header

أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة، إلى فوز دونالد ترمب، منتقدا سياسات رؤساء الولايات المتحدة الإمريكية السابقين في مكافحة ما يسمى بالإرهاب، محذرا من تكرارها.
وقال فضيلته في خطبته يوم الجمعة (11 صفر 1438): هذه الأيام يكثر الحديث عن الانتخابات الأمركية. فاز في هذه الانتخابات شخص متطرف، له تصريحات معادية للإسلام والمسلمين، حيث أعلن سابقا أنه إذا فاز لن يسمح للمسلمين بدخول الولايات المتحدة الأمريكية.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: إن كان الرئيس الجديد يريد مكافحة التطرف والإرهاب، عليه أن يحل مشكلات في العالم الإسلامي كانت سببا لإقبال بعض المسلمين على الإفراط والتطرف والإرهاب، ولا يكرر في هذا المجال أخطاء الرؤساء السابقين. حسب وجهة نظرنا الرئيسان السابقان فشلا في حل ملفات المنطقة. أوباما كان يدعي الوسطية، لكنه ارتكب أخطاء في التعاطي مع ملفات المنطقة.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد “غزو الاتحاد السوفياتي لأفغانستان”، و”احتلال فلسطين من جانب إسرائيل”، سببين أصليين للأزمة الأمنية والتطرف في العالم، قائلا: المشكلات في العالم الإسلامي انطلقت باحتلال الاتحاد السوفياتي لأفغانستان وإبادة الشعب الأفغاني. بعد هذا الهجوم ظهرت جماعات كثيرة بأهداف ودوافع مختلفة.
وأضاف قائلا: العامل الثاني لنمو الإرهاب في العالم، هو احتلال فلسطين واضطهاد الشعب الفلسطيني. الكيان الصهيوني يضطهد الشعب الفلسطيني، ويقمعهم ويبكتهم بدل أن يجلس معهم على طاولة الحوار يسمع مطالبهم ومشكلاتهم. لذلك ظهرت الهجمات الاستشهادية وما يسميه الغرب بالإرهاب نتيحة هذين العاملين.
وأضاف قائلا: العامل الثالث للإرهاب والتطرف في العالم الإسلامي، هي الحكومات المستبدة التابعة للغرب التي لم توفر الحرية للقوميات والمذاهب والأديان، ولم تحقق المطالب المشروعة لشعوبها، بل لجأت إلى الاعتقال والحبس والتعذيب. لذلك ظهر الإرهاب والتطرف نتيجة هذا.
وخاطب فضيلته القوى الغربية والشرقية قائلا: إن تركيزكم على طبول الحرب بدل دراسة أساب علل الإرهاب والتطرف، في الحقيقة يزيد من التطرف والإرهاب في العالم. أقول بصراحة، إن السياسات التي اتبعتموها حتى الآن لمواجهة التطرّف كانت خاطئة وفاشلة.
واستطرد مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: الرئيس الإمريكي الجديد إذا أكد على سياسة الضدية مع المسلمين الذين ليسوا في حرب مع الولايات المتحدة، معنى ذلك أنه يريد سوق المسلمين جميعا نحو التطرف والحرب.
فإذا كان الرئيس الجديد يريد أن يكون ناجحا، يجب عليه أن ينهي قبل كل شيء احتلال فلسطين. يجب الاهتمام بمطالب القوميات والمذاهب والديانات والشعوب كلها. العدل والحرية يضمن الأمن العالمي.
وأكد فضيلته قائلا: على الرئيسين الأمريكي والروسي وسائر الرؤساء أن يعلموا ما دامت تمنع الحريات المشروعة للشعوب، ويمارس الظلم والاضطهاد ضد الشعوب، ولا تهتم بمطالب الشعوب والمجتمعات، لن يجد العالم الأمن والراحة. نتيجة الظلم وغياب العدل في العالم، يميل الكثيرون نحو التطرف والإرهاب.
وتابع فضيلته قائلا: الإرهاب وكذلك المشكلات الأخرى التي نشهدها في عالمنا المعاصر، صناعات روسية أمريكية؛ هؤلاء لا يسمعون كلام الشعوب نظرا إلى التكبر والطبيعة الاستبدادية لديهم، ويحسبون أن ما يفكرونه هو الصواب، مع أنهم لا ينجحون في محاربة التطرف والإفراط دون الانتباه لكلام الغير، ودراسة مسائلهم دراسة دقيقة صحيحة.
وأضاف فضيلة الشيخ قائلا: لو أقامت القوى الشرقية والغربية في البلاد المتأزمة العدل بين الفرق والقوميات والطوائف المختلفة، لما واجهت هذه البلاد المشكلات، ولما تعرضت للتجزئة، ولما كنا نشهد هذا التخريب والتدمير.
وقال خطيب أهل السنة قائلا: الوضع الذي نشهده في البلاد المتأزمة، هو نتيجة السياسات الخاطئة لحكومات البلاد الإسلامية والقوى الإقليمية. ربما تتعمد هذه القوى اتخاذ هذه السياسات، ليحققوا منافعهم من طريق الإبادة العامة، ويؤسسوا قواعد وثكنات عسكرية في البلاد الإسلامية؛ كما أنهم قاموا بذلك في بعض البلاد.
وحذر خطيب أهل السنة في قسم آخر من خطبته من مغبة العداوة مع الإسلام قائلا: من يريد أن يستمر في عداوته مع الإسلام، عليه أن يعرف أن الله تعالى منتقم؛ إن الله تعالى يكسر عنق من يسعى في إطفاء نور الله تعالى، ومحاربة دين الله عز وجل.

