وصف فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (15 ربيع الأول 1440) الرسول الكريم بأكبر معلم ومربّ للإنسانية، وتابع قائلا: إن مولده وبعثته أحدثتا تطورا عظيما في العالم.
وأضاف قائلا: مولد الرسول الكريم وبعثته أعظم إحسان لله تعالى على الإنسانية، ومن أبرز النعم التي أنعم الله بها على العالمين.
واستطرد فضيلته قائلا: لا شك أن أكثر الحضارات والثقافات استفادت من تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن الفائدة العظيمة حصلها المسلمون. رسول الله صلى الله عليه وسلم آخر مبعوث لرب العالمين، وخليل الله وحبيبه، وتعاليمه مختصرة من تعاليم الأنبياء، وكتابه خلاصة الكتب والأديان السماوية. لقد منّ الله تعالى على العالم البشري حيث بعث لهم أفضل معلم، وأعظم معلم للاعتقاد والأخلاق والسلوك.
وتابع فضيلته قائلا: لقد حدث تطور كبير في العالم بولادة الرسول الكريم. لقد أدخل جزيرة العرب في الإسلام بالتضحية والجهود في أسرع فرصة، وأيقظ أمة كانت حياتها تسير في قرون عديدة في عبادة الأصنام والجهل والخرافات والأوهام، وأنقذ الإنسانية من الضلالة، ودعاهم إلى العبادة، وجعل من قطاع الطرق عبيدا لله تعالى، ولقد نشر صلى الله عليه وسلم الرحمة والعطوفة والأخلاق في العالم، وهدى الإنسان إلى طريق الإنسانية والفطرة.
حياة الصحابة كانت صورة حية من حياة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم
ووصف خطيب أهل السنة، الذين تربوا على النبي الكريم بـ “أناس لا مثيل لهم”، وتابع قائلا: إن كافة المحاسن الأخلاقية التي نشاهدها في العالم، تعود إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي هو أعظم مربّ وأكملهم. لم يكن له نظير في تعليم الأبناء وتربيتهم وفي التأثير؛ لم يكن مرشد كامل مثله في أنبياء الأمم السابقة وفي أوليائهم أن يربي تلامذة ورعين زاهدين أتقياء.
واستطرد فضيلته قائلا: لقد انتشر الإسلام ببركة دعم الذين تربوا على مكتب الرسول الكريم، وأطفئت نيران المعابد، وأزيلت عبادة الأصنام من نواحي مختلفة في العالم، وهلك كسرى وقيصر، والصحابة هم الذين صلوا خلف رسول الله، وتشرفوا بزيارته، وسمعوا كلامه، وجلسوا في مجلسه ولمعوا في الدنيا.
وتابع مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: أي عالم شيعي أو سني يقدر أن يربي أولادا وتلامذة مثل تلامذة رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ لقد ربّى رسول الله صلى الله عليه وسلم تلامذة كانت حياتهم صورة من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم. لا يستطيع أحد أن يقدم أمثال الخلفاء الراشدين، وأمهات المؤمنين، وبنات الرسول الكريم، وأهل بيته، والصحابيات المهاجرات أو الأنصاريات. الصحابة جميعهم كانوا نخبا وأسوة. لقد تزكوا بأخلاق النبي الكريم وإيمانه وتعليمه.
واعتبر خطيب أهل السنة فشل المسلمين المعاصرين نتيجة ابتعاد المسلمين من القرآن والسيرة، وتابع قائلا: السيرة والسنة ثروتان عظيمتا لدى المسلمين، وغير المسلمون محرومون من هذه الثروة، لكن من المؤسف أن تواجه أمة تملك هذه الثروة بالفشل في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والمجالات المتنوعة.
وتابع فضيلته قائلا: مع الأسف ابتعد المسلمون في عصرنا من سيرة الرسول الكريم وأخلاقه، ومن كتاب الله تعالى، لذلك أصبحوا أذلة في الدنيا، وتعرضت ثرواتهم وثقافتهم، وتعرضت البلاد الإسلامية للأزمات الأمنية.
