header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة في زاهدان:

الصوم يزين المرء بالتقوى والطاعة وابتغاء الخير

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدان، في خطبته يوم الجمعة (9 رمضان 1439) إلى تأثير عبادة الصوم في إصلاح الإنسان وتزكيته، واصفا “التقوى وإطاعة الرب تبارك وتعالى وابتغاء الخير والاجتناب من المعاصي”، من ثمرات هذه العبادة.
وأضاف فضيلته بعد تلاوة آية “يا أيها الذين آمنوا كتب علكيم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون”: جعل الله تعالى التقوى والورع من حكمة الصوم وفلسفته.
وتابع قائلا: الإنسان لديه نفس أمارة بالسوء، وفيه شعور التمرد والبغي. يريد الله تبارك وتعالى نظرا إلى معرفته بالضعف الموجود في الإنسان وطرق علاجه، أن ينشىء فيه صفة الاستسلام، ويريد أن يطهر وجوده من التمرد والرغبة في المعاصي من طريق فرض الأحكام.
واستطرد مدير جامعة دار العلوم زاهدان: هذه هي حكمة الصوم، أن يكون الإنسان مستسلما أمام الله تبارك وتعالى، ويزول الطغيان والتمرد فيه. حينما يستسلم الإنسان أمام الرب تبارك وتعالى، لن يرتاب في أحكام الله تعالى، بل يخضع رأسه أمام الخالق المالك الرازق المرب المحسن الحقيقي. التقي الصادق الورع هو الذي لا يعصي الله تعالى ويراعي حقوق الناس.
واستطرد خطيب أهل السنة في زاهدان قائلا: عندما يصوم الإنسان عن دافع الاحتساب والإيمان وطلبا للأجور، تحصل له فائدتان؛ الأولى: أن جوارحه تبقى محفوظة من المعاصي والذنوب واللغو. والثانية: أن الشياطين عاجزون أمام الإنسان الذي يحفظ نفسه من المعاصي، وهذا هو المراد من تصفيد الشياطين في شهر رمضان، فلا سبيل لهم على الإنسان، ويبقون عاجزين من أن يجبروه على المعصية.
وأضاف فضيلته قائلا: عجز الشيطان من نتائج الصوم. الجوع والظمأ الناتجان من الصوم يهزمان النفس الأمارة بالسوء. النفس والشيطان عدوان كبيران للإنسان، وبإمكان الإنسان أن يهزم هذين العدوين بالصوم وبنصر الله تعالى. فإن الناس يشتغلون في شهر رمضان بالعبادات والدعاء والتضرع والمناجاة.
واعتبر خطيب أهل السنة “شهر رمضان” شهر المواساة، مؤكدا على لزوم أداء الزكاة والصدقات، وتابع قائلا: هذا الشهر، شهر الصدقات والخيرات وشهر المواساة. أدوا زكوات أموالكم في هذا الشهر، وأكثروا من التصدق. تبرعوا على المرضى الذين لا يقدرون على العلاج، وساعدوا الفقراء والأيتام وعوائل السجناء، وتبرعوا على المدارس الدينية التي تدار بالتبرعات الشعبية.
واستطرد فضيلته قائلا: رمضان يزين المرء بالتقوى، والإطاعة، وإرادة الخير، وترك المعاصي، ومحبة الله تعالى. في هذا الشهر بجانب عجز الشياطين، تغلق أبواب النار والعذاب، وتفتح أبواب الجنة الثمانية، وينادي ملك: “يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر”.
وأضاف قائلا: الجنة مكان استثنائي وخاص. النعم والأفراح الموجودة في الجنة لم تخطر ببال أحد. في الجنة عافية ولا مرض؛ في الجنة فرح وسرور ولا يوجد حزن. الجنة موضع لقاء المتقين مع الأنبياء ورحمة للعالمين، والجنة ملتقى الأحبة والأصدقاء. الجنة مع ما فيها من رياض وحدائق وأبواب، تنتظر الصائمين الذين سلّموا أنفسهم لله تبارك وتعالى ويركعون أمامه. لحظة في الجنة خير من الدنيا وما فيها. بأول قدم يضعها الشخص في الجنة، ينسى كافة مرارات الدنيا.
وأضاف قائلا: لقد دعاكم الله تعالى إلى ضيافة الجنة التي هي مائدة الرب تبارك وتعالى، تلك المائدة التي حضرها الأنبياء وأولياء الله. الصوم والصلاة والزكاة والعمل على تعاليم الشريعة، توفر المجال لدخول الجنة ولقاء الأنبياء.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد: موعدنا في الكوثر وأرض المحشر والجنة؛ في المكان الذي يحضر فيه عباد الله تعالى والمصلون والصائمون والمزكون بوجوه ناضرة، ويبتسمون بسبب فلاحهم ونجاحهم؛ فلنكن حذرين أن لا نسوّد وجوهنا بالإفطار في نهار رمضان وعدم أداء الزكاة وترك الصلاة وأكل مال الناس والغيبة والبهتان وسائر المعاصي.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: يجب أن نكون واعين؛ الوعي الديني والاجتماعي مهم جدا. الوعي الديني أن نعرف واجبنا ومسؤوليتنا أمام الرب تبارك وتعالى. والوعي الاجتماعي أن نعرف واجبنا تجاه المجتمع، ويجب أن نستعد للقاء الرب تبارك وتعالى. الشباب والفراغ والعافية والمال والوقت، كلها فرص يجب الاستفادة منها في هذه الدنيا، لئلا نتحسر يوم القيامة ولا نعض على أيدينا. ولا شك ان التأسف في ذلك الوقت لا ينفعنا شيئا.

1516 مشاهدات

تم النشر في: 27 مايو, 2018


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©