انتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في خطبته يوم الجمعة (7 صفر 1439) مشروع تقسيم محافظة “سيستان وبلوشستان”، واصفا إياه بمشروع لا يخدم أهل المحافظة. كما صرح فضيلته بأن العلة الأصلية للمشكلات تعود إلى التمييز، ويجب إزالة أنواع التمييز.
وتابع فضيلته قائلا: قبل مدة طرح أحد النواب في المجلس في سؤاله من وزير الداخلية حول مشكلات محافظة سيستان وبلوشستان، وادعى هذا النائب بأن تخلف المحافظة وفقرها يعود إلى مساحتها الواسعة، وإن تقسيمها إلى محافظتين أو ثلاث يكون سببا لتخصيص المزيد من الموارد المالية. استدلال هذا النائب في أن حل مشكلات المحافظة في تقسيمها استدلال غير صحيح.
وأضاف خطيب أهل السنة قائلا: هذا النائب قد عرف المعلول وهو فقر أهل المحافظة ومشكلاتهم، لكنه أخطأ في معرفة العلة، أو أراد غض الطرف عنها.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد: العلة الأصلية لمشكلات المحافظة وفقرها تعود إلى التمييز والجور وغياب المساواة. فلو قسمت المحافظة إلى عشر محافظات، إذا كان التمييز موجودا والمذاهب والقوميات لم يحصلوا على درجة واحدة من الحقوق، سيكون الفقر والمشكلات موجودة. إذا كان التمييز موجودا، يوجد الفقر المادي والثقافي والتخلف.
وتابع فضيلته قائلا: المشكلات لا تحل إلا إذا جرت دراسة المسائل بدقة وخبرة، وبحث لمشكلاتها، وتتخذ تدابير لإزالة العلل. ليس الحل في مواجهة المعلول وغض الطرف عن العلل، وهذا الأمر لن يكون سببا للرقي والتقدم.
وقال مدير جامعة دار العلوم زاهدان: العدل والاهتمام إلى القوميات والمذاهب، يكون سببا للرقي والتقدم. لدينا ألف كلم من الحدود الترابية، وأكثر من 300 كلم حدود مائية، ومحافظتنا ممتلئة بالمعادن والإمكانيات والميزات الكثيرة الأخرى من التجارة وتربية المواشي، والفلاحة خاصة في مجال التمور، والفواكه الصيفية كالموز والمانجو و…. كل هذه الموارد المالية إذا كانت هناك سياسة وتخطيط جيد وإزالة التمييزات في المحافظة، تتجه المحافظة نحو التقدم والرقي، وليس أهل المحافظة بل أهل البلاد كلها سيستفيدون.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: سيستان وبلوشستان الباب الكبير لاقتصاد البلاد من جهة الجنوب الشرقي، وبإمكانها أن تكون مؤثرة في تقوية اقتصاد البلاد. من كان لديه قلق بالنسبة إلى المحافظة، يجب أن يدرس مشكلاتها وآلامها بعيدا عن أي نوع من أنواع التعصب، ولا ينبغي أن تكون لديه رؤية قومية أو مذهبية. الإسلام هو الدين المشترك بيننا جميعا، وهذا الدين هو الذي قدم تعاليمه لمسائل الحياة، لكن المذاهب فيها اختلافات فقهية وتوجهات مختلفة، ولا ينبغي أن يتدخل المذهب في إدارة البلاد.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: المحبون الصادقون للوطن ليست عندهم رؤية مذهبية أو قومية عنصرية، ولا يقولون لا بد أن تكون الأمور كلها بيد قوم أو مذهب خاص.
وأضاف فضيلته قائلا: تقدم المحافظة ورقيها ليس في تقسيمها، وأهل المحافظة قلقون بالنسبة إلى مشروع تقسيم المحافظة. يقول الناس المخططون يتبعون أهدافهم الخاصة.
وأضاف فضيلته قائلا: تقسيم المحافظة ليس مفيدا لأهلها، بل ما ينفع أهل المحافظة هو الوحدة والأخوة وأن يكون أهل المحافظة في الدوائر الحكومية والمؤسسات والجامعات بعضهم بجنب بعض، ولا يكون هناك أي تمييز بين أهلها.
واستطرد رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان قائلا: قضية الأقوام والمذاهب ظلت موضع عناية مرشحي رئاسة الجمهورية وكافة التيارات السياسية خلال السنوات الأخيرة، والدكتور روحاني طرح هذه القضية في كلتا المرحلتين من الانتخابات بقوة، لكن الأقوام والمذاهب لم تزل في قلق واضطراب، والمشكلات ما زالت موجودة.
لا ينبغي أن يكون هناك تمييز بين اتباع المذاهب والأديان في إيران
وطالب فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته، دولة الرئيس روحاني بالسعي لإزالة التمييزات الموجودة، وأضاف قائلا: إيران تتعلق بالإيرانيين جميعا، حتى الذين ليسوا مسلمين كاليهود والنصارى والمجوس والمتدينين والملحدين، فجميعهم إيرانيون، ولا ينبغي أن يحرموا من حقوقهم ويتعرضوا للتمييز.
وتابع زعيم أهل السنة الديني قائلا: العدل ينبغي أن ينفذ في حق الجميع بشكل متساو، ويؤظف مؤهلو جميع الأديان والمذاهب في الإدارات. من المؤسف أن نشاهد تمييزا بين القوميات والمذاهب التي يعيش أتباعها جنبا إلى جنب.
وأضاف فضيلته قائلا: بعد إصدار مرسوم قائد الثورة، ثقلت مسؤولية المسئولين، وتجب عليهم أن تكون هناك رؤية متساوية إلى القوميات. حينما نرجو أن يحافظ الإيرانيون جميعا على أمن البلاد ووحدة الحدود، فيجب أن نعدل بينهم.
العصبيات العابثة القومية والمذهبية مانعة من التقدم والرقي في المجتمع.