التفجير في احتفال مولد النبي في كابول كان مؤلما
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في كلمته إلى التفجير الذي وقع في حفلة بمناسبة المولد النبوي الكريم في كابول، وتابع قائلا: الحادثة التي وقعت في كابول كانت مؤلمة، لقد حدث انفجار في اجتماع تشكل بمناسبة مولد الرسول الكريم.
وتابع فضيلته مشيرا إلى بعض مؤامرات أعداء الإسلام، وتابع قائلا: يسعى الأعداء أن يبتلي المسلمين بالتطرف والاختلاف والطائفية، ويتخذ جبهة من الشيعة، وجبهة من السنة، ويثير الفرقة بين الاتجاهات المختلفة. ويسعى الأعدء في الإثارة بين البلاد بدعوى إرادة الخير، ويقسم المسلمين إلى فارس وترك وعرب، مع أنهم جميعا مسلمون. والأعداء يرون منافعهم ومصالحهم في الطائفية.
وأوصى فضيلة الشيخ عبد الحميد المسلمين إلى سعة الأفق، وبعد النظر، وأضاف قائلا: يجب على المسلمين أن يمتلكوا سعة الأفق والفراسة. أين الفراسة التي يرى المؤمن بها؟ لماذا يصطف المسلمون بعضهم ضد بعض في عصرنا، ويتقاتلون؟ هذا كله من أسباب ابتعادنا من تعليم الرسول الكريم وسيرة النبي الكريم التي تدعونا إلى الوحدة.
على المسؤولين وكذلك الحوزات العلمية أن يسعوا للوحدة العملية
و تطرق خطيب أهل السنة في قسم آخر من خطبة الجمعة إلى تأكيدات القرآن والسنة على وحدة الأمة الإسلامية، وتابع قائلا: مع الأسف في عصرنا اصطف المسلمون ضد بعضهم البعض، ويقتل بعضهم البعض، مع أن النصوص القرآنية الكريمة والأحاديث النبوية تدعو إلى الوحدة والتضامن، وتصفهم بالأمة الواحدة.
وتابع فضيلته قائلا: نصوص القرآن والسنة تؤكد على ضرورة الوحدة؛ وحدة الأمة ليست قضية تحتاج إلى تفصيل وأدلة وبراهين، بل حاجة الأمة المسلمة في هذه الظروف ملموسة.
وأكد خطيب أهل السنة على لزوم الوحدة العملية، قائلا: الوحدة لا تحصل بالهتاف والشعار، بل يجب أن تكون الوحدة عملية، ويجب أن يجعل المسؤولون في التوظيفات والاستخدامات جميع القوميات والمذاهب بعضهم مع بعض، لنقدر أن نعرض أفضل نموذج للوحدة الإسلامية.
وأكد فضيلته قائلا: الوحدة العملية هي التي توصلنا إلى الوحدة الحقيقية والأخوة الدائمة، وإلى الثبات الدائم، ويجعل صفنا أمام الأعداء قويا ومتنيا.
ورحب فضيلة الشيخ عبد الحميد بالمحافظ الجديد لمحافظة “سيستان وبلوشستان” الذي حضر صلاة الجمعة هذا الأسبوع، وتابع قائلا: السيد “أحمد علي موهبتي” الذي عين كرئيس للمحافظة أول هذا الأسبوع شخصية قليل التكلف، وإنسان مجد، له نشاطات ميدانية واسعة.
وتابع فضيلته قائلا: لقد فرح أهل المحافظة بهذا التعيين، لأن المهندس موهبتي له معرفة جيدة بالمحافظة وأهلها. نرجو أن يخدم المحافظ الشعب في هذه الظروف الحساسة، وينشط كافة الإدرارات ليسعى المديرون في مجال حل مشكلات الشعب.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى وفاة “الحاج عبد الوهاب”، أمير النهضة العالمية للدعوة والتبليغ، سائلا المولى الكريم بالمغفرة وعلو الدرجات له، وأن يعوض الأمة على هذه الخسارة.