أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبة هذه الجمعة (23 رمضان 1439) إلى الأيام الأخيرة من شهر رمضان، مؤكدا على ضرورة زيادة العبادة والطاعة في الفرصة المتبقية من شهر رمضان.
وأضاف فضيلته بعد تلاوة آية {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان}: شهر رمضان على وشك الانتهاء، قد يفرح البعض منا على انتهاء رمضان، لكن إذا تأملنا نشعر أن رحيل هذا الضيف من بيوتنا ومساجدنا صعب جدا. شهر رمضان شهر لا مثل له، وقدومه سبب للخير والبركة والرحمة لنا جميعان وذهابه خسارة كبيرة لنا.
وتابع فضيلته قائلا: السعداء هم الذين رحبوا بهذا الضيف واستقبلوه جيدا، واستفادوا من هذه الفرصة الذهبية لشهر رمضان المبارك، وأخذوا لأنفسهم زاد الآخرة. لا ندرى هل نكون أحياء إذا جاءنا شهر رمضان القادم أم لا؟
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: كافة الأحكام والفرص التي وضعها الله تعالى أمامنا للعبادة والعبودية جميلة ورائعة. الذين استفادوا من فرصة شهر رمضان، وعملوا على الأحكام والفرائض كالصلاة والصوم والحج والزكاة وسائر العبادات، يدخلون الجنة إن شاءالله. الإنسان يدخل الجنة بهذه الفرص الخاصة.
وأضاف قائلا: الذين اعتبروا القرآن والسنة فرصة لأنفسهم، واستفادوا منهما جيدا، ثم رحلوا من هذه الدنيا، يدخلون الجنة بسلام وراحة البال، ويفتخرون بمرضاة الله تعالى منهم؛ لكن الذين أهملوا تعاليم القرآن والسنة، ولم يستفيدوا من فرصة الدين الإسلامي والأحكام الشرعية استفادة جيدة، وضيّعوا حقوق الله وحقوق الناس، يمضون في الآخرة في غم وعذاب.
واستطرد مدير جامعة دار العلوم زاهدان: البعض لا يصومون بذريعة أن الجو حار. هل يستطيع هؤلاء أن يتحملوا حرارة نار جهنم التي أعدت للعصاة من عباد الله تعالى؟ من علامة الغفلة أن يهمل الإنسان الأحكام وتعاليم الشريعة.
وأضاف فضيلته قائلا: لا يليق بنا أن نعصي الله الذي أحسن إلينا وأغدق علينا النعم، ونؤدّي عبادته بضعف وهوان. ما أجمل أن نضحّي براحتنا في الدنيا لنصل إلى الراحة والسعادة في الآخرة.
وأوصى فضيلة الشيخ عبد الحميد الناس إلى أداء الزكاة والتصدقات قائلا: الزكاة من الأحكام والفرائض المهمة للدين الإسلامي. مع الأسف يقصر الكثير من الناس في الزكاة والعمل على هذه الفريضة، مع أن الشريعة الإسلامية توصي أن يخصص الأغنياء شطرا من أموالهم للفقراء والمساكين والمحتاجين ومساعدة المدارس الدينية. التبرع على المحتاجين والفقراء من الأخلاق السامية الكريمة.
وأكد فضيلته على أداء صدقات الفطر قائلا: الخيرات والصدقات النافلة لا تبلغ أهمية صدقة الفطر، فهذه فرصة تتجدد مرة واحدة في السنة وفي شهر رمضان المبارك.
وأكد رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في سيستان وبلوشستان على لزوم الاستفادة من الفرصة المتبقية في شهر رمضان، قائلا: شهر رمضان شهر محترم لدى المسلمين، يجتنب المسلمون الأكل والشرب والمعاصي في هذا الشهر، وهم يودعون رمضان هذه الأيام. لذلك يجب أن نستفيد من الفرصة الباقية في الذكر والتلاوة والصلاة والدعاء والتضرع.
أخطأت أمريكا بقرارها اتخاذ القدس عاصمة للكيان الصهيوني
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى مظاهرات يوم القدس في أنحاء البلاد، قائلا: الجمعة الأخيرة من شهر رمضان سمي بيوم القدس. نحن نعلن احتجاجنا على احتلال الأراضي الفلسطينية من جانب الاحتلال الصهيوني واتخاذ بيت المقدس عاصمة لهذا الكيان.
وأضاف قائلا: لقد أخطأت الولايات المتحدة الإمريكية باتخاذ القدس عاصمة للكيان الصهيوني، حيث جرحت مشاعر أكثر من مليار ونصف مليار مسلم والكثير من أحرار العالم بسبب بضعة ملايين من اليهود.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته إلى بيان بعض مناقب سيدنا علي رضي الله عنه قائلا: المسلمون يجبون عليا رضي الله عنه، ويرونه أسوة لهم ويتخذونه قدوة في حياتهم. سيدنا علي رضي الله عنه أسوة لنا في الورع والتقوى.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: سيدنا على رضي الله من أكابر الصحابة ومن الخلفاء الراشدين. رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحبه كثيرا.
وأشار مدير جامعة دار العلوم زاهدان في نهاية كلمته إلى المشكلات المالية التي تواجهها جامعة دار العلوم زاهدان، مطالباأهل الخير وعامة الناس أن يخصصوا جزءا من تبرعاتهم لهذا المركز العلمي، كما طالب المصلين أن يحضروا يوم العيد لصلاة العيد ويحملوا معهم مبلغ مائة ألف تومان (16 دولار) على الأقل، للتبرع على الجامعة.