header

انتقد فضيلة الشيخ عبد الحميد، إمام وخطيب أهل السنة، الجهود والمساعي لإزلة اسم “بلوشستان”، مؤكدا على ضرورة مراعاة احترام الأقوام والمذاهب، والاجتناب من التفرق والتشتت.
وقال فضيلة الشيخ عبد الحميد في خطبته يوم الجمعة (19 محرم 1438)، أمام جمّ غفير من المشاركين في صلاة الجمعة بميناء “تشابهار” (جنوبي بلوشستان): جمال إيران في القوميات والمذاهب المتنوعة. هذه الأقوام كلها مفخرة للبلاد، وإيران ناقصة بغيابها. يجب حفظ كرامة واحترام الأقوام والمذاهب وحرياتهم المدنية.
وأشار فضيلته إلى الجهود والمساعي لحذف تسمية “بلوشستان” من الخرائط، قائلا: نشعر أن هناك جهودا لإزلة اسم بلوسشتان من الخرائط. حذف هذه التسمية ليس لصالح إيران والقوميات الإيرانية. الشعب البلوشي من القوميات الإيرانية الأصيلة والعريقة. بلوشستان سجلت في تاريخ إيران. ليس لصالح أي جماعة أو طرف أن تسعى في تهميش القومية البلوشية. السعي لحذف تمسية بلوشستان، خطوة غبية وخاطئة، وهو من تصرف الجهال.
وتابع فضيلته قائلا: الذين يسعون في حذف اسم بلوشستان، جهال يدعون محبة إيران، لكن أعمالهم في الحقيقة عدائية تجاه إيران. ليس حذف بلوشستان فحسب، بل حذف كل قومية لها تاريخ مثل كردستان ولرستان، وآذربايجان، وفارس وغيرهم، عمل الجهال. يجب حفظ اللغات وثقافة القوميات، وعلى دولة التدبير والأمل أن تفكر في تحقيق هذا الأمر.
وأكد خطيب أهل السنة قائلا: هذه التحركات لإزلة اسم بلوشستان إنما تأتي من جانب أناس جهال، وكبار المسؤولين مخالفون لهذا. وعلى القوى الأمنية أن يتصدوا لهذا النوع من التحركات بحساسية، لأن مثل هذه القضايا لها تبعات خطيرة.

القوى الكبرى تسعى لتوفير مصالح إسرائيل في المنطقة
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبة الجمعة في مدينة تشابهار، إلى حضور القوى الشرقية والغربية في الشرق الأوسط، قائلا: الولايات المتحدة وكذلك روسيا لهما تاريخ حافل بالجرائم. وإن كانت بعض هذه القوى تدعي دعم أطراف وجهات، لكن الحقيقة أن القوى الغربية جاءت إلى الشرق الأوسط وتتبع منافعها ومصالحها ومصالح إسرائيل في المنطقة. هذه القوى أعداء للصحوة الإسلامية، وتكره الإسلام والثقافة الإسلامية، وتسعى في نشر ثقافاتها في المنطقة. وهدفها من تأسيس القواعد العسكرية في البلاد الإسلامية، تثبيت قوتها وسلطتها على المنطقة.
وأكد رئيس منظمة اتحاد المدارس الدينية لأهل السنة في محافظة سيستان وبلوشستان على ضرورة معرفة الأعداء قائلا: معرفة العدو، ومعرفة أهداف العدو، مهم وضروري. على قادة البلاد الإسلامية أن يكونوا واعين، ويعرفوا الأعداء وأهدافهم. التشريد والمجازر، ونزوح المسلمين إلى أوروبا، والحوداث التي تقع، مؤسفة ومؤلمة جدا.
ينبغي أن يبكي المسلمون دما بسبب هذه الحوادث. هذه الحوادث يجب أن تثير غيرة المسلمين، وتكون سببا لوحدتهم.
وتابع فضيلته قائلا: على المسلمين أن يعيدوا النظر في حياتهم وسلوكهم. إن سبب معظم النزاعات والاختلافات، وسيطرة القوى المتغطرسة على البلاد الإسلامية، هو ابتعاد المسلمين من القرآن والسنة. إن الله تعالى ابتلى المسلمين بهذه البلايا والمشكلات ليتوبوا، ويعودوا إلى القرآن والسنة.
وأضاف فضيلة الشيخ عبد الحميد قائلا: التطرف والغلو لا مكان له في الإسلام. الإسلام دين الوسطية والاعتدال. منهج علماء أهل السنة، هو منهج الاعتدال والوسطية. نوصي الشيعة والسنة وكذلك الحكومات بالتجنب من التطرف والغلو.
وتابع فضيلته قائلا: التطرف والغلو يضر بالعالم الإسلامي، ويمهد الطريق لتدخلات الأجانب في البلاد الإسلامية. الأزمات التي طالت سوريا واليمن وسائر البلاد الإسلامية في الشرق الأوسط، كلها نشأت بدعوى محاربة التطرف.

