header

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة في مدينة زاهدن، في خطبة هذه الجمعة (30 ربيع الأول 1438) إلى حيازة بعض الأراضي في ضواحي مدينة زاهدان والاستيلاء عليها من قبل بعض الأشخاص، مطالبا المؤسسات المعنية بحل مشكلة سكن المواطنين.
ونصح فضيلة الشيخ الشعب بمراعاة القانون أولا، وأضاف قائلا: علينا مراعاة القوانين. علينا أن لا نخالف قانون الله ولا القوانين المدنية. يجب أن نحترم كافة القوانين، ويجب مراعاة قوانين البلاد. عدم مراعاة قانون البلاد سبب للقلق والمشكلات.
وأضاف فضيلة الشيخ مخاطبا المسؤولين قائلا: وصيتي للمسؤولين أن يكونوا مشفقين على الناس، ولا يغلقوا أبواب القوانين على الناس، ويجب أن يروا أنفسهم خداما للشعب.
وأكد فضيلته قائلا: وصيتي للمسؤولين في مستوى المحافظة ومستوى البلاد أن يخفضوا أجنحتهم للناس ويلبوا مطالبهم، كما أمر الله تعالى رسوله بذلك قائلا “واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين”.
واعتبر فضيلة الشيخ “انغلاق الطرق القانونية” من عوامل الهروب من القانون، وأضاف قائلا: أثبتت التجربة أن أكثر أسباب الهروب من القانون أن تسد الطرق القانونية أمام الناس. لذلك يجب أن لا نغلق الطرق القانونية على الناس.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد “الخدمة للشعب” من واجبات الدوائر كلها، وأضاف قائلا: ينبغي على الدوائر أن تساعد الناس لئلا يواجهوا المآزق ولا يشعروا باليأس والقنوط.
وأضاف قائلا: على البلدية وكذلك دائرة الإسكان أن تفكرا للناس، ويجب أن تحفظ أراضي المدينة للناس.
وانتقد خطيب أهل السنة في زاهدان تفويض الكثير من الأراضي الواسعة للمؤسسات والدوائر الحكومية المختلفة قائلا: من المؤسف عندما نسمع أن دائرة أو مؤسسة صادرت أكثر من حاجتها من الأراضي، وتصدر وثائقها باسمها؛ مع أن هذه الأراضي من الأموال العامة التي يجب أن يكون نصيب الناس منها أكثر.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى الأوضاع السيئة للسكن في المحافظة قائلا: أهل هذه المحافظة ملتزمون ومحافظون، تعوّدوا العيش التقليدي، فالعيش صعب لهم في شقق تبلغ مساحتها إلى خمسين أو ستين مترا.
وتابع بالقول: مع ذلك، نرجو أن تفوض هذه الأراضي في الضواحي إلى أهل هذه المدينة ليبنوا لهم بيوتا تقليدية في طوابق يمكن لهم العيش والسكن فيها.

صدور الصحابة كانت تموج بمحبة الرسول صلى الله عليه وسلم
وتطرق فضيلة الشيخ عبد الحميد، في القسم الأول من الخطبة، بعد قراءة آية “لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا” إلى جوانب سيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأضاف قائلا: إن نبي الرحمة دعا إلى الدين الإسلامي خلال 23 سنة، وأسس الحضارة الجديدة والراقية.
ووصف خطيب أهل السنة بعثة الرسول الكريم “ولادة جديدة للإنسانية”، وأضاف قائلا: العرب الذين عاشوا قبل ذلك في الجاهلية وعاينوها، شعروا أنهم ولدوا من جديد. كانت ولادة جديدة في العالم، وولد البشر من جديد. وشعر الخلفاء الراشدون وكبار الصحابة أنهم ولدوا من جديد. وهكذا النساء شعرن بأنهن ولدن من جديد. لم يكن تراعى حقوقهن وحرمتهن قبل هذا، لكنهن اكتسبن حرمة ومكانة في هذه الولادة.
واعتبر مدير جامعة دار العلوم زاهدان” المساواة” من مآثر النبوة الكريمة قائلا: الإماء والعبيد أيضا شعروا أنهم ولدوا من جديد. لم تكن لهم حرمة في السابق، وكانوا يُعدّون مثل الحيوانات، لكنهم أصبحوا أصحاب مكانة وحرمة في المجتمعات؛ فماكان يلبسه السيد يلبسه غلامه وعبده، وما يأكل منه السيد يأكل منه الغلام. العبيد والإماء الذين كانوا جاهلين غافلين قبل هذا، ولا يعرفون الله، ويشركون به، عرفوا الآن ربهم. جاء التوحيد ومعرفة الله والتوكل عليه ببعثة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى اتباع المسلمين لسيرة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم قائلا: جاء الداعي إلى الله، واستجاب الناس دعوته، وتحركوا في مسيره، ونظروا كيف يعيش في بيته، وكيف يصلى، وكيف يتعامل في السوق، ليعملوا مثله.
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى بعض بركات البعثة النبوية الكريمة قائلا: جاءت السنة، واتبعها الصحابة. لم تتغير حياة الناس فحسب، بل تغيرت وجوههم وظهر نور الإيمان والعمل الصالح والأخلاق الحسنة على الوجوه. بدأ الجميع يذكرون الله ويتلون القرآن الكريم، وتغيرت حياتهم.
وتابع فضيلته: حسب قول العلامة محمد إقبال رحمه الله “قطّاع الطرق أصبحوا قادة، والذين كانوا يعيشون حياة وحشية، اختاروا حياة زهد وورع، وأصبحوا أصحاب مكاتب ودواوين، وحضارة ونظام حياة للبشرية”. الإسلام أعطاهم رسالة ونظام حياة. الشعب الذي كانوا لا يشعرون بالمسؤولية، بدأوا يشعرون بالرسالة والعهد، وحملوا للعالم رسالة نجاة وحياة في الدارين.

