اعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد “رجاء تحقيق الحقوق والمطالبات المشروعة”، العامل الأساسي للحضور المؤثر لأهل السنة في الانتخابات الأخيرة للرئاسة الجمهورية.
وقال فضيلته في اجتماع حاشد بمديرية “بمفور” من توابع مدينة “إيرانشهر”: حضور أهل السنة رجالا ونساء كان مؤثرا في الانتخابات الأخيرة. يقال إن ستة ملايين من أهل السنة أدلوا بأصواتهم في هذه الانتخابات، لكن الحقيقة أن أصوات أهل السنة كانت أكثر من هذا العدد، ولديّ تقارير موثقة من المدن المختلفة للبلاد. في هذه الانتخابات جاء أناس إلى صناديق الاقتراع لم يشتركوا منذ 38 سنة في أي انتخابات.
وأضاف قائلا: أهل السنة شاركوا في الانتخابات رجاء تحقيق مطالبهم. أهل السنة في إيران لا يطالبون الزيادة، بل يطالبون حقهم وحقوقهم المشروعة، ويتوقعون أن يتم انتخاب المؤهلين منهم للوظايف والمناصب الحكومية.
وأشار فضيلة الشيخ إلى وجود الشخصيات البارزة لأهل السنة بين خريجي الجامعات، قائلا: أهل السنة الذين يحصلون على تخصصات مختلفة من الجامعات، يرجون أن توفر لهم الفرصة. أهل السنة ليسوا متعطشين للقدرة، بل متعطشون للخدمة إلى بلادهم، ويريدون أن يكونوا مساهمين في بناء وإعمار بلدهم وإدارته.
واستطرد المرجع الديني لأهل السنة، قائلا: أهل السنة دعموا في الانتخابات الأخيرة من توقعوا أنه سوف يخدم بشكل أفضل. ثبت في هذه الانتخابات أن رأي أهل السنة وصوتهم مؤثر، وازدادت الآن شعبية أهل السنة في قلوب الشعب الإيراني.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: أهل السنة في إيران من السكان الأصليين؛ عاشوا كابرا عن كابر في هذا البلد، ودافعوا عن سيادة هذه الأراضي، وقتلوا في سبيل ذلك، وهم يطالبون حقوقهم القانونية عن طريق الحوار والديموقراطية، ويرجون أن يتم توظيف مؤهليهم في المناصب العامة.
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: أهل السنة يريدون الوحدة، ولكن الوحدة العملية وليست وحدة الشعار والهتاف. تعبنا جميعا من وحدة الهتافات، ونطالب بالوحدة العملية. لا يوجد في الكثير من البلاد شعار الوحدة، لكن توجد وحدة عملية، والجميع متحدون معا عمليا، ولا يوجد فرق بين الشيعة والسنة والقوميات.
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: أهل السنة يريدون الأخوّة العملية. نحن نريد أن نكون مشاركين في القوات المسلحة، ونخدم بلادنا. نحترم إخوتنا في الشرطة والقوات المسلحة ومرابطي الحدود، وندعو لهم بالخير، لكن مطلبنا أن نكون بجانب هؤلاء الإخوة، فأهل هذه المنطقة لديهم معرفة جيدة بأوضاع المنطقة، ويمكن لهم خدمة أفضل.
لا بدّ من إزالة الفوارق القومية والمذهبية وتضييع حقوق الديانات والمذاهب
وأضاف رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان، قائلا: نحن نريد أن تزال الفوارق القومية والمذهبية من المجتمع، وتصبح كافة القوميات والمذاهب الموجودة في البلاد كالجسد الواحد. يجب إزالة التمييزات بين الشيعة والسنة وأن ينظر إلى الجميع بنظرة أنهم أبناء الوطن الواحد. الوطن يتعلق بالجميع، من أي قوم ومذهب كانوا.
وأضاف فضيلة الشيخ قائلا: نحن نريد الخير لهذه البلاد، ونريد الخير للشيعة والسنة. لا أدرى لماذا يكرهنا البعض، ويبتعدون عنا؟! مع أننا كنا سببا لحفظ ماء وجههم وأمن البلاد، والآن أيضا نؤكد على هذا الموضوع. الحمد لله لسنا ذوي الوجهين، ونخالف كل نوع من الاختلافات القومية والمذهبية.
وتابع فضيلته مشيرا إلى أن منهج أهل السنة هو الاعتدال والابتعاد من التطرف: منهج أهل السنة هو منهج الاعتدال والوسطية. أهل السنة مخالفون للمتطرفين الشيعة والسنة. المتطرفون يكرهون علماء أهل السنة بسبب أنهم جلسوا على كراسي الحوار.
وأكد رئيس المجمع الفقهي لأهل السنة في إيران، قائلا: نحن نريد أن يحتضن الشيعة والسنة بعضهم بعضا، ولا تكون عند بعضهم كراهية للآخر. نريد أن يكون المسلمون جميعا بعضهم مع بعض. نعتقد أنه لا توجد سياسة أكثر نفعا وثمرة في بلاد كسوريا والعراق واليمن وسائر البلاد المتأزمة كالأخوة والمساواة والوحدة بين الشيعة والسنة ومراعاة الحقوق.
وصرح فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: نحن نرفض بشدة تضييع حقوق الشيعة والسنة. نحن ندافع عن حقوق الشيعة والسنة حتى حقوق الجاليات اليهودية والمسيحية، ونرفض تضييع حقوق أتباع المذاهب والديانات. الدين الإسلامي يؤكد على حقوق أتباع الديانات والمذاهب كلها. كل واحد من الخلفاء الراشدين أكدوا أثناء خلافتهم على مراعاة حقوق أهل الذمة والأقليات الدينية، وكانوا يأمرون أن لا تدمر في الحروب معابد أتباع الديانات الأخرى، ولا يقتل نسائهم وأطفالهم وشيوخهم وأحبارهم. هذا هو الإسلام الذي لا يوجد إمكان تضييع حق أحد فيه.
وأكد رئيس اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان في نهاية كلمته على لزوم توفير فرص العمل، قائلا: من أبرز مشكلات المنطقة هي البطالة. لأجل هذا نطالب المسؤولين ودولة التدبير والأمل أن يخططوا لتوفير فرص العمل في المنطقة، ونريد من أصحاب الأموال أن يقوموا بالتمويل في هذه المجالات.