الثبات والأمن الدائم يضمنان تطور المنطقة
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد في قسم آخر من خطبته، إلى موضوع رقي المحافظة وعلاقته بالأمن والوحدة، قائلا: الأمن والثبات الدائمان أهم أسس الرقي والتقدم، وبوجودهما يمكن تنفيذ كافة المشاريع والمخططات. لكن لا ننس أن الوحدة هي أساس الأمن، ولا يمكن استقرار الأمن إلا بعد إنهاء النزاعات الطائفية والقومية. في الظروف الراهنة تعتبر الاختلافات أكبر وسيلة الأعداء. يسعى الأعداء في التفريق بين القوميات والمذاهب بإثارة النعرات الطائفية والقومية.
وأكد فضيلته قائلا: يجب أن نسعى جميعا في مجال تثبيت الأمن وتكوين الوحدة المطلوبة في المنطقة، ويتعاون بعضنا مع بعض. يجب أن نتخلى عن الاختلافات والنزاعات، ونكون واعين بمؤامرات الأعداء في المنطقة.
وأضاف مدير جامعة دار العلوم زاهدان قائلا: الاختلاف والطائفية لصالح الأعداء، ونفتقد بسببها ما نملك. لذلك أوصيكم جميعا بالوحدة والأمن. يجب أن يكون أهل المحافظة واعين يقظين، ويجب أن يكون أهل تشابهار في يقظة ويتحركوا في اتجاه الرقي والتطور.
واستطرد فضيلته: السرقات واختطاف الأموال التي تحدث أحيانا من قبل البعض في المنقطة، كلها مخططة ومدروسة، وهؤلاء لا يريدون رقي المنطقة. يجب أن نهتم بأمن المنطقة ونتصدى لكافة الجرائم والقضايا الأمنية. لا بد من إلقاء القبض على السارق وإيداعه إلى القانون.

لا بدّ من استخدام السكان الأصليين في الوظائف
وأكد فضيلة الشيخ عبد الحميد على ضرورة توظيف السكان المحليين في المنطقة الحرة في تشابهار، قائلا: من حق الشعب ومن حق السكان الأصليين أن يتم توظيفهم في المنطقة. عندما يوجد خبراء وعمال في المنطقة في المجالات المختلفة، لا ينبغي المجيء بخبراء وعمال من سائر المناطق.
ونصح فضيلته الشباب باكتساب المهارات في المجالات المختلفة قائلا: يجب على الشباب أن يتخصصوا في المجالات المختلفة كالصناعة، والفولاذ، والبيتروكيمياويات التي هي حاجة المنطقة الحرة في تشابهار. وصيتي للشباب جميعا أن يتعلموا، ويتخصصوا في المجالات المتنوعة، ليكون لنا خبراء ومختصون في المجالات المتنوعة.

على المسؤولين متباعة ملف الاختلاس الأخير في جنوب بلوشستان
وأشار فضيلة الشيخ عبد الحميد، في قسم آخر من خطبته، إلى قضية الاختلاس الأخير في جنوب المحافظة، قائلا: ليس المختلس هو المسؤول في هذه القضية، بل الشعب أيضا مقصرون، حيث أعطوا أموالهم لهذا الشخص من غير تبين.
وتابع قائلا: نتيجة الأدعية وكذلك نتيجة الجهود، ألقي القبض على المختلس، وهو الآن معتقل لدى السلطات. نشكر جميع من سعوا في هذا المجال وندعو لهم بالخير والتوفيق. ووصيتي للمسئولين أن يتابعوا هذه القضية بجدية.

1105 مشاهدات

تم النشر في: 22 يوليو, 2017


جميع الحقوق محفوظة لموقع فضيلة الشيخ عبدالحميد إسماعيل زهي Copyright ©