطرد مدير جامعة دار العلوم زاهدان: نحن نفتخر بديننا وببلدنا. نحن وقفنا ضد التطرف، واليوم نجني ثمرات هذا الوقوف. فالمكون السني في لم يترك مجالا لشكوى المسؤولين.
وتابع فضيلته مؤكدا على لزوم توظيف نخب أهل السنة قائلا: نحن نطالب بأن يتم توظيف كفاءات أهل السنة بجانب الإخوة الشيعة، ويجري اهتمام بحقوق أهل السنة، لأن أهل السنة أيضا سعوا في إعمار البلد ووحدته وأمنه، ويريدون التقدم لبلدهم.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: لو أن مرسوم المرشد بشأن إزالة التمييزات من أهل السنة، تم تطبيقه، لحلت مشكلات أهل السنة. نرجو أن ينفذ المسؤولون مرسوم المرشد حول إزالة التمييزات بسعة الأفق.
رسالة هذه الجلسة هي العودة إلى الله تعالى
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد في القسم الأوّل من كلمته، “العودة إلى الله تعالى” رسالة هذه الجلسة.
وأضاف فضيلته مؤكدا: الطريق للخروج من المآزق السياسية والاجتماعية وأنواع المشكلات هي العودة إلى الله تعالى.
واستطرد خطيب أهل السنّة قائلا: قبل كل شيء يجب أن نشكر الله تعالى على هذه النعمة، ونتوجه إليه تبارك وتعالى. النعم المادية والمعنوية، كلها تعود إلى الله تعالى. “وما بكم من نعمة فمن الله”.
وتابع: إن كانت هناك نعمة، علينا أن نشكر الله تعالى، وإن نزلت آفة أو مصيبة، نتضرع إلى الله تبارك وتعالى.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من كلمته قائلا: سلسلة نزول الوحي من سيدنا آدم إلى سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانت لأجل إيصال الإنسان إلى السعادة الحقيقية. السعادة في إطاعة الله تبارك وتعالى، والوقوف أمام النفس والشيطان والطغاة، وحماية الدين الإلهي.
وتابع فضيلته قائلا: إن الله تبارك وتعالى يحب السعي في سبيله وفي سبيل هداية الخلق. والله تبارك وتعالى يحب المشقات في سبيله. لقد تحمل رسول الله صلى الله عليه وسلم مشقات كبيرة في سبيل الوصول إلى الله تعالى، إلى أن فتح الله أبواب الرحمة عليه، وبعث جبريل مع الوحي، وأمر النبي الكريم بالقراءة.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: الإسلام آخر الأديان، والقرآن آخر الكتب السماوية وأعظمها، ولا يوجد عند الله تعالى شيء أحب من دينه، والعمل الصالح، ونبيه.
وأردف: الذين يهتمّون بالقرآن والسنة، يسعون دائما نحو الرب تبارك وتعالى، لكن الذين يفكرون بالماديات ولا يهتمّون بالله تعالى ورسالاته، سوف يخسرون.
وأضاف فضيلته قائلا: غيرنا يفتخرون بالثروات المادية، لكن هذه الثروات المادية لا تقاس بها الثروة التي منحنا الله تبارك وتعالى.
إن الله تعالى أعطاكم ثروة القرآن والإسلام والسنة، إن نفذتم هذه التعاليم في حياتكم، تفلحون في الدنيا والآخرة.
وأضاف مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: إن الله تبارك وتعالى منحنا نعما معنوية كثيرة، والطريق الصحيح للاستفادة من هذه النعم هو الاستسلام لله تعالى. يجب أن نستسلم أمام الله تعالى مثل إبراهيم؛ فإبراهيم أصبح خليل الله بهذا الاستسلام أمام الله تبارك وتعالى، وسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم نال تلك المكانة العظيمة، وهكذا الصحابة وأهل البيت نالوا شرفا وعزا ببركة تسليمهم تجاه الشريعة، وتحمل الصعوبات في سبيل الله تعالى.
وأردف: رسالة هذه الجلسة أن يعود الجميع إلى الله تعالى. الطريق للخروج من المآزق السياسية والا جتماعية وأنواع المشكلات، هو العودة إلى الله تبارك وتعالى.
وتابع بالقول: اقوالنا كثيرة، ولكن أعمالنا قليلة. كثر فينا الإعجاب بالرأي وعبادة النفس، ويوجد عبادة النفس والأهواء أكثر من عبادة الله تعالى. الصحابة قبل كل جهاد، جاهدوا أنفسهم.
وأعرب فضيلة الشيخ عن أسفه من شيوع المعاصي قائلا: من المؤسف أن الصلاة تفوت، وأن الصدقات لا تدفع، وأنواع من الذنوب والمعاصي تنتشر في المجتمع. من رسالات هذه الحفلة أن يتوب العوامّ والخواصّ ويعودوا إلى الله تعالى.