header
فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبة الجمعة بمدينة زاهدان:

على الشعوب والدول الإسلامية أن تنهض للدفاع عن القدس

أدان فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة، في خطبته يوم الجمعة (26 ربيع الأول 1439) في مدينة زاهدان، القرار الأخير للرئيس الأمريكي بشأن القدس، كما دعا فضيلته المسلمين والدول الإسلامية بالنهضة للدفاع عن القدس، واصفا إياه بالحق المشروع للعالم الإسلامي.
وأشار فضيلته أولا إلى الظروف المتأزمة في العالم الإسلامي قائلا: نحن نعيش في ظروف تواجه الأمة المسلمة أنواعا من المصائب والمشكلات والبلايا الظاهرة والباطنة. يعاني المسلمون أنواعا من المشكلات كالقحط والجدب، وكثرة الزلازل، والغلاء.
كما عدّ فضيلته الطائفية والنزاع أعظم أزمة، قائلا: أكبر مصيبة ومشكلة يواجهها العالم الإسلامي هي الطائفية والاختلافات بين المسلمين.
وأشار خطيب أهل السنة إلى قضية القدس قائلا: إعلان الرئيس الأمريكي القدس كعاصمة للكيان الصهيوني، من المشكلات الأخرى التي أضيفت إلى أزمات العالم الإسلامي. هذه القضية أكبر تهديد، وامتحان كبير لا مثل له، ظهر بين الأزمات والمشكلات العالقة بين المسلمين.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: بیت المقدس وإن كان عبر التاريخ تم تداول السلطة عليها، لكنها كانت للمسلمين عبر القرون المتتالية، وفي عصرنا مع مرور سنوات على احتلال الكيان الصهيوني للقدس، هذا الكيان ليس مستعدا للحوار وتنفيذ العدل. مع الأسف الكثير من القوى الكبرى تقوم بدعم الكيان الصهيوني بطريقة غير شرعية، وتستعمل حق الفيتو ضد كل قرار مغاير لمصالح الكيان الصهيوني.
وأضاف مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: إعلان الولايات المتحدة الأمريكية القدس عاصمة للكيان الصهيوني، جرح مشاعر مسلمي العالم. هذه القوى تجرح مشاعر المسلمين بهذه التصرفات العدوانية، ويسوقونهم نحو العنف والتطرف.
وصرح فضيلته قائلا: إن كنا نرفض التطرف والإرهاب والعنف ونلومه، لكن لسنا نرضى أن تصف القوى أينما شاءت المسلمين بالإرهاب والتطرف. لذلك نرى من الحقوق المشروعة للمسلمين أن ينهضوا لتحرير القدس، ويدافعوا عن قبلتهم الأولى.
وأضاف: القدس ليس حق الشعب الفلسطيني فقط، بل هو حق جميع المسملين بشتى أفكارهم واتجاهاتهم، لأن هذا المكان هو القبلة الأولى للمسلمين ومعبدهم جميعا، ويجب أن يدافعوا عن هذا المكان المقدس. على الحكومات الإسلامية والمسلمين أن ينهضوا بكل قوة، ويستخدموا كافة قواهم لصرف الولايات المتحدة من إرادتها الأخيرة.
وتابع خطيب أهل السنة قائلا: القادة الأمريكيون الذي لا يسمحون بأحد أن يدخل بلادهم، قاموا أولا باحتلال البلاد الإسلامية، والآن بلغت الجرأة بهم إلى حد يسيئون إلى مقدسات المسلمين وإلى قبلتهم الأولى.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد: يجب التصدى للولايات المتحدة حتى لا تشعل المنطقة والشرق الأوسط أكثر من هذا. ألا يكفي احتلال البلاد الإسلامية وقصفها على أيدى الأمريكيين حتى يقوموا بالتعرض لبيت المقدس؟ لا مكان للولايات المتحدة في البلاد الإسلامية ويجب أن تخرج من المنطقة.
واستطرد فضيلة الشيخ عبد الحميد: هذه المبادرة للرئيس الأمريكي وإن كانت مشؤومة ومستنكرة، لكنها سوف تؤدي إلى وعي المسلمين ووحدتهم. المسلم الذي لا ينهض في مثل هذه الظروف، لم يستجب لمطالب الإسلام. يجب أن ينهض المسلمون بكافة اتجاهاتهم المعتدلة وغيرها جميعا ويتحدوا، لأن الاختلاف والنزاع بين المسلمين سبب جرأة أعداء الإسلام.
واستطرد الزعيم الديني لأهل السنة قائلا: أحذر بكل صراحة الحكومة الأمريكية بأنها إن لم تنته عن جسارتها وإساءتها لمقدساتنا، سيلقنهم المسلمون درسا يكون عبرة لأجيالهم القادمة.
وأكد فضيلته قائلا: على المسلمين أن ينبذوا اختلافاتهم، ويكونوا أمة واحدة. عزة المسلمين وقوتهم تكمنان في الوحدة والانسجام. الطريق لمكافحة تهديدات الأعداء وطريق النجاة من كافة الآفات والبلايا الأرضية والسماوية، هي الاستغفار، والتوبة، والعمل على القرآن والسنة، والابتعاد من الذنوب والاختلاف.
ورحب فضيلة الشيخ عبد الحميد بالوفد الذي حضر صلاة الجمعة من العلماء، والمسؤولين، والمثقفين من إقليم بلوشستان في باكستان قائلا: علماء باكستان شخصيات ذوو تفكير واسع، سعوا دائما للوحدة. نطالب هذا الوفد بأن يبلغوا رسالتنا إلى علماء باكستان، أن يسعوا أكثر في حل الاختلافات وإنهاء التطرف والعنف من خلال الحوار والمفاوضات.
واستطرد فضيلته قائلا: يجب أن يقنع العلماء المتطرفين من خلال الاستدلال من القرآن والسنة، بأن العنف والتطرف يضران المجتمع الإسلامي. على المسلمين أن يجعلوا سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي كان رحمة للعالمين، نصب أعينهم. ففي الظروف الراهنة التي يتعرض المسلمون للهجوم من قبل أعدائهم، ليس وقت نزاع المسلم مع أخيه المسلم.
وتابع مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: الإسلام يعلّم المسلمين أن يتعايشوا سلميا مع من لا يقصدون التعرض لبلادهم ومقدساتهم الإسلامية، ويقفوا فقط في وجه من يضيعون حقوق الناس، ويعتدون على البلاد الإسلامية. الجهاد فرض ضد من لا يستسلمون للعدل، وليسوا مستعدين للحوار والمنطق، ويتوسلون إلى القوة والتعدي.

1687 مشاهدات

تم النشر في: 16 ديسمبر, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©