محبة الرسول كانت تموج في قلوب الصحابة رضي الله عنهم
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد إلى محبة مسلمي صدر الإسلام للرسول صلى الله عليه وسلم، قائلا: في صدر الإسلام كانت محبة الله ورسوله ومحبة العمل على الشريعة الإسلامية تموج في قلوب الناس, وكانت قلوبهم حية بمحبة الله ورسوله، وكان عشق الجهاد في سبيل الله موجودا في قلوب الصحابة والصحابيات.
يروى عن أم المؤمنين عائشة الصديقة رضي الله تعالى عنها أنها قالت: استأذنّا النبي صلى الله عليه وسلم في الجهاد فقال: جهادكن الحج أو حسبكن الحج. لكن بإمكان النساء الحضور الصفوف الخلفية من المعركة لمداواة الجرحى، والمساعدة في توفير الطعام والماء.

تأكيد رسول الله صلى الله عليه وسلم على الصلاة
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في القسم الآخر من خطبته، إلى شرح الأيام الأخيرة من حياة النبي صلى الله عليه وسلم قائلا: جلس رسول الله صلى الله عليه وسلم في آخر أيام حياته على المنبر رغم خطورة حالته الصحية، وقال: إن رجلا خيره ربه بين أن يعيش في الدنيا ما شاء أن يعيش ويأكل في الدنيا ما شاء أن يأكل وبين لقاء ربه فاختار لقاء ربه. قال: فبكى أبو بكر، فقال أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: ألا تعجبون من هذا الشيخ إذ ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا صالحا خيره ربه بين الدنيا وبين لقاء ربه فاختار لقاء ربه. قال: فكان أبو بكر أعلمهم بما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من الناس أحد أمن علينا في صحبته وذات يده من ابن أبي قحافة، ولو كنت متخذا خليلا لاتخذت ابن أبي قحافة، ولكن ود وإخاء إيمان، ولكن ود وإخاء إيمان – مرتين – وإن صاحبكم خليل الله.
وأشار مدير جامعة دار العلوم زاهدان إلى الحظات الأخيرة من حياة رسول الله صلى الله عليه وسلم وتأكيداته على إقامة الصلاة والترحم على الضعفاء قائلا: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يهتم بالصلاة كثيرا، بحيث لما مرض وعجز عن القدوم إلى المسجد، أمر أبابكر الصديق رضي الله عنه أن يصلي بالناس.
وتابع فضيلته قائلا: حتى إذا كان يوم الاثنين و الصحابة صفوف في الصلاة، فكشف النبي صلى الله عليه وسلم ستر الحجرة ينظر إلى الصحابة وهو قائم كأن وجهه ورقة مصحف، ثم تبسم يضحك، فهمّ الصحابة أن يفتتنوا من الفرح برؤية النبي صلى الله عليه وسلم، فنكص أبو بكر على عقبيه ليصل الصف، وظن أن النبي صلى الله عليه وسلم خارج إلى الصلاة، فأشار النبي صلى الله عليه وسلم أن أتموا صلاتكم وأرخى الستر فتوفي من يومه.
آخر نظرات الرسول كانت إلى صف الصحابة، هذا الصف كان يقيمه الرسول صلى الله عليه وسلم، وكان ينظر إليه ويهتم به.

1757 مشاهدات

تم النشر في: 22 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©