أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في خطبته يوم الجمعة (25 ذو القعده 1438) إلى أهمية الحج في الإسلام وبيان مناسك هذه العبادة العظيمة، واصفا الحج بخلاصة العبادات، وشعيرة الدين الإسلامي المبين.
وتابع فضيلته بعد تلاوة آية “إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين”، قائلا: الحج فريضة ومن الأركان الهامة للدين الإسلامي المبين. هذه الأيام أيام الحج المباركة، حيث يقصد المسلمون تلك الديار المقدسة لتأدية هذه الفريضة.
وتابع فضيلته قائلا: الحج كان منذ زمن سيدنا إبراهيم عليه السلام كعبادة عظيمة، ولقد أدى رسول الله صلى الله عليه وسلم فريضة الحج وشرح مناسكه في حجة الوداع. في السنة العاشرة من الهجرة حج عشرة آلاف شخص مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان: الحج عبادة مالية وبدنية. جعل الله تعالى خصائص في الحج بالنسبة إلى سائر العبادات. في قلوب عباد الله عشق ومحبة بالنسبة إلى الله تعالى، وإن الله تعالى يسوق هؤلاء العباد إلى الحرمين الشريفين ليعرضوا محبتهم لله تعالى.
وأضاف فضيلة الشيخ قائلا: مشي الحاج حافيا مكشوف الرأس، وتلبيته طائفا حول الكعبة، وسعيه بين الصفا والمروة، ووقوفه بالمزدلفة والعرفات، وتحمله المشكلات والمشقات، كل هذا يدل على نوع من العشق والمحبة لله تبارك وتعالى. تحمل هذه المشقات والمشكلات لا يمكن بغير المحبة والعشق. الحج منظر من مناظر محبة العباد لمعبودهم.
ووصف مدير جامعة دار العلوم الحج بنموذج من صحراء المحشر، وتابع قائلا: الإحرام الذي يرتديه الحاج نموذج من الكفن الذي يلبسه الإنسان بعد الموت. الحاج يغتسل، ويرتدي الإحرام، وينوي العمرة، ويلبي. والتلبية هي مثل النطق بالشهادة عند الموت. الحاج حينما يرتدي الإحرام، ويعزم زيارة البيت، كأنه يذهب للقاء الله تعالى، كما أن الإنسان حينما يموت يطلب من غيره العفو ويوصي، من آداب سفر الحج أيضا أن يطلب الحاج من غيره العفو.
وأشار خطيب أهل السنة إلى آداب سفر الحج قائلا: على الحاج أن يحمل معه كافة حاجات سفره لئلا يكون محتاجا إلى غيره في هذا السفر. والآية القرآنية الكريمة تشير إلى هذا الموضوع: “وتزودا فإن خير الزاد التقوى”.
وأضاف فضيلته قائلا: الحج ليس رحلة سياحية، بل عبادة عظيمة، وعلى الحاج أن يودع في سفره هذا العمل والحياة والأسرة إلى الله تعالى، ويشتغل بذكر الله تعالى فقط. ويجب أن يجتنب الجدال والفسوق، ويشتغل بالتلاوة والذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم. على الحاج أن ينوي في هذا السفر أن يزكيه الله تعالى، لأنّ الحرمين أرض الإصلاح والتزكية والتوبة.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: حينما يقع بصر الحاج على الكعبة، يجب أن يفكر في مكانة وعظمة هذا المكان، ويشكر الله تعالى حيث وفقه لزيارة هذا المكان. فالكثير من البشر يتمنون زيارة هذا المكان المبارك.
وأشار فضيلته في شرح أعمال ومناسك الحج، إلى أهمية الوقوف في صحراء عرفات قائلا: وقوف الناس في عرفات منظر رائع؛ يجتمع الناس من كافة الألسنة والقوميات والألوان والشعوب في هذا الصحراء، ويقومون بالدعاء والتضرع.
وتابع خطيب أهل السنة في زاهدان: الجميع في عرفات ضيوف الرحمن، والله تعالى هو المضيف. عرفات مكان تضرع الأنبياء وعباد الله المقربين إلى الله تعالى. لا يقترب الإنسان إلى الله في مكان مثلما يقترب في عرفات.
وأضاف فضيلة الشيخ قائلا: حينما يقف الإنسان في عرفات، وحينما يقف أمام الكعبة، وحينما يكون مقابل الروضة المطهرة للنبي صلى الله عليه وسلم، يشعر بالذل والحقارة. حينما يتذكر جهود وتضحيات النبي الكريم والصحابة رضي الله عنهم، يشعر أنه لم يقدم للدين خدمة.
ووصف رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان كل واحد من أعمال ومناسك الحج “نماذج من إطاعة الله تعالى” قائلا: الحج خلاصة من الدين الإسلامي. طواف الكعبة يكون بالهرولة ليدل على أننا يجب أن نظهر أحيانا القوة والهيبة والشوكة تجاه أعداء الإسلام. السعي بين الصفا والمروة يدل على أنه يجب السعي في سبيل إطاعة الله تعالى. رمي الجمرات يدل على أننا يجب أن نطرد من أنفسنا شياطين الإنس والجن الذين يدعوننا إلى المعاصي، ونجالس من يدعوننا إلى عبادة الله تعالى.
واستطرد خطيب أهل السنة قائلا: الحج معرض للعشق والمحبة وتمرين لعبودية الرب تبارك وتعالى، لنمتثل تعاليم الرب التي تدركها عقولنا والتي لا تدركها العقول. إذا وجد في أنفسنا باعث أن نطيع الله تعالى بغير البحث علية الأحكام، نكون إذن مسلمين حقيقين.
لا بدّ من الفحوص الطبية قبل الزواج للوقاية من الأمراض الوراثية
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى لقاء مسؤولين لمؤسستين خيريتين مع فضيلته، قائلا: في اللقاء الذي كان بيني وبين مسؤولين لمؤسستين خيريتين في طهران وزاهدان، سررت من نشاطاتهما في مجال الكثير من الأمراض الوراثية للأطفال كثلاسيميا، وهيموفيليا وغيرهما.
وأضاف فضيلة قائلا: من هذه المؤسسات هي مؤسسة “محكم” التي يعالج أطبائها في مستشفى “على أصغر” ومستشفى “إمام علي” في زاهدان الأطفال المرضى بالأمراض الولادية مجانا.
وأكد خطيب أهل السنة على لزوم القيام بالفحوص الطبية قبل الزواج قائلا: نظرا إلى أن الكثير من الأمراض الولادية في الأطفال مثل ثلاسيما وغيرها من الأمراض الجينية إلى الزوجين، ينبغي على الزوجين أن يقوما بالفحوص الطبية اللازمة كفحص الدم، لئلا يواجه أولادهم في المستقبل أمراضا ومشكلات.
وأشار خطيب أهل السنة إلى المشكلات المالية التي يواجهها مشروع بناء الجامع المكي في زاهدان، مطالبا الجميع أن يحملوا معهم في عيد الأضحى مبلغا ماليا للتبرع على المسجد.