انتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد، في خطبته يوم الجمعة (6 ربيع الأول 1439) من يحصرون الإسلام في شعبة من شعبه، موصيا جميع الاتجاهات والحركات بالابتعاد عن التطرف، وعرض الإسلام للعالم وفقا للظروف.
وتابع فضيلته قائلا: يجب أن نفهم الإسلام كما هو، ونعرضه للعالم. يمكن أن تكون هناك استنباطات مختلفة من الدين، ولكن لا ينبغي أن نحصر الدين الإسلامي ونضيقه، لأنّ هذا الدين يشمل كافة شؤونات الحياة، وله تعاليم لكل شعبة.
واستطرد فضيلته قائلا: يحسب البعض بمطالعة عابرة لعدد من الكتب أنهم فهموا القرآن والسنة، بينما فهم القرآن والسنة ومعرفة حقيقة الدين تحتاج إلى ارتباط مع العلماء والمطالعة الكثيرة تحت إشراف العلماء. لذلك يجب على التنظيمات التي أصيبت بالتطرف، أن تسمع لنصائح العلماء وكلامهم، وليكونوا على اطمئنان بأنهم لن يندموا، ولن يكون الإسلام متضررا أيضا، لأن العلماء يريدون الخير للجميع، ولديهم معرفة أكثر بالنسبة إلى المسائل الدينية من غيرهم.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: إن التطرف يصل إلى المأزق، والكثير من المتطرفين مضطربون. نصيحتنا للمتطرفين أن يعيدوا النظر في منهجهم، ولا يتهموا العلماء جميعا بالخيانة وبيع آيات الله بثمن بخس.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: بعض الشباب الذين تغلب عليهم مشاعرهم، يحسبون أن الإسلام فقط هو الجهاد، مع إن الإسلام دين التفكر والتدبر. يجب أن نفكر كيف قاتل رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان قتاله ضد من، وكيف تم هذا الجهاد الذي جعل الناس يدخلون في دين الله أفواجا.
وأكّد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: يجب أن نستوعب الظروف التي نقضي فيها، ونجعل أوضاع العالم نصب أعيننا. لا ينبغي أن نرتكب ما يستغله الأعداء لتشويه صورة الإسلام. مشروع التخويف من الإسلام من نشاطات الأعداء الذين يريدون إخافة العالم من الإسلام والنبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان رحمة للعالمين، والدين الإسلامي دين الرحمة والمحبة والسلام، ولا مكان فيه للإفراط والتفريط.
واستطرد مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: لا شك أن الإسلام دين جهاد، لكن الجهاد يكون في الوقت الذي لا يبقى أي طريق لإصلاح المجتمع. الجهاد في الإسلام ضد محتل كالكيان الصهيوني الذي لا يعرف منطق الحوار والمفاوضات، ولا يخضع للعدل، لا أن يقاتل المسلم أخاه المسلم ويحمل السلاح ضد أخيه، ويعتقد أنه يجاهد في سبيل الله.
واستنكر فضيلة الشيخ عبد الحميد تكفير المسلمين، قائلا: من مشكلات العصر الحاضر، إصدار فتاوى التكفير، حيث يكفر البعض طائفة كبيرة من المسلمين ويحسبونهم مرتدين، مع أن التكفير معصية كبيرة. الإسلام ليس دين التكفير، بل هو دين واسع يضم اتجاهات مختلفة. يقول الله تبارك وتعالى بصراحة: “ولا تقولوا لمن ألقى إليكم السلام لست مؤمنا”. لا ينبغي أن نخرج المسلم عن الدين. القرآن الكريم والسنة النبوية يؤكّدان على أن نقبل ظاهر الإنسان إذا قال أنا مسلم، ونقبل دعواه، إلا أذا أعلن كفرا بواحا، أو أنكر ما أرتكب مما علم من الدين ضرورة.
وتابع: وفقا لتصريح الحديث، ليس لنا أن نكفر من يؤدي الزكاة، ويأكل ذبيحتنا، ويستقبل قبلة المسلمين. يجب أن نؤول بقدر الإمكان الأعمال التي تخالف تعاليم الإسلام.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: نصيحتنا لكافة المسلمين من أي اتجاه وفكر، أن يجتنبوا التطرف وضيق النظر، وأن يوسعوا أنظارهم بمراعاة الاعتدال والوسطية. يجب أن نقدم الإسلام وفقا لظروف العصر وبلغته إلى العالم.
على قادة العالم الإسلامي أن يفكروا في حل مشكلات المسلمين
أوصى الزعيم الديني لأهل السنة قادة العالم الإسلامي قائلا: القوى الاستكبارية تسعى لإثارة الفتن بين المسلمين، فيجب أن نكون واعين. لا ينبغي لقادة العالم الإسلامي أن يستخدم بعضهم التصعيد ضد بعض، بل يجب استخدام كلمات تثير الفكر ويقلل العنف.
وأضاف قائلا: يجب أن يفكر قادة العالم الإسلامي قبل كل شيء في المشكلات والمصائب التي يواجهها المسلمون؛ الاختلافات والنزاعات متصاعدة بين البلاد الإسلامية، وقد دمرت حياة المسلمين في كثير من البلاد. على رؤساء العالم الإسلامي أن يفكروا في إيجاد حل لها.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: في بلاد مثل العراق وسوريا واليمن التي انخفضت النزاعات، يجب تأسيس الحكومات الشاملة، وتجلس الأحزاب والأطياف المختلفة بعضها مع بعض، وتراعى حقوق الديانات والمذاهب كلها، لئلا يتعرضوا للإنشقاق وسائر المشكلات.
وأضاف قائلا: لو جلس الشعب العراقي معا، ولو روعيت حقوق الأقليات فيها، ولو أن حكومة اليمن وسوريا وسائر الحكومات استجابت لكلمة شعوبها وراعت حقوقهم، لما واجهوا اليوم مشكلات وأزمات. يجب أن نعتبر دروسا من نشوء هذه الأزمات.
مبادرة الخيّرين الذين يبنون المدارس، مساعدة في مجال الرقي والتقدم
وأشار خطيب أهل السنة إلى نشاطات بعض الخيرين الذين يبنون المدارس، معتبرا هذه المبادرة مساعدة للرقي والتطور، وتابع قائلا: البعض من الخيرين الذين يبنون منذ سنوات مدارس لوزارة التعليم والتربية، أتوا أخيرا إلى محافظة سيستان وبلوشستان لبناء المدراس، وينبغي أن ندعو لهؤلاء بالخير.
وتابع فضيلته قائلا: الخدمة لتوفير الحاجات التعليمية والتربوية، وبناء المدارس، في الحقيقة أساس التقدم والرقي، والعلم والتعليم أساس الرقي والتطور.