header

أكد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة، في خطبته يوم الجمعة (1 شعبان 1438) بعد تلاوة آية “واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون”، على مراعاة التقوى.
وقال فضيلته: إن الله تعالى يحذّر الإنسان أن يخاف اليوم الذي يعود فيه إلى الله، واليوم الذي ينتهي فيه عمله ومهمته في الدنيا. الإنسان يجب أن يتذكر الله تعالى في السراء والضراء.
وتابع فضيلته مشيرا إلى الآية المقروءة في بداية الخطبة: قبل هذه الآية لقد أعلن الله تعالى الحرب على آكلي الربا؛ فالذي يأكل الربا، فهو في حرب مع الله تعالى. وقبل ذلك حرض الله تعالى على الصدقة والزكاة والإنفاق. الصدقة والربا يتناقضان معا.
وأضاف فضيلة الشيخ قائلا: المال يزداد بالإنفاق والصدقات، لكن الربا يمحق المال ويدمره. لقد حذّر الله تعالى من أكل الربا ومن ارتكاب ما يخالف الشريعة.
وحذر فضيلته من أكل الربا قائلا: لا تتبعوا أهواء النفس؛ ربما تقتضي الحاجة أن يأكل أحد الربا، لكن ذلك مخالف للشريعة. إن اضطررتم إلى ذلك اصبروا واتقوا الله، وأنفقوا في سبيل الله واتقوه.
وأشار فضيلته إلى أهمية تأدية الفروض الشرعية قائلا: لا ينبغي أن نكون غير مبالين بالنسبة إلى وظائفنا ومسؤولياتنا. يوم الحساب والكتاب يوم صعب وعسير. الإنسان مسؤول يوم القيامة عن أعماله. إن كنا نريد أن لا نواجه الغضب وعذاب الله، فطريقه التقوى والورع.
واستطرد فضيلة الشيخ قائلا: إن الله تعالى لم يأذن للبشر أن يفعل ما يشاء. البشر يعلم الشيء الكثير، لكن لا يعلم الكثير من المسائل. يجب أن نطيع الله تعالى.
وتابع فضيلته مشيرا إلى أهمية الزكاة والإنفاق على الفقراء قائلا: الإنفاق في سبيل الله مهم جدا. تبرعوا على الأيتام والمساكين وعوائل السجناء. إن كان فقراء المدينة لا يقدرون على شراء خبز، ونلقي نحن الخبز والطعام في أكياس النفايات، فماذا يكون جوابنا يوم القيامة؟ وماذا يكون جوابنا إذا لم نفكر في الفقراء والمشكلات التي يعانيها مواطنونا؟

الوقف صدقة جارية
وتابع فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: يجب أن يعلم كل منا مسؤوليته ووظائفه. ينبغي أن نذهب إلى بيوت الأيتام والفقراء والمحتاجين. هذه سنة أجدادنا وأكابرنا الذين كانوا يترددون على المحتاجين، وينفقون أموالهم تلبية لحاجاتهم. وقف البئر والأرض والدكان من الصدقات الجارية. الصحابة كانوا ينفقون أفضل حدائقهم في سبيل الله. إن سيدنا عمر رضي الله عنه أوقف حديقته التي كانت مثمرة ومربحة.
وأشار فضيلته إلى مكانة الوقف في الشريعة الإسلامية قائلا: الصحابة لم يكونوا يجمعون الثروة، بل كانوا ينفقون أموالهم في سبيل الله. الوقف صدقة جارية، ولكن مع الأسف أصبح يفقد أهميتها في عصرنا. الكثير من الناس لا يعرفون أهمية الوقف. لنتزود لآخرتنا، ونجعل أموالنا وأنفسنا وقفا في سبيل الله تعالى.
وخاطب رئيس جامعة دار العلوم زاهدان الحضار قائلا: لا تنسوا الآخرة. لا ترتكبوا المعاصي والذنوب. هذه المعاصي تفسد الآخرة، وتلوث صحائف الأعمال. الذنوب تبدل القبر إلى جهنم. هذه خطوة غير موزونة وخطوة جاهلة أن يقع الإنسان في حرب مع الله.
وتابع فضيلته قائلا: الآية التي تلوتها في البداية هي حول التقوى، وهذه الآية لها صلة بوفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتحذر رسول الله، بل هي تحذير لكل شخص من أفراد هذه الأمة أن لا ينسوا لقاء الله تعالى. في ذلك اليوم العسير يبقى الإنسان فقيرا مسكينا صفر اليدين. إن أسخط الإنسان ربه فلن يجد أحدا يسليه. لا نفسد آخرتنا لأحد؛ لا لولد ولا لإمراة ولا لصديق ولا لأحد آخر.
وأكد خطيب أهل السنة في نهاية كلمته على الابتعاد من الذنوب قائلا: السعيد من يذهب للقاء الله تعالى، والله يحب لقائه. من لم يعص الله وجلب مرضاته تعالى، سيكون ضيفا عند الله تبارك وتعالى.

مقتل الجنود على الحدود حادثة مؤلمة ومؤسفة
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من الخطبة إلى الهجوم الذي أودى بحياة جنود من القوات المرابطة على الحدود، واصفا هذه الحادثة بالمؤلمة.
وأضاف قائلا: هذه الحادثة مؤلمة ومؤسفة. الهجوم الجبان من جانب مجموعة متخلفة ومتطرفة أسقط عددا من الجنود المرابطين على الحدود قتلى.
وأضاف فضيلته قائلا: إن هذه الحادثة هزتنا جميعا. لم نكن نتوقع هذه الحادثة. أهل السنة كانوا مسرورين بإقامة حفل تكريم خريجي جامعة دار العلوم زاهدان، وقد أصبحت ذائقتهم مرة بهذه الحادثة.
وأدان خطيب أهل السنة هذه الحادثة مؤكدا على لزوم أمن المحافظة قائلا: نحن ندين هذه الجريمة المفظعة ونوصي الجميع بالأمن. أمن المحافظة لصالحنا ولصالح المجتمع. لا يمكن التطور والرقي بغير الأمن. يجب أن تكون محافظتنا آمنة. الحروب والانفلات الأمني موانع تجاه التقدم والرقي. يجب أن يقبل شعبنا إلى العلم والمعرفة ومراعاة القانون، ويحلّوا مشكلاتهم عن طريق القانون.

1885 مشاهدات

تم النشر في: 23 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©