وصف فضيلة الشيخ عبد الحميد إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، شهر رمضان بـ “شهر التغيير والإصلاح”، و”شهر الصحوة الدينية والاجتماعية”، مؤكدا على ضرورة العبادة، والتبرع على الفقراء والمحتاجين في هذا الشهر.
وتابع فضيلته في خطبته يوم الجمعة (16 رمضان 1439): جعل الله تعالى شهر رمضان ليحارب الإنسان النفس الأمارة بالسوء التي تدفع الإنسان نحو المعصية والذنوب والجريمة. النفس الأمارة بالسوء تصنع في الإنسان الجريمة والذنوب والتكبر والحرص ومحبة المال والمنصب.
وأضاف مدير جامعة دار العلوم زاهدان، قائلا: تلاوة القرآن الكريم مع الصوم مؤثر جدا. الصوم يوفر مجال تأثير القرآن الكريم في الإنسان. رمضان شهر ربيع القرآن. التلاوة في هذا الشهر تختلف عن التلاوة في الأشهر الأخرى. إن كنتم لا تجيدون قراءة القرآن كله، اقرؤوا السور التي تجيدون قرائتها. أكثروا من التلاوة واذكروا الله تعالى.
وأضاف فضيلته: إن الله تعالى جعل هذا الشهر لتتقوى محبتنا وعلاقتنا مع الله تعالى. جاء الصوم ليزكينا ويحدث فينا التغيير والتطور. يجب أن نصوم في هذا الشهر، ونتلو كتاب الله تعالى، ونسمع تلاوته، ونتدبر آياته.
وأكد فضيلته قائلا: شهر رمضان، شهر التدريب على ترك الذنوب. يجب أن نجتنب المعصية والذنوب في هذا الشهر. إن صمنا واجتنبنا من الأكل فقط دون اللغو والغيبة وسائر المعاصي والذنوب، لن يكون هذا الصوم مؤثرا، كما ان المريض إذا أكل الدواء ولم يجتنب مما نها عنه الأطباء، لن يؤثر فيه الدواء.
واعتبر خطيب أهل السنة شهر رمضان بـ “شهر التغيير والتطور”، وتابع قائلا: رمضان والصوم لأجل التغيير والتطور، وتكوين الصحوة الدينية والاجتماعية، لنعرف نحن وظائفنا كمسلمين تجاه المجتمع. يجب أن ننشئ في أنفسنا التغيير، ويجب أن نسعى كي نكون بعد رمضان أفضل من قبله.
وأضاف قائلا: شهر رمضان يجب أن يقوّي علاقتنا مع الله ورسوله والدين الإسلامي. شهر رمضان يجب أن يصلحنا. لنحاول أن نشتغل أكثر في العقد الأخير من رمضان في العبادة والعبودية، والأفضل أن نعتكف في المساجد، لنستفيد من فرصة رمضان للتزود للآخرة.
ووصف فضيلة الشيخ عبد الحميد شهر رمضان بـ “شهر المواساة والصدقات”، وأضاف قائلا: رمضان شهر السخاء والتصدقات والمواساة والمساهمة في أعمال الخير. تبرعوا في هذا الشهر على المدارس الدينية والمحتاجين وعوائل السجناء. بإمانكم أن تدخلوا الفرح على عائلة بأكملها بإطلاق سراح سجين ألقي في السجن بسبب غرامة قليلة.
على الشعب والمسؤولين أن يتصدوا لنشاطات مثيري الطائفية
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته إلى إساءات أحد أساتذة جامعة زاهدان الحرة إلى القوميات ومقدسات أهل السنة، وتابع قائلا: في الأسبوع الماضي انتشر مقطع مشيء لشخص، أحدث قلقا في المجتمع وكان يهدد المجتمع بعض الأخطار.
وأشار فضيلته إلى اتخاذ السلطات الأمنية الإجراءات الضرورية مع الشخص الموهن، وتابع قائلا: يجدر أن أشكر القوات الأمنية والقضائية على اعقتالهم للفرد الموهن. المسئولون المعنيون يتابعون هذه القضية بحساسية، وهذا الشخص في المعتقل حاليا، ويتم معه التفتيشات ليعلم هل ارتكب هذه الجريمة بمفرده أم كان معه شركاء وراء الكواليس ليتخذ القرار المناسب ضدهم جميعا.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: أشكر أيضا الطلبة والجامعيين وعامة الناس حيث أبدوا من أنفسهم ضبط النفس والسيطرة على المشاعر، واستمعوا للرسالة التي أرسلت إليهم، ولم يوفروا الفرصة لمن يريدون الفتنة وإثارة الطائفية والإخلال بالأمن.
وتابع فضيلة الشيخ قائلا: على الشعب والمسؤولين أن يكونوا واعين، لئلا تتوفر الفرصة لمثيري الفتنة والطائفية، لأن لنا أعداء كثيرين يريدون إثارة الاختلافات والطائفية والإخلال بأمن المجتمع، مع أن المجتمع إذا اختل أمنه، يتضرر الجميع.
على المسئولين أن يحلوا مشكلات ريف زاهدان
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى مشكلات سكان ريف زاهدان ولا سيما منطقة “شيرآباد”، قائلا: سكان “شيرآباد” أناس متدينون ومحبون للدين، لكنهم يعانون من مشكلات كغياب مراكز التعليم، والطرق، والشوارع فيها مكسرة محفورة، وشح المياه الصالحة للشرب. لا شك أن الكثير من المناطق الريفية تعاني من هذه المشكلة، لكن هذه المشكلات في “شيرآباد” كثيرة.
ولفت فضيلته أنظار المسؤولين للاهتمام إلى مشكلات ريف زاهدان، وتابع قائلا: أطالب جميع الدوائر، من البلدية ورئاسة المحافظة وإدارة الكهرباء والماء، أن تهتم بمشكلات المواطنين، فكان من ضمن أهداف الثورة مساعدة المستضعفين، فيجب أن يُعتنى بالطبقة الضعيفة أكثر من غيرهم.
وطالب فضيلته في نهاية الخطبة من عامة الناس، أن يتبرعوا على المدارس الدينية ولا سيما جامعة دار العلوم زاهدان، ويخصصوا شطرا من صدقاتهم المفروضة والنافلة لهذا المركز العلمي الكبير لأهل السنة.