خلق الفرص والمشاغل في المجتمع من أعظم الخدمات
وأكّد فضيلة الشيخ عبد الحميد، في قسم آخر من خطبته، على لزوم العمل وخلق الفرص والمشاغل قائلا: يجب على الإنسان أن يخرج للرزق، ويسعى له. من عندهم الثروة والماء والأرض، ليسوا فقراء فحسب، بل بإمكانهم أن يخلقوا الفرص لغيرهم.
وتابع فضيلته قائلا: من كانت لديهم القوة المالية، عليهم خلق الفرص والمشاغل. خلق المشاغل والفرص أكبر خدمة للمجتمع. يجب إنشاء ورشات عمل في المجالات المختلفة ليتعلم الناس مهنا ويقدروا على اكتساب الرزق.

الزكاة من أركان الإسلام الهامّة، وأكبر عبادة مالية
أشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في القسم الأول من الخطبة بعد تلاوة آية “وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ*يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ”، إلى أهمية ومكانة الزكاة والإنفاق في سبيل الله قائلا: يوجد في الإسلام نوعان عظيمان من العبادة، والتي يدور حولها سائر العبادات. النوع الأول هي العبادات البدنية وعلى رأسها الصلاة. والثاني العبادات المالية وعلى رأسها الزكاة. الحج والجهاد والتبليغ من العبادات المركبة. الحكمة من ذلك أن يعبد الإنسان ربه بنفسه وماله.
واعتبر مدير جامعة دار العلوم في مدينة زاهدان، تأدية الزكاة من شروط تزكية النفس، وأضاف قائلا: أداء الزكاة من الأصول الهامة التي تؤكد الشريعة عليها. وفقا لقانون الله تعالى إذا صلى المسلم ليلا ونهارا النافلة، واشتغل بتلاوة القرآن والذكر ويطوف بالبيت أيضا، لكن لا يؤدي زكاة ماله، من المحال أن يتزكى، لأن الله تعالى جعل العبادة البدنية أو المالية للتزكية والتحلي.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا:أكدت الأحاديث على الإنفاق في سبيل الله تأكيدا بالغا بحيث من لم يملك إنفاق المال الكثير، عليه أن ينفق نصف تمر، ويتقي نفسه من النار. ومعنى الحديث أن الإنسان يتزكى بتأدية نصف التمر.
وتابع رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان، قائلا: لو لم يزك الإنسان نفسه في الدنيا، سوف تزكيه نيران جهنم. أمراض مثل التكبر، والحسد، والنفاق، وحب المال والمنصب، تحترق في جهنم، ليتطهر الإنسان وينجو من النار. إن الله تعالى يعذب في النار حسب قانونه كل من صلى ولم يؤد الزكاة ليتطهر.
واعتبر فضيلة الشيخ عبد الحميد الصدقة والإنفاق سببا لبركة المال قائلا: النفقة لا تنقص المال، بل يزيد من الرزق، ويجلب مرضاة الله تعالى، كما أن إخراج ماء البئر يكون سببا لتدفق مياه جديدة وماء نبع عذب.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد: يقول الله تعالى: “من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون”. الصدقة والإنفاق في سبيل الله يطهر القلب من البخل والحرض وحب المال، والإنفاق من علامات التوبة الخالصة والمقبولة.
واستطرد مدير جامعة دار العلوم زاهدان: لا تقولوا نحن فقراء لا نملك شيئا، بل أخرجوا قطعة من رزقكم وخبزكم، وأعطوها في سبيل الله ليحل الله مشكلاتكم، وينزل عليكم أمطار الرحمة. إن الله تعالى جعل حلّ الكثير من المشكلات في تأدية العبادات المالية والنفسية. الصلاة، والزكاة، وإطاعة الله ورسوله مفاتيح حل المشكلات.
وأشار فضيلة الشيخ إلى عواقب عدم تأدية الزكاة قائلا: المال الذي لا تدفع زكاته في سبيل الله، سيطوق به صاحبه يوم القيامة. هذا المال يتبدل إلى ثعبان، ويطارد صاحبه يوم القيامة، ويقول “أنا مالك، أنا كنزك”. مثل هذا المال يكون سببا للهلاك والدمار، وسببا لسخط الرحمن.
وخاطب فضيلته المصلين قائلا: من المؤسف أننا رغم وجود المال، نبتلى في القبر. ارحموا أنفسكم، وخصصوا قسما من المال لأولادكم، لكن ادخروا القسم الأعظم من المال لآخرتكم.
ورد في الحديث الشريف: “يقول ابن آدم مالي مالي، فهل لك من مالك إلا ما أكلت فأفنيت، أو لبست فأبليت، أو تصدّقت فأمضيت”.

1118 مشاهدات

تم النشر في: 22 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©