أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة الجمعة (29 ربيع الأول 1440) على اتباع السنة في كافة مراحل الحياة، والعمل على الإسلام والقرآن الكريم، والاجتناب من الشرك والرياء.
وتابع فضيلته مشيرا إلى أن اتباع الإسلام هو الطريق الوحيد للوصول إلى الله تعالى، قائلا: إن الله تعالى خلق الإنسان وجعل في فطرته البحث عن الله تعالى، وهو محتاج إلى الله تعالى دائما، ويطلب ربه، ويفكر دائما كيف يصل إلى خالقه ومالكه ورازقه.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: قد يضل الإنسان في طلبه عن الله تعالى، ويتخذ الأحجار والأشجار وقبور أوليائه آلهة من دون الله تعالى. البوذية اتخذت الأصنام آلهة لهم لتقربهم إلى الله تعالى. لقد ذكر القرآن الكريم على لسان المشركين: “ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى”. والآن أيضا إذا سألتم عباد الأصنام في العالم، لماذا تعبدون غير الله؟ سيقولون في الجواب، المقصود من العبادة هو الله تعالى، وهؤلاء وسطاء بيننا وبين الله تعالى؛ مع أن عبادة الشفعاء واتخاذهم شرك وكفر، بأي نية كان.
وأضاف خطيب أهل السنة مشيرا إلى أنه لا يوجد دين غير الإسلام يوصل الإنسان إلى الله تعالى: إن كانت الأديان السماوية أنزلها الله تعالى وأرسل الأنبياء لتوضيحها، وكانت الطرق الصحيحة للوصول إلى الله تعالى في زمانها، لكن ببعثة النبي الكريم ومجيء الإسلام، نسخت الأديان السماوية كلها. في عصرنا الكثيرون يبحثون عن الله من خلال الديانات السماوية التي نزلت قبل الإسلام، مع أن عبادة الله إذا كانت من طريق اليهودية والنصرانية لن توصله إلى الله من وجهة القرآن الكريم وسيرة الرسول الكريم.
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد الإسلام بالدين الذي اختصر كافة محاسن الديانات الأخرى، وتابع قائلا: إن الله تعالى اختصر الأديان السماوية كلها في الإسلام، واختصر الكتب السماوية كلها في القرآن الكريم، واختصر تعاليم الأنبياء كلها في سيرة الرسول الكريم. القرآن خلاصة جميع الكتب السماوية، والإسلام خلاصة محاسن الديانات السماوية الأخرى كلها.
وأضاف فضيلة الشيخ مشيرا إلى أن الإسلام يختصر في عبادة الله تعالى: الصراط المستقيم يختصر في أن أنواع العبادات البدنية والمالية لله تعالى. والصلاة التي هي أعظم العبادات المحورية، وهي تضرع مع الله تعالى وطلب الحاجة منه، يجب أن تؤدى لله تعالى فقط. الحج وكافة العبادات لله تعالى. يجب أن تكون حياة الإنسان ومماته لله تعالى. الإسلام يختصر في عبادة الله فقط.
وأضاف قائلا: من يطع الله تعالى وتكون كافة حركاته لله تعالى، في الحقيقة حياته لله تعالى. هكذا من كانت كافة منافعه وحركاته وفكره وعبادته لله تعالى، يكون موته لله تعالى. هذه خلاصة الدين الحنيف الذي هدانا رسول الله صلى الله عليه وسلم إليه. علينا أن نعمل جميع عباداتنا لله فقط، ونعبد الله بقلوبنا، ونفكر لدين الله تعالى ونعمل على سيرته.
ووصف خطيب أهل السنة سيرة الرسول الكريم بأحب طرق الحياة، وأوصى بالتأسي بسيرته العطرة، وتابع قائلا: الصحابة عاينوا حياة النبي الكريم خلال أربع وعشرين ساعة وسجلوها. شاهدوا حياة النبي الكريم في المسجد والسفر والحضر والبيت وميادين القتال والجهاد والحج والصوم. كيف صلى النبي الكريم وكيف قاتل في سبيل الله تعالى؟ عاش متواضعا، وفكر في مصالح الآخرين. وهذا كله سيرة إنسان عاش لله تعالى وتوفي لله تعالى. علينا أن نعمل بالإسلام والقرآن والسيرة، ونموت على ذلك.
وأوصى فضيلة الشيخ عبد الحميد في هذا القسم من خطبته الحاضرين على التمسك بالإسلام، وتابع قائلا: الطريق للوصول إلى الله تعالى، هو الكتاب الذي لم يحدث فيه تحريف، وضمن حفظه إلى يوم القيامة، ديننا دين العمل، وليس دين الكلام والشعار. يجب أن نكون عاملين.
إثارة الأزمة الأمنية تضر بأهل المحافظة وتصب في مصلحة أعدائنا
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى الهجوم الذي استهدف مقر قيادة الشرطة في مدينة تشابهار، واصفا إثارة الأزمات الأمنية في المحافظة مضرة لأهلها ومحققة لأهداف أعداء هذا الشعب.
وتابع فضيلته قائلا: أمس وقعت حادثة مؤلمة ومؤسفة في مدينة تشابهار. في هذه الحادثة كان المهاجم يريد إيقاع خسائر أكبر بحمله المتفجرات، لكن لم يتحقق هدفه.
وتابع فضيلته قائلا: في هذا الهجوم قتل اثنان من قوات الشرطة وجرح آخرون. نرجو أن يرفع الله درجات الشهداء، ويمنح ذويهم الصبر والأجر ويشفي مصابيها.
و أدان فضيلة الشيخ عبد الحميد هذا الهجوم، مؤكدا على لزوم حفظ أمن المحافظة، وتابع قائلا: نحن ندين هذا الهجوم، ونؤكد على أن أمن المحافظة يجب أن يحفظ. لا ينبغي أن تتعرض محافظة سيستان وبلوشستان للأزمات الأمنية، لإن إثارة الأزمات الأمنية تضر بأهل المحافظة وتحقق أهداف أعدائنا.
وأوصى خطيب أهل السنة بضبط النفس، وتابع قائلا: نوصي الجميع بضبط النفس، والتحمل، وفهم الواقع. من كانت لديه مشكلات ومطالب، ينبغي أن يطالبها من طرقها القانونية الدولية، ومن الاتجاه الصحيح.